شكراً للجميع. شكراً لحبيبتنا «زينب»

المرحومة زينب محمد أمين الشيخ علي (أم علي غزاوي)
المرحومة زينب محمد أمين الشيخ علي (أم علي غزاوي)


بداية، نتوجّه بالشكر الكبير لموقع "خيامكم" على الخدمات التي يُقدّمها للزائر والمشارك لموقعه؛ هو يشاركنا أفراحنا وأتراحنا، ويوحّد بين قلوب الجميع، فتحوّلت الخيام معه إلى منزل واحد وعائلة واحدة وقلب واحد وأمّ واحدة تحتضن الجميع. لقد خفف هذا الموقع، ويُخفف من آلامنا عبر الكلمة والصورة والخبر وتصغير المسافات والأبعاد..

كما نتوجّه بالشكر إلى كلّ من واسانا بفقدان الوالدة العزيزة، وندعو الله أن يمنّ على الجميع بالصحّة والأمان، وأن يحمي كلّ الأمّهات من وجع اللحظات.

للأمّهات، اللواتي ترقد تحت أقدامهنّ الجنة، حقّ علينا بالذكرى والتعزية والوفاء لعطاءاتهنّ وتعبهنّ مهما اختلفت أعمارهنّ وألوانهنّ وأمكنتهنّ.

رحلت الوالدة بصمت. لملمت أوجاعها وحنينها، واحتضنت قلبها الكبير الذي اتسع للآلام والحبّ الراعد والراعف لفلذات كبدها.

لقد كانت الآلام أقوى من قلبها، فرحلت مع الفراشات كفراشة أتعبها الضوء، فأرخت جناحيها للظلمة المؤقتة واستراحت من تعبها ومن ثقل الغيبوبة الملحاحة. لم يقوَ الربيع على إغرائها بدفئه وجماله، فمن تقبع الجنة تحت قدميها تمتلك الفصول والأزمنة والأمكنة والاتجاهات وكلّ جمالات الكون...

لكِ أيّتها الوالدة حبّنا وشوقنا ودعاؤنا وشكرنا على المعجزة التي أودعها الربّ فيكِ كسرِّ من أسرار هذا الكون الذي نطويه، ويطوينا ككتاب نقرأ صفحاته على مهل، وعلى أمل، وعلى شوق لمعانقة السراب الآتي من هناك، حيث الشجرة الأولى والأخيرة وحيث تختبىء تلك الأسطورة الأبدية: حوّاء؛ حوّاء الأمّ، المعرفة، القوّة والحبّ...

شكراً لكِ «زينب» على تاريخكِ معنا وعلى كلّ شيء، وأعذرينا على بكائنا الساكن في مآقينا...

لكنّ الأمهات لا تموت...

هنّ كالهواء نجتاجه للتنفس...

هنّ غذاؤنا الروحيّ والعاطفيّ...

هنّ كالشمس تشرق كلّ يوم وإن حجبتها الغيوم..

د. يوسف غزاوي

سجل التعازي بالمرحومة زينب محمد أمين الشيخ علي (أم علي غزاوي)

تعليقات: