صنوبر حاصبيا ثروة بيئية ـ اقتصادية تحتاج الى التفاتة


تغير المناخ يتسبب بأمراض فطرية ويفاقم مخاطر "الصندل"..

حاصبيا ـ

ليست حشرة الصندل، أو ما يعرف بدودة الصندل، وحدها التي تضرب أحراج الصنوبر في منطقتي حاصبيا والعرقوب إنما هناك عوارض أمراض أخرى بدأ المزارعون يلحظونها تتفشى في تلك الأحراج ولو بشكل بطيء، ومنها نوع من الفطريات التي تصيب براعم الصنوبر المثمر ما يؤدي الى ذبول في الأوراق يليها يباس للأغصان حتى تموت الشجرة كلياً بعد عدة أشهر، كذلك نوع يصيب الصنوبر بشكل يحول لون الشجرة من الأسفل الى الأعلى الى الأبيض كما لو أنها مدهونة بمادة كلسية ويقضي على الشجرة نهائياً. يرجح الخبراء أن أسبابه تعود الى تغير المناخ وارتفاع الحرارة والرطوبة معاً في الشتاء والربيع.

إلا أن دودة الصندل التي تعشش بشكل أساسي في أشجار الصنوبر البري ومنه تنتقل الى الصنوبر المثمر هي التي تشكل عامل قلق لدى المزارعين في هذه المنطقة، في وقت نشطت فيه وبشكل لافت زراعة الصنوبر المثمر لما فيه من مردود مادي جيد على الكثير من العائلات والبلديات والدولة، وقليل من الجهد والكلفة المادية للإعتناء به، إضافة الى الجمال والغنى للثروة الحرجية التي ما زالت تتميز بها المنطقة.

ويسأل المزارعون الجهات المعنية عن الوسائل والأدوات اللازمة الكفيلة بالقضاء على هذه الحشرة التي كانت تفتك بالصنوبر مرة واحدة في العام وتحديداً في الربيع، لكن خلال العام الماضي، بحسب المهندس الزراعي غيث معلوف، وبسبب التغير المناخي فقد لوحظ وجود جيلين منها واحد في الربيع وآخر في الخريف ما يزيد المشكلة ويجعلها خطراً على هذه الثروة الحرجية في المستقبل.

إلا ان المعالجات لهذه الآفات التي تزداد عاماً بعد عام تقتصر على توزيع الأدوية والمبيدات على البلديات وبدورها توزعها على المزارعين، وصحيح أن الدواء TRIFER الذي بدأت بتوزيعه وزارة الزراعة وهو مادة سامة وفعالة، إلا ان المشكلة تكمن في كيفية رشه كون أشجار الصنوبر يصل إرتفاعها لأكثر من 15 متراً، ويعتبر المزارعون أن الطريقة المثلى لمكافحتها هي في إستخدام الطوافات لرش المبيدات على مساحة تزيد على الـ3000 دونم من الصنوبر المثمر تتوزع بين الأملاك الخاصة والبلديات والدولة، وتتركز في قرى وبلدات راشيا الفخار وكفرحمام وميمس والخلوات وحاصبيا وعين قنيا وغيرها.

ويقول المزارع ذياب بو سعد ان الصنوبر المثمر ثروة تعتاش منها عشرات العائلات في حاصبيا والعرقوب، متمنياً على الدولة والمعنيين المساعدة على تطوير هذه الزراعة والأدوات اللازمة من أدوية وغيرها لمكافحة الآفات والأمراض التي تصيبها، وتحديداً دودة الصندل، مؤكداً ان الحل الوحيد لمكافحتها هو بإستخدام الطوافات وفي أوقات محددة وفق دورة حياة الصندل.

ويناشد وزارة الزراعة والجهات المعنية الإهتمام أكثر بالمزارع وبالثروة الصنوبرية التي أصبحت تنتشر بشكل لافت في المنطقة واصبح لها مستقبل أفضل وتتحسن عاماً بعد عام، لكنها باتت مهددة بظهور أمراض فطرية لا بد من مكافحتها.

ويلفت المهندس غيث معلوف الى ان المنطقة تتميز بأشجار الصنوبر التي قامت بزراعتها الدولة والأفراد والبلديات، حيث بدأ الناس يعتبرون الصنوبر ثروة مهمة في المنطقة خاصة بعدما أصبح هناك سهولة في الوصول الى هذه الأحراج والعناية بها، وهذا أيضاً شجع الأفراد على زراعة أراضيهم الخاصة بالصنوبر، واعتبر ان حشرة الصندل تنتشر في الأحراج التي فيها الصنوبر البري والمثمر، ولكن حتى الآن لا يمكن اعتبار هذه الحشرة وباء، إضافة الى أمراض فطرية أخرى تصيب الصنوبر، مشيراً الى ان الأساليب والمتبعة لمكافحة هذه الأمراض في المنطقة ما زالت غير متطورة، وبحاجة لأدوات خاصة وأدوية فعالة، متمنياً تشجيع هذه الزراعة لما لها من اهمية على كل المستويات البيئية والإنتاجية.

ويشير مصدر في وزارة الزراعة الى أن مصلحة الزراعة في النبطية قامت بتوزيع الأدوية على البلديات حسب الحاجة وهي بدورها تسلمها للمزارعين، إلا ان الوزارة ليس لديها الآليات اللازمة لرش المبيدات بحيث يبقى الموضوع على عاتق البلديات والمزارعين وضمن الإمكانات المتوفرة، لذلك فإن المعالجات تبقى سطحية وطفيفة وأن الحل الصحيح هو بإستخدام طوافات لرش تلك المبيدات.


تعليقات: