الحوت يعيد سيّارة طيران الشرق الأوسط ويوسف يكلّف موظّفاً الحلول محلّه

 محمد الحوت
محمد الحوت


لم تتحرك النيابة العامة المالية بعد للتحقيق في اعتراف رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت بتسجيله سيارة تعود له شخصياً باسم مصرف لبنان لأسباب تتعلق بوفر الكلفة، فيما أعيدت هذه السيارة ليل السبت ـــــ الأحد عند الساعة الواحدة والنصف فجراً إلى موقف يقع أسفل المبنى حيث مكتب الحوت في مطار بيروت الدولي. ومرّ يوم الأربعاء النيابي من دون أن يثير مكتب مجلس النواب أو رئيس المجلس النيابي نبيه بري مسألة شغل النائب غازي يوسف منصب رئيس مجلس إدارة في شركة اقتصاد مختلط. وقد برز في اليومين الماضيين تطوران بارزان، يشيران إلى سعي تيار المستقبل إلى ضبضبة الموضوع؛ سرّب أحد المقرّبين من الرئيس سعد الحريري بعض المعلومات أمام محسوبين على رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون، التي تشير إلى نيّة الحريري معالجة وضع يوسف ورغبته في إعادة هيكلة شركة طيران الشرق الأوسط، لكن بعيداً عن الإعلام، لأن من شأن حملات كهذه أن تظهره ضعيفاً أمام جمهوره. وفي الوقت نفسه، واظب النائب غازي يوسف على تغيّبه عن مكتبه في شركة الشرق الأوسط لخدمات الطائرات المستمر منذ نحو أربعين يوماً. وتبين أن يوسف، في اليوم التالي لنشر صحيفة «الأخبار» تحقيقاً عن الفساد في الشركة التي يديرها (الصندوق الأسود لخدمة المطارات)، أصدر قراراً أبلغه إلى جميع رؤساء الدوائر في الشركة يقول فيه حرفياً: «بسبب اضطرارنا إلى الغياب عن لبنان، إننا نفوّض المهندس محمد شاتيلا بتسيير أمور الشركة اليومية وتوقيع خلال هذه الفترة المراسلات العائدة للشركة مع رئاسة مطار رفيق الحريري الدولي ـــــ بيروت والعائدة إلى تصاريح دخول المطار للمستخدمين، كذلك المراسلات مع المقاولين والموردين والاستشاري ـــــ دار الهندسة الشاعر وشركاه ـــــ المتعلقة بتسيير الأعمال اليومية. ونخص بالذكر منها الرسائل التقنية وتلك المتعلقة بالأعمال (من دون تحديد أي أعمال) إضافة إلى طلبات شراء المواد لمشروع المطار (من دون تحديد أي مواد) وكذلك كافة الفواتير المتعلقة بالعقد التابع لمطار رفيق الحريري الدولي ـــــ بيروت. وذلك ابتداءً من 19/4/2010 ولحين عودتي (من دون تحديد تاريخ متوقع لهذه العودة)».

ويتهم بعض الموظفين في الشركة شاتيلا بالمسؤولية عن هدر الأموال. وهناك لجنة تحقيق (شاتيلا للمفارقة عضو فيها) تحقق في الاتهامات وتدقق في جميع حسابات شركة الشرق الأوسط لخدمات المطارات وفواتيرها ابتداءً من 1 كانون الثاني 2009، إضافة إلى التدقيق في صحة تسلم الأعمال والالتزامات التي جرت خلال هذا العام لجهة تنفيذها، الأمر الذي أثار موجة اعتراض وسط الموظفين الذين أكدوا أنهم لا يثقون أبداً بلجنة التحقيق الذي يعرفون سلفاً نتيجته: تحقيق في هدر يجريه المتهم بالمسؤولية عن هذا الهدر.

وهكذا أُبلغ الحوت من المعترضين أنهم يرفضون التعاون مع شاتيلا وسيطعنون بكل مراسلة أو فاتورة يوقعها الأخير، لأنه ليس لديه أي صفة قانونية (هو في الأصل مدير المشاريع في شركة الشرق الأوسط لخدمة المطارات)، الأمر الذي دفعه إلى التأكيد أمامهم أن غازي يوسف أوكل إلى عضو مجلس الإدارة صلاح عيتاني التصرف في معظم صلاحياته لحين عودته. ولم يبرز الحوت الوكالة المفترضة، علماً بأنه إذا أبرزها، فذلك يعني أن يوسف أجرى وكالتين، لأن الوكالة المعطاة منه لشاتيلا عمّمت على كل رؤساء الدوائر، وهناك نسخ عنها. يشار هنا إلى أن خلافاً صغيراً حصل أول من أمس بين بعض الموظفين القلقين على استقرارهم الوظيفي نتيجة الفساد في شركة طيران الشرق الأوسط والشركات التابعة لها حين حاول أحد الموظفين ـــــ المحسوبين على حزب الله ـــــ أن يتوسط بين المعارضين لاستمرار الفساد من دون محاسبة والحوت، الأمر الذي أقنع بعض الموظفين بأن رهانهم على القوى التي تدّعي الإصلاح لا يفترض أن يكون كبيراً (الرئيس عمر كرامي في حواره أمس مع «السفير» أشاد بالحوت الذي نجح وصارت الشركة بفضله تحقق ربحاً)، وأن الجزء الأكبر من معركتهم لإصلاح مؤسستهم يفترض أن يقوموا به بأنفسهم.

وسط كل ذلك، عمدت إدارة الميدل إيست إلى جمع تواقيع الموظفين على عريضة تطالب بطرد أحد الموظفين وتؤكد تأييد «مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط في الحملة التي تشنّ عليه من صحيفة «الأخبار» والتيار الوطني الحر». لكنّ عدد التواقيع لم يتجاوز حتى مساء أمس ثلاثين توقيعاً.

تعليقات: