معركة عائلية حامية في كوكبا تحت غطاء حزبي شفاف

مرشحون واقفاص (عباس سلمان)
مرشحون واقفاص (عباس سلمان)


كوكبا :

لم يشفع تمثال السيدة، الحارس أبداً مدخل كوكبا الشرقي، للبلدة المارونية اليتيمة في قضاء حاصبيا، كي تتجنب معركة الاستحقاق البلدي، والمتوقع أن يشهد حماوة لافتة قد تصل إلى كبرى المنازلات الانتخابية. وذلك، في ظل محاولات خجولة باتجاه وفاق بعيد المنال تتولاه وجوه محايدة من أبناء البلدة، وإن كان الكثير من فريقي الصراع يعتبر تلك المحاولات مضيعة للوقت.

تجمع كافة الفئات المتواجهة في كوكبا على أن معركة هذا الاستحقاق عائلية بامتياز، وإن كانت مختلف الأحزاب، ومنها «التيار الوطني الحر»، «القوات اللبنانية»، «الكتائب»، «الأحرار»، و«الكتلة الوطنية» تغلفها بشكل واضح. إلا أن هذه الأحزاب، على تنوعها، لم تتركز في جانب محدد، بل تبدو موزعة وبشكل متقارب على كلا الطرفين المتنافسين، مما يفقد هذه القوى الحزبية الزخم الذي كانت ترغب في إظهاره كعناصر مؤثرة، حتى بات من البديهي القول إن الصراع البلدي في كوكبا عائلي تحت غطاء حزبي شفاف، قد يخفف من أي ردات فعل سلبية أو تشنجات يمكن أن تحصل مع إعلان النتائج.

تشير كافة الوقائع إلى انقسام حاد تشهده هذه البلدة بين مختلف عائلاتها، يصل في بعض الأحيان إلى فراق تحت سقف المنزل الواحد. فهناك فئة تسيطر على المجلس البلدي منذ أيلول 2001 حتى تاريخه، وهي تفخر بأنها قامت بجملة أعمال إنمائية متعددة ومتنوعة، خصوصاً في البنى التحتية. أما الفئة الأخرى، فتعتبر أن ظلماً لحق بها طوال هذه الفترة، وتجهد بقوة اليوم كي تنتزع حقوق فقدتها منذ حوالي عشر سنوات. فهذه الفئه كانت السبّاقة، في كوكبا، إلى خلط أوراق اللعبة، وجمع قواها في لائحة مكتملة من 12 عضواً يمثلون معظم العائلات، بحيث باتت جاهزة للإعلان عن نفسها خلال احتفال سيقام في الساحة العامة مطلع الأسبوع المقبل. ويلفت أحد أقطاب هذه اللائحة إلى أن أعضاءها هم من الشباب، وأكبرهم سناً لا يتجاوز الخمسين من عمره.

هذه «اللائحة الشبابية»، كما يحلو لأصحابها تسميتها، والتي ستكون برئاسة المختار الحالي كامل القلعاني أو الدكتور سليم ابراهيم، ستخوض الانتخابات ضد لائحة مكتملة ربما تكون برئاسة الرئيس الحالي أنطوان الخوري، الذي يشدد على ضرورة السعي الدؤوب من أجل التوصل إلى توافق في كوكبا، وأنه على استعداد للمضي بهذا الاتجاه حتى اللحظات الأخيرة. ويقول الخوري أن البلدية منبر للحوار، مع كافة القوى الاجتماعية الناشطة، من أجل التوصل إلى نظرة تنموية شاملة تؤدي إلى استنهاض المجتمع المدني، ليقوم بدور فاعل في عمليات التطور والنمو والتوافق.

وعلى عكس توجه رئيس البلدية الحالي، والمراد له أن يكون إيجابياً، فإن الطرف الآخر يأخذ عليه غيابه شبه المتواصل عن البلدة ومشاكلها. فتواجده فيها، بحسب منافسيه، يقتصر على المناسبات وأيام الآحاد المشمسة، في حين أن المطلوب هو رئيس حاضر إلى جانب أبناء بلدته. علماً ان هناك رأياً آخر بشأن الخوري، يصفه بأنه مثال المسؤول الذي قدم لبلدته كل ما تحتاجه تقريباً وفي مختلف المجالات، حتى وصل به الأمر الى تأمين قطعة أرض لكل مواطن يرغب ببناء منزل جديد، لما لهذه الخطوة من معان وطنية تدخل في إطار تثبيت الشباب في قريتهم والحد من الهجرة إلى المدينة.

يذكر أن عدد سكان كوكبا يربو على ألفين ومئتي نسمة، يتوزعون على عائلات الياس، فرنسيس، الخوري، جبور، صعب، حنا، سعد، القلعاني، أبو نقول، رزق، ومتّى، ينتخب منهم حوالي 750 شخصاً، لمجلس بلدي من 12 عضواً، ومختار وثلاثة أعضاء اختياريين، علماً أن نسبة 60 في المئة من الأهالي هم خارج البلدة، وغالبيتهم في بيروت او بلاد الاغتراب، بسبب التهجير الذي لحق بالبلدة جراء الاعتداءات الإسرائيلية منذ مطلع السبعينيات.

تعليقات: