علي فياض : تحسين التمثيل والأفضلية للمقيمين


مرجعيون:

اتفاق الحزب - الحركة على إيقاع النسبية وطفرة لوائح في بلدات مرجعيون المسيحية

ما ان اعلن رسميا تثبيت موعد الانتخابات البلدية بحسب القانون النافذ، حتى ظهرت الى العلن حركة الاتصالات والمشاورات التي كانت تجري في شكل خجول جدا في الاشهر الماضية في بلدات قضاء مرجعيون وقراه، ونشطت التحضيرات والاستعدادات، وان كانت غالبية النتائج محسومة سلفا وخصوصا بعد الاتفاق السياسي بين "حزب الله" وحركة "امل" على خوض المعركة معا، والسعي الى تأليف لوائح تفوز بالتزكية، اذا امكن.

في 23 ايار المقبل، يتوجه مئة والفا ناخب من 32 بلدة في القضاء لاختيار 26 مجلسا بلديا و32 مجلسا اختياريا تتوزع على 27 بلدة شيعية، و5 قرى مسيحية (بينها مرجعيون التي فيها اقلية سنية، وابل السقي المختلطة مع الدروز).

يختلف مشهد التحضير للانتخابات بين القرى الشيعية والمسيحية، ففي حين تتولى لجان مشتركة من الحزب والحركة على مستوى القيادات، مهمة اختيار اللوائح بالاستناد طبعا الى المعايير العائلية والتوزيع النسبي بينهما، وغيرها من المعايير التي يعتمدها الجانبان للمرة الاولى، فان القرى المسيحية تشهد تنافسا عائليا يبرز من خلال طرح لوائح عدة تتنافس في ما بينها بناء على الحسابات العائلية المتداخلة.

واوضح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض لـ"النهار" ان اللجان المشتركة للحزب والحركة "تعمل على انجاز الجانب اللوجيستي لجهة احتساب الحجم الانتخابي الذي حققه كل طرف في الانتخابات البلدية الاخيرة عام 2004، وتنكب على اجراء تحليل احصائي مشترك يحسب لكل طرف حجمه، وبنتيجته نحول حجم الاصوات التي نالها كل طرف الى النسبية في طريقة التثميل في هذه الانتخابات".

واكد ان الطرفين "متفقان على مجموعة قواعد، منها عدم تجاوز العائلات، لذا ستقوم اللجان بدرس كل بلدة على حدة على ان يجري الاتصال والتنسيق مع باقي الاحزاب الحليفة ايضا، لتوسيع دائرة التوافق والسعي في اتجاه تأليف لوائح تزكية اذا ما توافرت الظروف لذلك".

وبسؤاله الا يعتبر هذا الامر مصادرة لقرار الناس، أجاب: "التزكية خيار مبارك يستند الى نوع من التفاهم الشامل وليس اقصاء او مصادرة لقرار الناس لان خيارات التزكية ليست اكيدة، وبالتالي اذا كانت قوى اخرى تريد المضي في الانتخابات فنحن نحترم هذا الخيار".

وفي شأن تسمية رؤساء البلديات، اشار الى انه "خلال الاشهر الماضية انكبت لجان خاصة في هذا المجال على تقويم تجرية رؤساء البلديات، ومن خلال النتائج التي اصبحت بين ايدينا، سنقوم بتحسين مستوى التمثيل والاخذ في الاعتبار الظروف الشخصية لبعض المؤهلين لتولي هذه المهمة. الافضلية للمقيمين في القرى، ولكن ا ذا تعذر ذلك فسنلجأ الى خيارات اخرى".

مسألة اختيار المرشحين في القرى الشيعية لا تنسحب اطلاقا على القرى المسيحية، فبحسب فياض "هذه القرى لها خصوصيتها، وهي التي تختار ممثليها. نحن لا ولن نتدخل في خيار اي بلدة، الا اذا طلب منا راي فسيكون الرد ايجابا".

واكد انه "حتى لو وصل رؤساء بلديات في هذه القرى يخالفون في آرائهم رأي حزب الله، فان الحزب سيتعاطى معهم بكل ايجابية مستندا الى مبدأ احترام رأي الناخبين، وسيتعاطى مع هذه البلديات من باب العمل الانمائي. فالبلديات يجب الا تدفع ثمن اي خلاف سياسي او ان تكون مكانا لتصفية الحسابات السياسية".

اذا لا يزال مبكرا الحديث عن اكتمال خريطة اللوائح البلدية في قرى قضاء مرجعيون، ففي حين تدرس لجان الحزب والحركة مسألة التسميات، على ان تبدأ بالظهور خلال الاسبوعين المقبلين، تعيش القرى المسيحية حالا من التنافس العائلي الحقيقي البعيد من التاثيرات السياسية، ان لجهة القوى الفاعلة محليا او لجهة الاحزاب المسيحية التي تؤكد اوساطها سواء في بيان رسمي، مثل حزب الكتائب، او عبر اوساطها.

عدم تسييس المعركة الانتخابية وحصرها بالتنافس العائلي، وتأكيدا على ذلك البيان الذي اصدره قسم مرجعيون – حاصبيا في حزب الكتائب بالتأكيد على ان الحزب لا يدعم اي مرشح ولا يتدخل اطلاقا في سير الانتخابات البلدية، وكذلك حزب "القوات"، ففي اتصال بمنسق الحزب في المنطقة مكاريوس سلامة اكد ان الحزب "اتخذ قرارا بعدم التدخل وترك الحرية للمحازبين والمناصرين تعاطي الشأن البلدي من باب العائلات" داعيا الى عدم تسييس الانتخابات ترشيحا وانتخابا. ومن اوساط "التيار الوطني الحر" تأكيد ايضا بعدم تسييس الانتخابات البلدية في المنطقة وترك حرية الاختيار ترشيحا وانتخابا للعائلات.

انطلاقا من هذه القاعدة تبدو صورة المشهد الانتخابي في القرى المسيحية متداخلة ومتشابكة نظرا الى الحسابات العائلية لكل بلدة، مع الاشارة الى مساع في بعض القرى للتوافق مثل جديدة مرجعيون، مركز القضاء حيث تتواصل المساعي الحثيثة لتأليف لائحة توافقية يرئسها رجل الاعمال أمال الحوراني الذي يحظى باجماع الاهالي، نظرا الى بصماته الكثيرة في البلدة وبينها بناء القصر البلدي وعدد من الصروح العلمية والثقافية وغيرها، وينتظر ان تتبلور هذه المساعي خلال الايام القليلة المقبلة.

تعليقات: