المشهد اليساري من بنت جبيل الى دير ميماس والخيام

يسار مشتت وضعيف في الخيام
يسار مشتت وضعيف في الخيام


تجاوز تحالف الشيوعيين وأمل وحزب الله قطوعه الأخير في قرية عيترون في قضاء بنت جبيل، بعد حسم السجال داخل منظمة الحزب الشيوعي اللبناني باتجاه الموافقة على السير في مساعي التوافق داخل القرية مما سيمكن اليسار من الدخول الى المجلس البلدي الجديد حسب تأكيد الطبيب الشيوعي أحمد مراد أحد المكلفين متابعة عملية التفاوض.

وقد فتح ذلك الباب أمام توافق يكون مقدمة لتزكية بإقناع سائر المرشحين المنفردين بالانسحاب لمصلحة اللائحة، وإذا تعذّر ذلك فسوف تكون اللائحة هي لائحة تحالف بين القوى السياسية الثلاث في مواجهة الآخرين.

وبذلك يحصل حزب الله على عشرة مرشحين اضافة الى ثلاثة للحزب الشيوعي وثلاثة لحركة أمل على أن يتم التوافق بين أمل والشيوعي لتسمية اسمين يكونان من حصة كل واحد منهما ضمن اللائحة. أيضاً يحتفظ حزب الله برئاسة البلدية ومن الواضح أن الرئيس الحالي سيمدّد له، فيما يجري النقاش على منصب نائب الرئيس. ومن المتوقع أن يشمل الاتفاق المخاتير على الشكل التالي: مختار شيوعي ومختار لحركة أمل ومختاران لحزب الله.

الوضع يختلف كلياً في مدينة بنت جبيل حيث سيخوض اليسار معركة بوجه اللائحة الائتلافية وهو في طور تشكيل نواة لائحة تضم ثمانية مرشحين من الوجوه اليسارية.

كذلك الأمر بالنسبة لقرية شقرا حيث يجري الإعداد لمعركة انتخابية من قبل ما أطلق عليه «الجو الديمقراطي» وهو ائتلاف يساري متنوع، يضم أيضاً وجوهاً من العائلات سيتنافس ضد لائحة أخرى على عضوية المجلس البلدي الذي يضم 15 عضواً. تنسحب حال شقرا على جارتها صفد البطيخ حيث من المتوقع أن تجري معركة انتخابية بين لائحتين واحدة تضم اليسار وأخرى تضم «الثنائي الشيعي».

في قرية ياطر، المفاوضات تجري حسب مصدر مسؤول في الحزب الشيوعي على أساس انتاج لائحة توافقية تضم كافة القوى السياسية في القرية مما يفتح المجال أمام «الجو الديمقراطي» للتمثل بعضوين من أصل 12 عضواً على أن تذهب البقية لحركة أمل وحزب الله.

الوضع محسوم في قرية حانين حيث تم التوافق على لائحة تضم أمل وحزب الله والشيوعي الذي سيتمثل بعضوين. وفي قرية عيناتا ظهر مؤشر الى نية بعض الشخصيات اليسارية والمستقلة العمل باتجاه بلورة لائحة منافسة داخل البلدة. وهذا ما ظهر من خلال الاجتماع الذي عقد ليل أمس في عيناتا للتداول في الأمر.

حال قضاء بنت جبيل يتشابه الى حد كبير مع حال قضاء مرجعيون ففي قرى هناك توافق وتزكية وفي قرى أخرى هناك معارك. في حولا مثلاً ينطلق الاتفاق على ما يقول أحد المتابعين من قاعدة المثالثة في تقسيم المقاعد الخمسة عشر بين الشيوعي وأمل وحزب الله مع تسويق الاتفاق السابق المتعلق برئاسة البلدية حيث تذهب الرئاسة بالثلاث السنوات الأولى الى حزب الله ونائب الرئيس الى أمل فيما يتسلم الشيوعي الرئاسة في الثلاث سنوات الأخيرة من عمر المجلس البلدي.

في ما يتعلق بميس الجبل فمن المرجح أن تستبدل حركة أمل تحالفها مع الشيوعي بالسير بالاتفاق المبرم بين الحركة والحزب الأمر الذي يخرج الشيوعي من عضوية المجلس رغم وجود جهود لتمثيل الشيوعي بواحد والإبقاء على المختار الحالي المحسوب عليه في مهامه.

ويمكن القول إن التوافق حسم في دير ميماس لناحية تسمية رئيس البلدية عدنان عودة الذي باشر مفاوضاته لتشكيل لائحة تضم الشيوعي والقومي والتيار الوطني الحر اضافة الى القوات والكتائب ومستقلين وتكون بالتزكية.

في دير سريان، هناك توجه نحو تحالف بين حزب الله وأمل والشيوعي وحتى الآن لم يتبلور الاتفاق النهائي.

في قرى مرجعيون، برج الملوك والقليعة فإنه لا وجود لنشاط يساري حزبي فاعل، والأمور تتجه نحو معارك بين لوائح عائلية مطعمة ببعض الشخصيات المحسوبة على هذا الفريق السياسي أو ذاك، وهو أمر يختلف نسبياً في القنطرة التي تتجه الى معركة بين العائلات واليسار الذي يتمتع بثقل انتخابي في القرية من جهة والتحالف من جهة أخرى.

في بلاط تخوض العائلات معركة أيضاً ضد تحالف حزب الله وأمل والشيوعي الممثل بعضو واحد.

تبقى الخيام بما تمثل من ثقل سياسي وشعبي ونظراً لموقعها هي أم المعارك وهي أم التوافق ففي هذه القرية الكبيرة قطع اليسار بكافة تلاوينه شوطاً كبيراً. وهو قد اقترب من اعلان نفسه إما كتلة مفاوضة تحاول تثبيت حضورها على قاعدة تمثيلية منصفة واما الذهاب نحو معركة انتخابية «ستكون لها دلالتها المستقبلية باتجاه كسر هيمنة قوى الأمر الواقع»، كما يقول أحد أبرز المتابعين لما يجري في قرية الخيام.

تعليقات: