السيد حسن نصرالله: التزكية في البلديات لها قيمة سياسية كبرى

السيد حسن نصرالله في خطابه اليوم
السيد حسن نصرالله في خطابه اليوم


دعا الامين العام لحزب الله السيد نصر الله الجنوبيين الى الذهاب يوم الاحد المقبل الى الاقتراع في الانتخابات البلدية دون خوف من أحد وإقامة اعراس التحرير ، وقال سماحته خلال حفل إفتتاح المعلم السياحي الأول الذي يحكي المقاومة في بلدة مليتا " سنقدم مشهدا على طرفي الحدود ،في الجنوب أعراس انتخابية وفي الجانب الآخر الملايين الذين ينزلون الى الملاجئ ويقدمون خطة طوارئ خوفا من المقاومة". وتابع سماحته "ثقوا أن المقاومة التي تشكل أرض مليتا موقعا من مواقعها استطاعت أن تمتد بمليتا كرمز الى كامل أرض جبل عامل لتكون المقاومة حاضرة في كل المعادلات"، واضاف " فنحن لا نقيم استفتاء فالانتخابات النيابية كانت استفتاء وحزب الله وأمل ليسا بحاجة الى استفتاء على شعبيتهم لأن حجمهما السياسي معترف به وطنيا وإقليميا".

ودعا سماحته " أهل صيدا الى الهدوء "ولا شيء يحرز"، حيث هناك تنافس فليقدم أهل الجنوب نموذجا".

وتسأل سماحته "لماذا كل هذا التدفق والزيارات الأميركية والأوروبية والأجنبية والعربية الى لبنان؟ ماذا يحصل في لبنان لن أجاوب اليوم ويبقى بقية الكلام الى عيد المقاومة والتحرير في 25 أيار .

كما دعا سماحته " الى مزيد من التزكية في البلديات"، وتوجه الى قاعدة حزب الله وجمهوره الى ضرورة الالتزام المطلق، "وهذا ليس تكليفا شرعيا لأننا لا نستخدمه في الانتخابات، نحن حزب ملتزم بعهوده ووعوده واتفاقاته، أدعو جمهورنا وقواعدنا للالتزام الكامل بلوائح الوفاء والتنمية وأن لا تأخذهم في هذه الانتخابات أي حسابات ثانية لأن نجاح هذه اللوائح له قيمة سياسية كبرى، أما في الترشيح لا يمكن لأي مرشح خارج لوائح الوفاء والتنمية أن يقدم نفسه للناس على أنه مرشح من قبل حزب الله أو أن حزب الله يؤيده من تحت الطاولة ومن يدعي ذلك يدعي كذبا وظلما، وإذا حصل في بعض البلدات أخوة من حزب الله أو يقولون أنهم ينتمون لحزب الله ومرشحون للانتخابات البلدية خارج لوائح الوفاء والتنمية أدعوهم للخروج من هذه المعركة والانسحاب منها والعمل في الساعات المقبلة لإنجاح هذه اللوائح ".

واضاف " حيث توجد لوائح الوفاء والتنمية نحن نتبنى هذه اللوائح بشدة وتأكيد وعزم ونعمل من أجل أن تنجح هذه اللوائح ونعتبر ان هذا التحالف جزء من التحالف الاستراتيجي الذي يحمي ويحصن بيئة المقاومة، بالنسبة لنا لا شيء فوق الطاولة وتحت الطاولة، وأنا أشهد أن قيادات حزب الله وأمل وكوادرهما كانت صادقة وشفافة في تنفيذ الاتفاق وصادقة ووفية في تنفيذه ومدركة لأبعاده".

وتابع سماحته بالقول " بطبيعة الحال قد نواجه بعض الصعوبات على مستوى القواعد في بعض البلدات وهي عدد بسيط جدا إذا ما قيس بعدد البلدات، هناك عدد كبير انتهت الانتخابات فيه، هناك بلدان كثيرة تشكلت اللوائح وأعلن عنها ".

واضاف سماحته "أحد الأخوان قال قبل أيام ما سأكرره اليوم، أيها الأخوة يا أهلنا في الجنوب ولبنان، ان أفضل هدية تقدمها أمل وحزب الله للناس في الانتخابات البلدية هو الاتفاق في الانتخابات البلدية، وهذا أجمل شيء يمكن أن نقدمه للناس ".

واعتبر انه" في ملف معقد بهذا المستوى عقدنا الاتفاق واتفقنا أن نحافظ على أوسع تمثيل عائلي وأكبر تحالف مع جميع أحزاب المعارضة، في المرحلة الأولى كان هناك مصداقية للاتفاق وفي المرحلة الثانية كذلك، اليوم جئنا الى المرحلة الثالثة وبدأنا نرى مقالات في الإعلام من كتاب بينهم حلفاؤنا بطريقة غير مناسبة وأحيانا غير لائقة".

واضاف" كلنا يعلم أن طبيعة الانتخابات البلدية وما يجري فيها من منافسات تدخل العائلات والتيارات والأحزاب وتأخذ أبعاد شخصية ومذهبية أحيانا في القرى المختلطة، وغالبا ما تؤدي الى صراعات أحيانا لا تندمل بسنوات، نحن كان رأينا في توقيت الاستحقاق البلدي وهذا الكلام انتهى وحدث الاستحقاق، أما وقد جاء نحن نرى أن مسؤوليتنا بالدرجة الأولى أن نحفظ بيئتنا الشعبية التي هي المقاومة، هذه البلدات والعائلات قبل كل شيء نهتم للحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي كأولوية مطلقة وهذا ينطبق على كامل الساحة اللبنانية لذلك دعينا الى التوافق بين الجميع وثبتنا القول بالعمل بتوقيع اتفاق تفصيلي مع أمل حول الانتخابات البلدية ولم يكن الأمر سهلا للقيادتين وهما تدركان جيدا أن هذه ليست انتخابات نيابية نتفق على 5 أو 6 مقاعد".

وتحدث سماحته عن موقع مليتا السياحي وقال "هذا العمل على إسم القرية، كنا بين خيارين في النقاش، وكان في ذهننا دائما أن نقيم متحفاً، والحاج عماد مغنية كان من أشد المتحمسين لنقيم متحفاً من هذا النوع، وكان بين أن نقيمه ببيروت وبين أن نقيمه في الجنوب على أرض المقاومة لأنه أقرب الى الطبيعي من الاصطناعي، ولكن هذا لا يستثني متحف بيروت الذي يبقى مشروعا للمستقبل، اخترنا مليتا لأن هذه الأرض من أقدم مواقع المقاومة الإسلامية التي أنشأت في إقليم التفاح في مقابل الموقع اللحدية والاسرائيلية المحصنة بالدشم وأهم التحصينات والمسلحة بالدبابات والأسلحة المتطورة والمحمية بسلاح الجو الإسرائيلي ".

وشدد سماحته على ضرورة تدوين تاريخ المقاومة وقال " فلندون تاريخ المقاومة في لبنان في أبعادها المختلفة، حتى الآن ما أنجز هو جهود شخصية أو حزبية، هناك تحقيقات وكتب ألفت عن المقاومة وعن قادة في المقاومة، نحن بحاجة الى الجهد لندون تاريخ المقاومة بدون تزوير وبقول الحقيقة كما هي نكتب ما نخجل منه وما نفتخر به، التاريخ يأخذ بعين الاعتبار الأدوار الحقيقية فلا يستثني أحدا ولا يتجاهل أحد، الناس بمختلف فئاتها وشرائحها، يبرز التحديات والتضحيات الكبرى التي قدمت ".

واضاف سماحته" من أهم مسؤولياتنا جميعا أن نرعى تاريخ المقاومة، وتاريخ لبنان موضوع معقد وشائك وصعب ومن أصعب الملفات نتيجة التعقيدات الموجودة في البلد، التعقيدات المذهبية والطائفية والمناطقية، هناك مقاومة في لبنان بدأت منذ عام 1948 وليس عام 1978 ولا 1982، منذ بداية الكيان الصهيوني واحتلال الصهاينة لفلسطين المحتلة كان تاريخ طويل من الاعتداء والاحتلال والتهديد وتاريخ طويل من المقاومة والصمود والتحدي، في مرحلة عبر عنه أهالي المناطق الأمامية وعبر عنه الجيش اللبناني وقوى أمنية كانت تواجد في الأماكن الأمامية، وفي مرحلة آخرى أخذت المقاومة شكلا متقدما من خلال فصائل المقاومة الفلسطينية وصولا الى تشكل فصائل لبنانية مقاومة، وكانت الطليعة في إعلان السيد الصدر أفواج المقاومة اللبنانية، وتواصل هذا التاريخ حتى ولدت مقاومة جديدة تستند الى كل هذا الإرث وكل هذا التاريخ والانجازات والحضور والتضحيات فكانت المقاومة الإسلامية وحضور حزب الله كفصيل أساسي في حركات المقاومة ".

وتابع سماحته "نحن اليوم نحاول أن نقوم بخطوة متواضعة نسبة لتاريخ بلدنا وشعبنا وتاريخ المقاومة لحجم التضحيات التي قدمت والانتصارات التاريخية التي تحققت، وجهدا على طريق حفظ التاريخ وإحياء التاريخ وتقديم صورة مشرقة وحقيقية عن هذا التاريخ ".

ولفت سماحته الى انه" من الثابت والواضح والبديهي أن تاريخ أي شعب أو أمة أو قوم أو بلد هو جزء مكون وأساسي من هويتها يعبر عن ماضيها بكل ما فيه وله تأثير بالغ على مسار حركتها في الحاضر ومآل أحوالها في المستقبل والأمم والشعوب الحير تحافظ على تاريخها تستلهمه وتستحضره وتفخر به، تستقوي به احيانا وتبرز مظلوميتها من خلاله أحيانا آخرى وتستخدم للحفاظ على تاريخها وإحياء هذا التاريخ كل الوسائل والإمكانات المتاحة ".

واعتبر سماحته انه تم اختيار هذا اليوم 21 أيار لافتتاح هذا الصرح " لما له من معنى ورمزية ودلالة رغم أن ما أنجز حتى الآن في هذا المعلم هو المرحلة الأولى بجهد متواصل في الليل والنهار، اخترنا اليوم للتذكير أنه في مثل هذا اليوم الساعة 10 صباحا كان أهالي بلدتي القنطرة والغندورة يجتمعون في حسينية بلدة الغندورية لإحياء ذكرى فقيدة، يومها كانت الخطة الأولى والحاسمة على طريق التحرير اتخذها الناس المجتعون في بلدة الغندورية في الحسينية أخذوا قرارا ذاتيا باقتحام المعبر واقتلاع كل الحواجز الموضوعة والعودة الى قريتهم القنطرة، وكان الاقتحام الأول وتهاوت بعدها كل الأسوار في 22 و23 و24 أيار وفي 25 أيار حسمت المعركة واحتفلنا بالنصر في بنت جبيل ".

تعليقات: