إسرائيل تطلق خنازير برية باتجاه القطاع الشرقي

مجموعة من الخنازير البرية في أحراج شانوح
مجموعة من الخنازير البرية في أحراج شانوح


عادة إسرائيلية لتخريب المواسم الزراعية

القطاع الشرقي :

أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي في خطوة خبيثة، على اطلاق اعداد كبيرة من الخنازير البرية باتجاه المنطقة الحدودية، لتخريب المواسم الزراعية فيها خصوصا تلك المشاريع المتاخمة للسياج الحدودي والمقامة في سهول سردة، الوزاني، عين عرب وصولاً الى الماري ووادي خنسا والدردارة، المزروعة بمختلف انواع الخضار الصيفية إضافة الى بساتين الفاكهة.

وأكدت مصادر أمنية متابعة للوضع الحدودي، اضافة الى شهود عيان، ان شاحنتين كبيرتين اسرائيليتين وصلتا بعيد فجر امس الأول الى محاذاة السياج الشائك، عند نقطة وسطية بين الطرف الغربي لبلدة الغجر والجهة الشرقية لموقع الحماري، حيث كانت تنتظرها بالقرب من إحدى البوابات الحديدية المشرفة على مجرى الوزاني، عناصر مشاة إسرائيلية معززة بآلية «هامر» مصفحة، وقامت تلك العناصر بفتح البوابة أمام الشاحنتين لتفرغا على عجل عشرات الخنازير في الطرف الحدودي اللبناني، ثم عملت العناصر الإسرائيلية بعد ذلك على اقفال البوابة، لتشرد بعدها الخنازير في كل اتجاه داخل وادي الوزاني والسهول الزراعية الخصبة المجاورة.

وذكر مزارعو هذه السهول، أنها ليست المرة الأولى التي تطلق فيها إسرائيل مثل هذه الأعداد من الخنازير البرية باتجاه الأراضي اللبنانية، ومثل هذه الحالة تتكرر مرات عدة في السنة، خاصة مع بداية المواسم الزراعية وفي فترة تكاثر الخنازير، لذا تكون نسبة الإناث فيها مرتفعة. ويضيف هؤلاء، ان المصدر الأول والرئيسي لوجود الخنازير في لبنان هو الدولة العبرية، التي بدأت بإرسال المئات منها الى الجانب اللبناني في أوائل السبعينيات، ومنذ تلك الفترة لوحظت حركة مكثفة للخنازير بأعداد كبيرة خاصة في أحراج حلتا وشانوح والماري.

قطعان الخنازير هذه، استفادت في تكاثرها من سريان قرار منع الصيد الذي حد من ملاحقتها، إضافة الى الوضع الأمني الاستثنائي في المنطقة الحدودية، الذي يجعل اصطيادها خاصة في ساعات الليل امراً صعبا ومحفوفاً بالأخطار. هذه العوامل سهلت لقطعان الخنازير انجاز مهمتها التي ارسلت من اجلها بكل سهولة، فهي تغزو وبكل اطمئنان الحقول الزراعية فتلتهم نسبة كبيرة منها وتقضي على ما تبقى بخراطيمها، حسب ما يشير المزارع سلمان ابو العلا، الذي فتكت الخنازير بحقوله في سهل الماري والتهمت عشرات الدونمات المزروعة بالخضار الصيفية، وأخرى مزروعة بالبطيخ والشمام، فكانت الأضرار كبيرة من دون ان تبدو في الأفق اي جهة يمكن ان تتولى عملية التعويض.

ويناشد صالح البطحيش الجهات المعنية من قوى امنية و«يونيفيل» اضافة الى وزارة الزراعة، العمل بشكل جدي لمكافحة تكاثر الخنازير بهذا الشكل المخيف، لأنها قادرة على الفتك بكل المواسم الصيفية إضافة الى كروم العنب، اذ ان اكبر كرم عنب يلزمه غزوة ليلية لساعات عدة، ليتعرى من أغصانة وعناقيده. حتى يمكن القول إن 90 في المئة من كروم العنب في المنطقة مهددة بخسارة ثمارها هذا العام.

ويشدد أكرم أبو العلا على ضرورة قيام حملة واسعة تشارك فيها مختلف الجهات المعنية، للقضاء على ظاهرة تكاثر الخنازير وللحد من ضررها الزراعي والبيئي. ويضيف: نحن كمزارعين لجأنا لعدة أساليب منها وضع السم في الماء ورشه على النبات والمزروعات، وعلقنا الأجراس في الأشجار وركزنا خيال الصحراء إضافة الى ربط الأسلاك الشائكة، واعتمدنا في بعض الأحيان أشرطة التسجيل التي تعطي أصواتاً مخيفة كل هذا باء بالفشل.

في هذا السياق، عقد مزارعو بلدة الماري والجوار لقاءً مع ضباط من القوة الدولية العاملين في القطاع الشرقي، بحثوا خلاله كيفية المساعدة لمعالجة هذه الآفة، حيث طرحت فكرة السماح بالصيد ليلا، لكن ذلك اصطدم بعدم موافقة الجهات الأمنية بسبب الأوضاع غير العادية التي تمر بها المنطقة الحدودية. وهكذا بات على المزارع الحدودي المسكين ان يواجه في آن الكساد المستشري لمواسمه وهجمة الخنازير البرية الكاسحة الموجهة إسرائيلياً.


تعليقات: