التوافق لم يجنب حاصبيا المعركة.. والخلوات تؤجل استحقاقها

في حاصبيا
في حاصبيا


حاصبيا :

أصطدم باب الوفاق الذي أراده التحالف الجنبلاطي الإرسلاني أمس واسعا في حاصبيا وقراها بقوة «العتبة» العائلية التي أفقدته زخمه، وعليه اقتصرت المجالس الوفاقية على بلدة حاصبيا والتزكية في بلدات عين قنيا وشويا ومرج الزهور، بينما تعطلت العملية الانتخابية في الخلوات لتتأجل إلى وقت لاحق إفساحاً في المجال للمساعي الوفاقية. في المقابل، عاشت بقية قرى حاصبيا ومنها الكفير، ميمس ، الماري، الفرديس وكوكبا معارك انتخابية قاسية.

لم يجنب التوافق الثلاثي الجنبلاطي - الإرسلاني - القومي بلدة حاصبيا خضة انتخابية بدت حدتها منذ ساعات الصباح الأولى من خلال كثافة مندوبي اللائحتين «التوافق» و«كرامة حاصبيا»، كما أقيمت خيم انتخابية للمرشحين، عملت على توزيع البيانات واللوائح واحتياجات المندوبين. واتهم أحد اعضاء اللائحة التوافقية لائحة «كرامة حاصبيا» بتوزيع لوائح ملغومة تضم ثمانية أسماء من لائحته، في حين ردت «التوافقية» بنداء عبر مكبرات الصوت تحذّر فيه مناصريها «من الوقوع في شرك مثل هذه المتاهات»، في حين برر رئيس لائحة الكرامة أمين شمس بأن إضافة الأسماء الثمانية جاء لتكريس العرف الحاصباني القديم، والقاضي بضرورة وجود ثلاثة أعضاء مسيحيين واثنين من الطائفة السنية في المجلس البلدي للبلدة.

وبقي الإقبال على مراكز الاقتراع في حاصبيا ضئيلاً لغاية الساعة العاشرة من قبل ظهر امس لم يتجاوز السبعة في المئة من عدد الناخبين ليصل عند الساعة الرابعة إلى حوالى ستين في المئة، في ظل أجواء تنافسية، ولكن هادئة.

وجاءت المفاجأة الانتخابية من بلدة الخلوات حيث تصدعت العملية الوفاقية التي كان يقودها الحزب الاشتراكي وحليفه «الديمقراطي»، مما دفع بالفعاليات إلى سحب المرشحين كافة وتأجيل الانتخابات إلى وقت يحدد لاحقاً، وذلك إفساحاً في المجال أمام الجهات الحزبية والعائلية للوصول إلى صيغة توافقية ترضى بها الأطراف كافة.

وبالقرب من حاصبيا، شهدت بلدة ميمس معركة اشتراكية - اشتراكية حامية الوطيس غداة فشل الفعاليات الدينية والحزبية والعائلية في الوصول إلى توافق. وانقسم الجمهور الاشتراكي إلى «بلوكين» تحالف أحدهما مع العائلات والحزب القومي، فيما أيَّد الثاني ما تبقى من عائلات، ليتسم الوضع الانتخابي بحدة ومال انتخابي قال كلمته. ودفع التحدي ببعض العائلات إلى استقدام ناخبين من دول الخليج تجاوز عددهم الـ35 مغترباً.

وفي بلدة الكفير، اقتصرت المواجهة على لائحة مكتملة برئاسة صالح نوفل وثلاثة مرشحين منفردين. وساد البلدة جو من الهدوء غاب عنه التنافس الحقيقي، علما أن محاولات مكثفة كان قد قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام أبو جمرا للتوصل إلى لائحة توافقية وإبعاد التنافس الانتخابي عن بلدته، لكن جهوده باءت بالفشل.

وحلَّ الاستحقاق في كوكبا المارونية طاحناً تحت شعار التنمية، فكانت مواجهة بين لائحة «شباب كوكبا» و«كوكبا حزبنا». وغصت شوارع البلدة بالناخبين القادمين بمعظمهم من المدن البعيدة وخاصة بيروت حيث يقطنها ستون في المئة من أبناء البلدة الذين هجروا منها منذ مطلع السبعينيات بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.

تعليقات: