تيار المستقبل يمسك بزمام الأمور في شبعا وبلدات العرقوب


قضاء حاصبيا: تحالف جنبلاط - أرسلان يحقق فوزاً كاسحاً..

حاصبيا -

في قراءة موضوعية وهادئة للنتائج التي افرزتها صناديق الاقتراع في قضاء حاصبيا ان القرى والبلدات التي شهدت معارك انتخابية بعد فشل التوافقات التي حصلت في قرى وبلدات اخرى قد تغيّرت فيها موازين القوى وتبدّلت المعادلات السياسية القائمة·

ففي منطقة حاصبيا ذات الغالبية الدرزية نجح التحالف الجنبلاطي - الارسلاني بالتنسيق مع القوى والاطراف السياسية والحزبية والعائلية الفاعلة على الارض من التوصّل الى فوز بلديتي عين قنيا وشويا بالتزكية مع مجالسهما الاختيارية، كما استطاع ان يكرّس هذا التحالف في مركز القضاء حاصبيا بالتوافق على مجلس بلدي برئاسة الشيخ غسان خير الدين من خلال الفوز الكاسح الذي حققه يوم امس بوجه المعارضين، الا ان هذا التحالف فشل في تحقيق ما كان يصبو اليه في باقي القرى الدرزية الاخرى التي شهدت منافسات حادة عائلية وحزبية وصلت احياناً الى داخل البيت الواحد مثل قرى: الماري، الفرديس، ميمس، والخلوات، الذي اضطر في الساعات الاخيرة وزير الداخلية زياد بارود الى اصدار قرار بتأجيل الانتخابات فيها حتى إشعار آخر على خلفية التوترات والاشكالات التي عاشتها البلدة في اليومين الاخيرين·

اما في منطقة العرقوب ذات الغالبية السنية فكانت الصورة مختلفة تماماً وكان الصراع عائلياً على خلفية سياسية اثبت فيه تيار المستقبل أنه الاقوى على الارض وهو قادر على الامساك بزمام الامور وان يتحكّم بخيوط اللعبة·

وهذا ما ترجم فعلياً في بلدة شبعا كبرى بلدات العرقوب والتي ضاقت شوارعها بالناخبين الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية ومن ديار الاغتراب ايضاً لمناصرة احبابهم وعائلاتهم فهذه البلدة شهدت امس <ام المعارك> وكانت الاشرس والاقسى في انتخابات قضاء حاصبيا بل في محافظة النبطية بأكملها بحيث تنافستها <ثلاث لوائح> تحكّمت بها العصبية العائلية الموروثة منذ العهد التركي دون ان يغيب عنها الصبغة السياسية وقد حققت لائحة <القرار الحر> التي يرأسها رجل الاعمال الحاج محمد صعب فوزاً ساحقاً بوجه اللائحتين المنافستين بعدما نفّذت بجميع اعضاءها الـ 18 وبالمجالس الاختيارية الثمانية وهذه اللائحة كما بات معرفاً جاءت مدع

ومة من شريحة واسعة من عائلات شبعا ومدعومة من تيار المستقبل· رئيس اللائحة الحاج محمد صعب اعتبر ان هذا الفوز الساحق الذي حققته لائحته كان نتيجة الخيار الحر لأبناء شبعا واليوم هو يوم آخر وانا على مسافة واحدة من الجميع وشبعا تستحق كل تضحية للنهوض بها والتعويض عما لحق بها من اهمال وعمران على مدى العقود الماضية·

{ وفي بلدة الهبارية فقد فازت اللائحة المدعومة من الجماعة الاسلامية، ومن تيار المستقبل برئاسة علي بركات بـ 11 عضواً من اصل 15 اذ حققت اللائحة التي يرأسها سعيد زاهر خرقاً بأربعة اصوات وهذا ما يعيد خلط الاوراق داخل المجلس البلدي مما يغيّر في موازين القوى· اما كفرشوبا وكفرحمام ومرج الزهور فقد تم فوز بلدياتها بالتزكية اما في بلدة الفرديس فكانت المنافسة على اشدها بين لائحتين الاولى مدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة الرئيس الحالي رئيس سيلفا بوجه لائحة اخرى برئاسة كمال سيلفا مدعومة من قبل الحزبين السوري القومي الاجتماعي والديمقراطي اللبناني وقد فازت اللائحة الاشتراكية بـ7 اعضاء من اصل 8 في وقت كان قد فاز فيه المختار الاشتراكي فايز نصر بالتزكية·

وفي بلدة الماري حصل ما لم يكن متوقّعاً وحققت اللائحة المدعومة من العائلات ومن الحزب الديمقراطي اللبناني فوزاً ساحقاً على اللائحة المدعومة من العائلات ومن الحزب التقدمي الاشتراكي ايضاً كما فاز بمنصب مختار حمد سارة من الحزب الديمقراطي·

{ وفي بلدة ميمس فازت اللائحة المدعومة من العائلات ومن الحزبين <التقدمي الاشتراكي> و<السوري القومي الاجتماعي> على اللائحة المنافسة والتي كانت مدعومة ايضاً من العائلات ومن الحزب التقدمي الاشتراكي> و<الحزب الشيوعي> كما فاز نجيب ابو قنصور في المجلس الاختياري على منافسه ابراهيم صبح·

اما في القرى المسيحية فقد تبدّل المشهد كلياً تغيّرت معه موازين القول التي كانت قائمة على الارض، ففي بلدة كوكبا المارونية شهده منافسة حادة بين لائحة <كوكبا حزبنا> التي يرأسها الرئيس الحالي انطوان خوري ولائحة شباب كوكبا برئاسة الدكتور سليم ابراهيم والتي حققت فوزاً ساحقاً نفذت فيه بكامل أعضائها الـ 12 وقد حرص القيّمون على هاتين اللائحتين باعتبار أن التنافس كان عائلياً فإن جهات اخرى تصفه بصراع سياسي بامتياز بين قوى 8 و14 آذار تحت شعار العائلات·

اما المفاجأة الكبرى والتي لم تكن بالحسبان هي الخسارة غير المتوقعة لـ<الحزب السوري القومي>ر مسقط رأس النائب اسعد حردان بحيث بيّنت النتائج خسارة <لائحة الولاء لراشيا وتراثها> المدعومة من الحزب القومي بوجه اللائحة المنافسة التي حملت اسم <شباب راشيا> وكانت مدعومة من عائلات راشيا ومن احزاب الشيوعي والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر·

اما في بلدة الكفير التي تضم نسيجاً درزياً - مسيحياً فقد اكدت نتائج انتخابات امس على ترسيخ العيش المشترك وعلى الوحدة الوطنية القائمة بين الموحّدين الدروز والمسيحيين حيث استطاعت اللائحة <الكفير للجميع> ومن خلال تشكيلة توافقية سعى لها رجل الاعمال زياد قنتيس مع مشايخ ووجهاء وفاعليات الكفير السياسية والدينية من الفوز بكامل اعضاء اللائحة على قاعدة المناصفة والمداورة على رئاسة المجلس البلدي بين المسيحيين والدروز مقابل مختار لكل منهما وهذا ما يدحض كل الافتراءات والادعاءات التي روّجت له بعض وسائل الاعلام والتي حاولت عبرها النيل من سمعه وتاريخ الكفير المشرفين·

تعليقات: