جثة طفلة من إسرائيل إلى القليعة

 جثة الطفلة كارن نهرا مسجاة في القليعة
جثة الطفلة كارن نهرا مسجاة في القليعة


توفّيت في ألمانيا بعد إخضاعها لعلاج إثر جراحة..

مرجعيون:

بلا هوية عادت... كارن جورج نهرا ابنة الثلاث سنوات، التي ابصرت النور على بعد امتار من بلدتها القليعة في ارض يُمنع دخولها او العودة منها سوى بصندوق خشب يتسع له تراب الوطن.

عادت ظهر امس الى مسقطها ملفوفة بمأساة الذين رحلوا قسراً الى اسرائيل في ايار 2000، حاملين معهم طفلهم البكر جوزف الذي كان يبلغ من العمر عاماً واحداً، ولاحقاً انجبوا جويل (7 اعوام) وكارن التي وُلدت في 20 آذار 2007، ووُلدت معها مشكلة حملتها طيلة الاعوام الثلاثة الماضية في كبدها، واجريت لها جراحة في اسرائيل زرع خلالها جزء من كبد والدها لها، ونقلت الى المانيا لمتابعة العلاج حيث فارقت الحياة هناك.

وتسهيلاً لنقل جثتها، منحتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر تأشيرة Laisser Passer لانها لا تحمل اي اوراق ثبوتية لبنانية.

وفي بلدتها القليعة استقبلها ذووها في قاعة الكنيسة حيث ترأس رتبة الدفن كاهن الرعية الخوري منصور الحكيم.

ودعت عمة الطفلة جاكلين نهرا، التي بدا عليها التأثّر الشديد، رئيس الجمهورية الى "الوفاء بالقسم الذي اطلقه يوم تسلّم الرئاسة بالعمل على عودة جميع ابناء الوطن الى احضانه"، مؤكدة "ان ابناء المنطقة فرضت عليهم ظروف الدفاع عن قراهم وارضهم هذا المصير، ويستحقون العودة الى ديارهم سالمين، وليس بصناديق من خشب". وقالت: "لا يُعقل الا يتمكّن اهل كارن من مواكبتها الى مثواها الاخير، وهي اساساً لم تر بلادها، لكن تراب الوطن يحتضنها اليوم. نتمنى على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ان يأخذا الجانب الانساني من هذا الموضوع في الاعتبار ويجدا حلاً لهذه المسألة التي طالت كثيراً. نحن لسنا عملاء، ولاؤنا كان وسيكون دوماً للدولة، فنحن ابناء المؤسسة العسكرية ودوماً نحمل علمنا اللبناني فقط".

مأساة كارن التي لم تعرف بلدها ولم تحمل جنسيته ولم تتسجل في دوائره الرسمية، هي مأساة عشرات الاطفال اللبنانيين الذين وُلدوا في اسرائيل خلال الاعوام العشرة الماضية ولم يسجلوا في لبنان. اكثر من 2500 مواطن لبناني لا يزالون في اسرائيل، بينهم نحو ألف من بلدة القليعة، وينتظرون اي حلّ ينهي قضيتهم ويعيدهم الى وطنهم الام.

تعليقات: