د كامل مهنا يحاضر في أطباء العالم في باريس ويدافع عن القضية الفلسطينية


مهنا في باريس: " لِيكُن العمل الإنساني في خدمة قضايا الشعوب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية"

تلبيةً لدعوة المنظمة العالمية "أطباء العالم"، شارك الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل، والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، في مؤتمر حول "آفاق جديدة للشراكة والعمل الإنساني بين الشمال والجنوب"، الذي عُقد في الفترة الممتدة بين 3 و6 نيسان 2010 في باريس، وذلك بمناسة الذكرى الثلاثين لتأسيس منظمة "أطباء العالم".

حضرالمؤتمر ممثّلون عن مختلف المنظمات غير الحكومية حول العالم.

وفي مداخلته حول "الشراكة والتضامن"، أكد الدكتور مهنا على أهمية أن يعود العمل الإنساني إلى مفهومه الأصلي، أي توجيهه نحو الدفاع عن حقوق الشعوب: "فقبل سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، كان معظم الناشطون في المجال الإنساني منخرطين في خدمة قضايا الشعوب العادلة، ولكن مع اعتماد سياسة اقتصاد السوق وتعزيز الخصخصة، تحول العمل الإنساني إلى عمل مهني، احترافي إلى أقصى الحدود، يعتمد على ذهنية "الاستعمار الجديد"، حيث أصبح العالم يتجه أكثر فأكثر نحوالتجارة بإسم العمل الإنساني (charity business).

وتابع: "إن الأزمة المالية الكبرى التي شهدها العالم إبتداءً من سنة 2008، ساهمت بإعادة التفكير توسيع دورالدولة الناظمة، وتوسيع مجالات تدخلها، وهذا يشكل فرصة بالنسبة لنا، للعودة إلى مفهوم التضامن الذي بني عليه العمل الإنساني في الثمانينات، وذلك للتوصل لعلاقات مبنية على أساس من الندية بين الشمال والجنوب، وإلى التوفيق بين المعرفة العملية ((savoir faire والمعرفة الإنسانية ((savoir-etre ، ليرتقي بذلك العمل الإنساني عن كونه مجرد مظاهر إعلامية وإجتماعية لا تخدم فعلياً الشعوب المقهورة، إلى مستوى العمل الإنساني المُكرّس لخدمة قضايا الشعوب العادلة."

وختم الدكتور مهنا مداخلته بالقول "إن لم يكن العمل الإنساني العالمي في خدمة القضية الأحق ّ، وهي القضية الفلسطينية، لا يمكننا الحديث عن عمل إنساني".

وقد تقرر في اللقاء إرسال سفينة مشتركة بين عدة جمعيات إلى غزة تضم ناشطين في العمل الإنساني من مختلف بلدان العالم. وفي هذا السياق أكد الدكتور مهنا أن الغرب، وبالأخص فرنسا، البلد الذي يتغنّى بحقوق الإنسان، يفقد الكثير من دوره المعنوي والأخلاقي، باعتمادها موقف متخاذل إزاء السياسة الإسرائلية العدوانية، والتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وطالب مهنا برفض ما يسمى بصناعة حقوق الإنسان التي تنتهجها القوى العظمى، كما فعلت الإدارة الأمركية أثناء غزو العراق. كما دعا إلى إعتماد المضمون الحقيقي لمفهوم حقوق الإنسان وخصوصاً الإلتزام بحق الشعوب بالإستقلال وتقرير المصير.


تعليقات: