التقنين وضعف التيار الكهربائي مشكلتان مستعصيتان في حاصبيا!

التقنين وضعف التيار الكهربائي مشكلتان مستعصيتان في حاصبيا!
التقنين وضعف التيار الكهربائي مشكلتان مستعصيتان في حاصبيا!


حاصبيا ـ

تقف ربة المنزل نهى حسان عاجزة أمام هول الأعطال، التي سببها ولا يزال ضعف التيار الكهربائي بمعدات منزلها، فالغسالة احترقت منذ فترة، واليوم جاء دور البراد والحبل على الجرار! تضيف نهى أن المشكلة دخلت معظم قرى حاصبيا وبيوتها، بحيث صارت تنكد عيش قاطنيها وتكبدهم المزيد من الخسائر، دون أن تظهر في الأفق أية بوادر حل تحسن قدرة التيار من جهة، وتخفف عن كاهل المواطن تعاظم معاناته اليومية التي بدت مستعصية، من جهة ثانية.

«ضعف التيار الكهربائي بات أخطر وأشد ظلماً من التقنين»، يقول مختار حاصبيا أمين زويهد. ويلفت إلى أنه «علة العلل، يضرب كل ما نستعمل من أدوات كهربائية، ليصبح مشكلة بعيدة الحل»، الأمر الذي ترفضه الأكثرية الساحقة في هذه المنطقة من أصحاب المنازل والمؤسسات التجارية والسياحية، الذين تترك أزمة ضعف التيار الكثير من الأضرار عليهم وعلى ممتلكاتهم، تضاف طبعاً إلى ما يتكبدونه أصلاً من خسائر جرّاء التقنين العشوائي.

حكاية حرق وتعطيل الأدوات الكهربائية المنزلية نتيجة لضعف التيار، تطاول كل بيت تقريباً، يضيف زويهد، من دون أن تبدو في الأفق أية محاولات من الجهات المعنية خاصة مؤسسة كهرباء لبنان، للتصدي لهذه المشكلة المزمنة والمستفحلة، أو للحد ولو جزئياً من أضرارها لتخفيف معاناة العائلات اليومية. ويوضح زويهد «أن معظم الأدوات الكهربائية المنزلية نشتريها بالتقسيط، ومنها بكفالة لسنة أو سنتين، لكن هذه الكفالة لا تشمل الأعطال الناتجة من ضعف التيار، فالكثير من هذه الأجهزة احترقت قبل الانتهاء من تسديد أقساطها».

ويشير العديد من الفنيين العاملين في مجال الكهرباء إلى أن قوة التيار تصل إلى المنازل في معظم المناطق، بحد أقصى يتراوح بين الـ120 والـ140 فولت من أصل 220 فولت، أي بحدود نصف القوة اللازمة، وهذا يعني أن الكثير من المعدات والأدوات الكهربائية لا تعمل، وان عملت فهي مهددة بالتعطيل والاحتراق في أية لحظة.

وينصح احد الفنيين حسيب زنهر المواطنين بتركيب مقوّ كهربائي أو منظم في كل منزل لضمان وصول تيار مقبول يخفف من هذه المعاناة، ما يعني ضريبة إضافية بالنسبة لرب العائلة، كون ثمن هذا المنظم يتراوح بين الـ500 والـ2500 دولار أميركي.

أما صاحب أحد محال بيع المقويات الكهربائية حسن رفيق، فيلفت إلى أن «العديد من هذه الأجهزة لم تفِ بالمطلوب دائماً، خاصة مع تدني قوة التيار إلى ما دون الـ 120 فولت، ما يؤدي إلى احتراقها وهو ما حصل لعشرات الأجهزة المستعملة في المنازل».

ويوضح صاحب أحد مستودعات الحديد والمعدات الصناعية نبيل عساف أن «التيار الكهربائي الذي يصل إلى معظم المحال التجارية والصناعية عندنا، لا يستطيع تشغيل المعدات ومنها خاصة الرافعات المخصصة لنقل وتحميل البضاعة، وقد دفعنا ذلك إلى شراء مولد بـ15 ألف دولار أميركي، علما أننا ندفع بدل ساعة الكهرباء شهرياً دون أن نستغلها إلا في الإنارة».

أما المتخصص في إصلاح المعدات والأدوات الكهربائية وهيب حسن فيقول إن «90 في المئة من الأعطال في هذه المعدات يتسبب بها ضعف التيار، علماً أن بعض الشركات المصنعة تعمل على تركيب أجهزة حماية في أدواتها المنتجة خاصة أجهزة التلفزة»، مشيراً إلى أن «هذه المشكلة تتحمل مسؤوليتها مؤسسة كهرباء لبنان أولاً، وبإمكان المؤسسة تقوية التيار انطلاقاً من محطات الإنتاج ومن المولدات وسط القرى، وعبر زيادة أعمال الصيانة على الشبكات وهو ما لم يحصل حتى الآن»..

وكان العشرات من أصحاب المعامل والمصانع في الحي الغربي لبلدة حاصبيا فضلاً عن السكان، قد تقدموا العام الماضي من مكتب مصلحة كهرباء لبنان في حاصبيا، بعريضة احتجاج على ضعف التيار مطالبين بتقويته حتى يتسنى لهم تشغيل معداتهم الكهربائية.

تعليقات: