في زحمة طريق المطار: لقاء بـ«أم إبراهيم» والسبع بهارات

آه يا أم ابراهيم
آه يا أم ابراهيم


ماذا يُمكن القول في «نِعْمَة» زحمة السير على طريق المطار؟ يا أخي، حتى بسيئات الزحمة والمزدحمين، لا بد من الشكر على النِعَمْ. لا بد من الشكر ولعدة أسباب: هنا، أولاً، يجري السير على خطين للخارج من بيروت، وخطين للداخل إليها، لا أربعة خطوط ولا ثلاثة. وهي ميزة جيدة لجهة انضباط السائقين. ثانياً، الزفت جديد، وبعد 15 يوما من قطع الطريق على «الطالعين» و«النازلين»، فُرجت، ولم نعد بحاجة لخدمات منطقة الاوزاعي.

صحيح أن هناك مثلا هواة الـ katana 1100 والـ Suzuki والـ Honda ممن يرغبون بـ«قَبَّة على الماشي» لدراجاتهم النارية، و«بأصوات نووية»، داخل النفق المزدحم بأهله وناسه وبسياراته «المهَرْغْلِة» منها كما «موديلات» السنة.. لكن، كما عُلّمنا فتعلّمنا: «لا يغلق الله بابا الا ليفتح افضل منه». عليه، أنظر واشكر.

نبدأ من الجديد، فأبو ابراهيم يتغزل بأم ابراهيم على طريقته، ويكتب لها، على جدران طريق المطار، ما حرفيته: «ام ابراهيم بموت فيكي، إنت السبع بهارات لحياتي لأنو حياتي من دونك ما إلها طعمة». التوقيع: «ابو ابراهيم»، علما ان تكرار المعنى وارد في نص الرسالة الجدارية، للتأكيد على أهمية الحياة وحب الحياة و.. البهارات.

تالياً، تتقدم السيارة قليلا، بعد انتظار طال وأطال، فتلوح قصص الغرام والانتقام، بأبطال آخرين، مثلا: «السودة» ما زالت شاغلة قلب أحدهم، وقد كتب لها: «لَكْ بحبّك يا سودة إنت يا سودة»، وهناك dodo ljamil الذي يبدو أنه يبحث عن معجبة برسمه على الجدران العامة. وهناك «الرفيق nasser»، وهو من الجدد على الساحة.

لا تنسَ يا صديقي، نحن على طريق المطار. المشاهدات، بأبعادها، ليست محصورة بأعين الداخلين إلى بيروت والخارجين منها، بل «سيحظى» بالخدمة الداخلون الى لبنان والمسافرون منه. يا أخي، صدقني، هذه المشاهدات ستنسيك الزحمة والمزدحمين. ستنسى أنك في بلد لا بد وأن تحترف فيه إضاعة الوقت، وستنسى الـ «بيتوينات» التي تنفذها السيارات والعبث بكل ما له أربع عجلات أو اثنتان.

قصص غرام وعشق، قصص محازبين وهواة رسم، سترافــقك على امتــداد الطريق.. وبالطبع، لن ننسى الـ h + n = love، وهي بحجم قاطرة ومقطورة ومكتوبة بالفحم الأسود. فهنا، يمكن أن ترسم ما شئت، وتكتب ما شئت. هنا، جريدة حائط.

ثم أن الزفت جديد، والطريق قابلة للتخطيط والإضاءة.

لكن، انتبه، لا تسرح كثيراً في المكتوب على الجدران، فقد تُوفّق بـ«دركي» يُطبطب على كتفك «وسط الزحمة الخانقة» ويقول لك: «مش حاطِطْ حزام الأمان». فيسطر بحقك محضر ضبط.

عشنا وعاشت «ام ابراهيم»، في بلد السبع بهارات... وأكثر.

خلدون زين الدين

تعليقات: