كلمة قائد اليونيفيل في حفل توزيع الأوسمة للكتيبة الاسبانية لتفانيهم في الخدمة


السلطات الروحية،

سعادة سفير المملكة الإسبانية في لبنان السيد خوان كارلوس غافو أثيبيدو،

الأصدقاء الاعزاء من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي،

أفراد اليونيفيل المدنيين والعسكريين،

الضيوف الموقرين، السيدات والسادة،

الزملاء الجنود وعناصر حفظ السلام من إسبانيا والسلفادور،

نجتمع اليوم في قاعدتنا العزيزة، قاعدة "ميغيل دي ثيربانتس"، لتكريم عناصر الكتيبة الإسبانية الحادية عشرة ضمن عمليّات LIBRE HIDALGO وعناصر الكتيبة السلفادوريّة الّذين قدموا لليونيفيل على مدى الأشهر الثلاث الأخيرة احترافاً وتفانياً في الخدمة يحتذى بهما.

*

تعود مساهمة إسبانيا في مهام الأمم المتحدة لحفظ السلام إلى أكثر من عشرين عاماً. إنّ شجاعة عناصر كتيبتها وتفانيهم في الخدمة، غالباً في ظروفٍ صعبة، لم تستحوذ فقط على تقدير المنظّمة وعناصر حفظ السلام الزملاء، إنّما أيضاً على تقدير السكان المحليين في مناطق انتشارها.

السلفادور، الّتي استضافت مرةً واحدة بعثة للأمم المتحدة للمراقبة، تساهم اليوم بجنودٍ وضباطِ شرطة في العديد من البعثات، وذلك يعكس ليس فقط ثقتَها، إنّما أيضاً إلتزامَها الثابت بعمليّات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

*

منذ وصولهم إلى البعثة، لقد قدّم رجال ونساء الكتيبتين الإسبانية والسلفادوريّة مساهمة قيّمة في تنفيذ قرار الأمم المتحدة ١٧٠١ (٢٠٠٦). لم يقوموا فقط بتزويد المواقع الحيوية بالجنود على طول الخط الأزرق - بالإضافة إلى تنظيم الدوريات المتواصلة في مناطق عملهم - انما أيضاً وفّروا الدعم الأمني لمساندة العملية الإنتخابية التي جرت في اواخر شهر ايار وقاموا بزيادة أنشطتَهم في مجال التعاون المدني والعسكري بالتفاني والاحتراف نفسه. هناك أيضاً مشروع آخر جدير بالملاحظة، وقد نُفِّذ بالتنسيق مع الجيش اللبناني وهدفه دعم السكان المدنيين لتجنب العبور الغير متعمّد للخط الأزرق، عن طريق وضع ملصقات في المناطق التي غالباً ما تتعرض للخرق على نهر الوزاني و منطقة العباسية والبوابة الصفراء بشكلٍ خاص.

*

علاوةً على ذلك، ومن أجل زيادة العمليات المشتركة مع الجيش اللبناني، لقد قامت بعض الوحدات بقيادة تمارين مشتركة للطلقات الناريّة، مما شكّل دليل إضافي على تعاونكم الوثيق وتنسيقكم مع الجيش اللبناني.

عناصر حفظ السلام في مهمة عمليّات LIBRE HIDALGO الحادية عشرة وعناصر الكتيبة السلفادوريّة، إنّ دوركم في تنفيذ هذا النشاط وغيره قد نال ثقة وصداقة الجيش اللبناني، وهما عنصران أساسيّان لتنفيذ المهام الموكلة إليكم. لهذا السبب، دعوني أكرّر التزامنا الصامد لمتابعة العمل يداً بيد معهم ولتعزيز قدراتهم من أجل ضمان الأمن الفعليّ في الجنوب.

*

طوال ولايتي كرئيس لبعثة اليونيفيل وقائدٍ للقوّة، أعتزم مواصلة تشجيع مبادرات اليونيفيل في دعم السكان المحليين مما يعزّز صورتنا في أعين المجتمعات المحلية وضمان دعمهم المستمر لانشطتنا. مما لا شك فيه أن صداقة ودعم السكان المحليين ليسا فقط مصدر حافزاً لنا لأداء أنشطتنا اليوميّة، انما أيضاً أساسيّين لتطبيق المهام الموكلة إلينا. كما تعلمون، لقد سبق والقيت الضوء على هذه النقطة في الرسالة المفتوحة التي وجّهتها إلى شعب جنوب لبنان في الثامن من تموز.

*

بفخرٍ نستطيع أن نقول أن السنوات الأربع الماضية شكّلت الفترة الأكثر هدوءًا التي شهدها جنوب لبنان منذ سنوات. مع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي ينبغي معالجتها قبل إرساء السلام في المنطقة. خلال فترة ولايتي، سوف أعمل بشكلٍ وثيق مع جميع الأطراف من أجل التغلب على هذه التحديات، ضمن الحدود التي تفرضها ولاية اليونيفيل وضمن الموارد المتوافرة. في الوقت نفسه، ومن أجل تعزيز فعالية اليونيفيل العملية على أرض الواقع، لقد اتخذت الخطوات اللازمة لتخصيص هذه الموارد لكي تتلائم مع التحديات الراهنة ولتسهيل إتمام المهام الموكلة للبعثة.

*

تقديراً للانجازات التي حققتموها، يشرفني اليوم أن أمنح وسام الأمم المتحدة للسلام إلى حفظة السلام في الكتيبتين الإسبانيّة والسلفادوريّة. هذا الوسام هو عربون تقدير لمساهماتكم في تنفيذ مهمة اليونيفيل وإنجاز السلام المستدام في جنوب لبنان.

*

يمثل إحتفال اليوم أيضاً مناسبة هامة لتكريم أولئك الذين ضحَّوا بحياتهم لخدمة السلام في جنوب لبنان. الوفاة المفاجئة للجنود الاسبان الثمانية هنا في لبنان، بما في ذلك الموت المفجع للمظليين الستّ جرّاء الاعتداء المباشر في حزيران ٢٠٠٧، تذكرنا بالخطر الذي يلحق بحفظة السلام في اليونيفيل من أجل تحقيق السلام المستدام في جنوب لبنان. إن وفاتهم لم تكن سدىً، بل حافزاً لنا جميعاً للمحافظة على فخر ارثهم في جنوب لبنان. اتمنى أن يرقدوا بسلام.

*

في الختام، أود أن أهنئ عناصر حفظ السلام الاسبان والسلفادوريّين على حضورهم وعلى العرض المؤثر الذي قدموه اليوم. أود أيضاً أن اتقدم بالشّكر الخاص إلى العميد JUAN GOMEZ DE SALAZAR MINGUEZ على قيادته الممتازة. بما أنّكم تستعدّون للعودة إلى دياركم في إسبانيا والسالفادور، يجب أن تفخروا بالانجازات التي حققتموها في اليونيفيل وأن تمتنّوا للفرصة التي سُنِحَت لكم كي تساعدوا في تحقيق السلام الدائم لهذه البلاد الجميلة وشعبها المضياف والكريم. بما أنّني على ثقة كاملة بتفاني الكتيبتين الإسبانيّة والسلفادوريّة المتواصل في الخدمة، اتطلّع إلى أن أشهد على انجازاتكم المستقبلية في الأيام المقبلة.

أحسنتم ! شكراً !

اللواء ألبيرتو أسارتا كويباس

قائد اليونيفيل






تعليقات: