الحرائق في حاصبيا تهدد ثروتها الحرجية


التهمت مئات الدونمات رغم الوقاية والإرشادات

حاصبيا ـ

هي الحكاية ذاتها تتكرر كل عام مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ليبدأ معه هاجس الحرائق الذي حل مبكراً هذا العام مع اشتعال نحو عشرة حرائق حتى الآن في قضاء حاصبيا، التهمت نيرانها مئات الدونمات من الأراضي الحرجية والزراعية، في ظل بحث المواطنين والسلطات المعنية عن افضل السبل للوقاية منها وتجنب وقوعها، لما باتت تسببه من قضاء على الثروة الحرجية والأراضي الزراعية التي تتميز بها هاتان المنطقتان، كذلك مخاطر القنابل العنقودية التي خلفها العدو الإسرائيلي خلال عدوانه على لبنان في تموز/يوليو 2006.

وانطلاقا من هذا الواقع، تتكاتف الجهود بين الدفاع المدني والجيش اللبناني والقوى الأمنية والأهالي وقوات اليونيفيل للقضاء على أي حريق يشتعل بهدف التخفيف من حدة الأضرار في الثروة الحرجية والأراضي الزراعية.كما يسعى الجميع الى تدارك المخاطر عبر حملات الإرشاد والتوعية ومناشدة المواطنين عدم رمي الزجاجات الفارغة وأعقاب السجائر في الأراضي الزراعية والحرجية، تجنباً لتحولها الى عود ثقاب لا ينفع بعده الندم.

وقد عمل الدفاع المدني على توزيع منشورات توعية على سيارات المارة حول كيفية تجنب الحرائق والإتصال بالرقم 125 الخاص به للإبلاغ عن أي إشتعال للحرائق، لا سيما وأن المسؤولية الأكبر في إهماد الحرائق تقع على عاتقه. الا أن الدفاع المدني يعاني بدوره من ضعف في التجهيزات والمعدات في مختلف مراكز المنطقة، وهو بحاجة بالتالي الى تعزيز إمكاناته وتحصين جهوزيته على المستوى البشري والمعدات المخصصة لمكافحة الحرائق.

من جهة أخرى، بادر العديد من البلديات الى تنظيف جوانب الطرقات من الأعشاب اليابسة والقاذورات، تجنباً لتحولها الى حرائق تحت اي سبب كان والى إتخاذ الإحتياطات اللازمة في محيط مكبات النفايات وطريقة حرقها.

ووجه قائمقام حاصبيا وليد الغفير تعاميم الى البلديات والقوى الأمنية والمعنيين كل في نطاقه للعمل والتنسيق فيما بينهم للحؤول دون اشتعال الحرائق، ووضع مختلف الأجهزة المعنية المخولة مواجهة الحرائق في حال من الجهوزية وتحضير كل ما أمكن لمكافحة الحرائق لدى وقوعها ضمن النطاق البلدي والتنسيق بين البلديات والمراكز الصحية والدفاع المدني والقوى الأمنية والمجتمع الأهلي للتصدي لهذه الحالات الفجائية من الحرائق.

وألزم الغفير البلديات برفع سواتر ترابية في محيط المكبات، والإبقاء على مدخل واحد للوصول اليها، وإزالة الأعشاب اليابسة من محيط المكبات بحدود عشرين مترا وما فوق، وتوفير نقاط أخذ المياه لتعبئة الصهاريج خلال إطفائها للحرائق، وحث المواطنين على التنبه خلال حرقهم للأغصان والأعشاب اليابسة في حقولهم الزراعية.

واعتبر رئيس مجلس إدارة التعاونية الزراعية في راشيا الفخار غيث معلوف ان "هناك أسبابا يجب تفاديها للحؤول دون نشوب الحرائق، منها ويتعلق بدور المزارعين في اتخاذ الإحتياطات اللازمة أثناء تشحيل اشجارهم المثمرة وجمع الأعشاب اليابسة وحرقها بطريقة لا تتطاير معها شراراتها، كذلك عدم تجميع تلك الأعشاب على جوانب حقولهم لعدم إشتعالها عند أي حريق قد ينشب في محيطها."

ودعا الى "مواجهة تلك الحرائق التي تشكل عامل قلق لأصحاب الحقول والأراضي الزراعية وأيضاً الثروة الحرجية التي تتميز بها المنطقة، وذلك من خلال شق طرق زراعية في المناطق الجبلية والحرجية، تسهيلاً لوصول صهاريج إطفاء الحرائق واجهزة الدفاع المدني وغيرها، وتعزيز مراكز الدفاع المدني بما يؤهلها مكافحة الحرائق."

ورغم الجهود التي تقوم بها الأجهزة المعنية، يبقى هاجس الحرائق المشكلة الأكبر لدى سكان المنطقة، بعد أن باتت تقضي شيئاً فشيئاً على الثروة الحرجية التي تميز منطقة حاصبيا عن غيرها، ما يستدعي الاسراع في ايجاد السبل الآيلة الى مواجهة تلك الحرائق والحد منها، حفاظا على ثروة المنطقة ومواردها الطبيعية.

تعليقات: