طفيلي قبيل استشهاده: «أمي الإسرائيلي عم يعتدي.. ادعيلي»

الشهيد طفيلي مع زوجته وولديه
الشهيد طفيلي مع زوجته وولديه


دير الزهراني تشيعه في موكب مهيب..

دير الزهراني:

لم يكن الرقيب في الجيش اللبناني الشهيد عبد الله محمد طفيلي يخدم في عداد عناصر الجيش في موقع العديسة الذي قصفته قوات الاحتلال الاسرائيلي، بل كان هناك بصفته مرافقاً لأحد الضباط الذي كان يتفقد المركز المذكور أثناء حصول الاعتداء، فقيض له أن يستشهد بطلاً، وهذا شرف كبير له كما تقول والدته «لأنو كل واحد بيتمنى يموت هالموتة».

قبل استشهاده بنصف ساعة اتصل طفيلي بوالدته وقال لها: «الدنيا خربانة بـ عديسة»، «لأنو الجيش الإسرائيلي عم يعتدي علينا»، عندها خافت الوالدة على ولدها وقالت له: «انتبه لحالك يا إمي»، فأجابها: «توكلي عا ألله وادعيلي وما تخافي»، وقبل إقفاله الخط طلبت منه أن يطمئنها عنه بعد فترة من الوقت، فوعدها بذلك لكنه لم يتصل، حاولت الوالدة الاتصال به أكثر من مرة، لكن هاتفه لم يكن يرد»، «أكيد ساعتها كان مستشهد يا عمري».

«كان الشهيد طفيلي من خيرة الأوادم» تضيف الوالدة بحسرة ومرارة والدموع تنهمر على وجنتيها، «وعلاقتو كانت بتجنن مع الكبير والصغير بالعيلة»، «وكان طيب وخدوم»، «كان حبيب قلبنا وعمرنا كلو».

للشهيد طفيلي صبي اسمه محمد جواد (6 سنوات) وبنت اسمها زهراء (3 سنوات) وزوجته الأردنية حامل وهي ابنة خالته، وكان قد اتفق معها على تسمية المولود الجديد «علي» وهي ستنفذ وصيته، أثناء استشهاده كانت في زيارة أهلها في الأردن، إلى أن جاءها اتصال من بيت عمها أبلغوها خلاله بأن زوجها أصيب بجروح طفيفة ونقل إلى المستشفى للمعالجة، وهو يطلب عودتها سريعاً لأنه بحاجة لها وللأولاد، لم يخبروها بوفاته إلا عند وصولها إلى بيروت صباح أمس، عندها شعرت بأن صاعقة وقعت فوق رأسها ولم تعد تدري ماذا تقول وماذا تفعل.

كان الشهيد طفيلي سيقدم استقالته، تقول زوجته بصوت متهدج من كثرة البكاء، لأننا سنبقى مع بعضنا بقرب الأولاد أطول فترة ممكنة، وتقول: «ما كان إلو خاطر يروح عالأردن لأنو أهلي كانوا عندي قبل بفترة»، «بس اضطريت روح لأنو خيي كان مريض كتير ولازم شوفو».

أثناء سفر زوجته إلى الأردن اتصل طفيلي مراراً بها ليطمئن عنها وعن الأولاد، وفي آخر اتصال معها أحست أنه غير طبيعي وعلى غير عادته، وطلب منها الإسراع في عودتها لأنه اشتاق لهم، عندها وعدته بأنها ستعود في التاسع من الشهر الحالي.

وتضيف باكية: «لما خبروني إنو جريح بعتلو مساج لإطمن عنو وقلو الحمد لله عالسلامة»، «لكن الرسالة ما كانت تروح»، «لأنو خطوا كان مسكر»، «ساعتها حسيت إنو في شي»، «وانقبض قلبي واللي حسبتو صار».

باستشهاد طفيلي فقدت زوجته وأولاده أغلى شيء في هذه الحياة، وخسارته كبيرة جداً ولا يمكن أن تعوض، وهي تدعو الله لكي يكبر إبنهما البكر ويصبح جندياً في الجيش اللبناني لكي يأخذ بثأر والده من العدو الاسرائيلي.

وشيعت قيادة الجيش وأهالي بلدة دير الزهراني والجوار في موكب مهيب وحاشد بعد ظهر أمس، الشهيد طفيلي بحضور رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ممثل قائد الجيش العميد الركن توفيق سلطاني، وحشد من الشخصيات الرسمية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والأهالي.

انطلق موكب طفيلي من منزله وصولاً إلى جبانة البلدة محمولاً على أكتاف المشيعين، وبعد الصلاة على جثمانه، ألقى سلطاني كلمة أثنى فيها على مناقبية الشهيد طفيلي وصفاته الحسنة، بعدها قلده أوسمة الجرحى وفجر الجنوب والوحدة الوطنية، وقبل مواراته الثرى أدت له ثلة من الجيش التحية العسكرية على وقع لحن الموت.

وألقى رعد كلمة قال فيها: نحن نشعر بأننا في ولادة جديدة لهذا الوطن حين تتجسد معادلة الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي الذي يريد أن يحول ارضنا الى ارض مستباحة، ولن يتحقق للعدو ما يريده طالما ان هذه المعادلة قائمة في هذا البلد.

تعليقات: