سوق الخان.. حركة لافتة والمشكلة في الأسعار

سوق الخان
سوق الخان


سوق الخان ـ

رمضان شهر الخير والبركة. الناس جميعاً يعدون العدة لاستقباله. وبدأت تنتشر بعض المظاهر التي تبشر بحلول هذا الشهر، من رفع صور ولافتات من دار الفتوى وصندوق الزكاة ودار الأيتام الإسلامية وغيرها تدعو الى الخير والمحبة وإيتاء الزكاة. كما تنتعش الحركة الاقتصادية، وتحديداً في مجال تسوق المواد الغذائية والخضار واللحوم التي يحولها الصائمون أطباقا رمضانية يعوضون فيها عن صيام يوم طويل. ولكن، مع حلول هذا الشهر ينتاب المستهلكون قلقا من ارتفاع الأسعار.

وسوق الخان الشعبي الذي يقام كل يوم ثلاثاء ويقع بين منطقتي حاصبيا والعرقوب، يشكل مقياساً لتوافر تلك المنتجات وقدرة المستهلك على شرائها. وقد بدت الحركة فيه، وقبل يوم من بدء هذا الشهر الفضيل ضعيفة جداً ودون المستوى مقارنة بالسنوات الماضية.

وأبناء هذه المناطق عادة ما يأتون الى سوق الخان علهم يجدون فيه حاجتهم بأسعار تتناسب وقدرتهم الشرائية. وما كان لافتاً أمس، الغلاء بشكل يفوق قدرة غالبية الناس. والبائعون والتجار الصغار أيضاً يشكون بدورهم من هذا الغلاء الذي يؤدي الى تكدس البضائع لديهم وتلفها. وكلاهما يطالب الجهات المعنية بالتدخل لوضع حد للغلاء وتوفير المواد الاستهلاكية الضرورية للمواطنين في هذا الشهر الكريم، حيث ان سعر كيلو البطاطا بات بألف ليرة، والخس 1500 ليرة والبندورة الجيدة بأكثر من ألف، واللوبيا 2500 ليرة وحتى التين والعنب الذي تشتهر به المنطقة سعره أكثر من ألفي ليرة، فيما سعر كيلو لحم الغنم 25 ألف والبقر 15 ألف.

هذه العينة من الأسعار تدل على ان الحكاية ذاتها في كل رمضان، وكذلك شكاوى المواطنين والمستهلكين على حد سواء. فأبو فريد من حاصبيا يعرض ما تنتجه أرضه من فاكهة صيفية لافتاً الى ان البيع قليل جداً، رغم حلول هذا الشهر الفضيل، بسبب الظروف الاقتصادية التي يعيشها أبناء المنطقة والمتطلبات الكثيرة من تأمين مستلزمات فصل الشتاء والمدارس، وغلاء الأسعار اللافت وغير المبرر والذي يتكرر كل عام مع هذا الشهر.

وأيضاً محمد أبو ذهب يأتي من بلدة الخيام ليبيع الخضار. ويقول: حركة التسوق خفيفة جداً خاصة الخضار وربما السبب يعود الى كثرة الطلب عليها وارتفاع حرارة الطقس ما يؤدي الى السرعة في تلفها. أما أم حسين، من بلدة بلاط، فقد أتت الى السوق لتشتري جزءا من حاجياتها لشهر رمضان كون الأسعار فيه شعبية ويمكن تحمل كلفتها ورغم ذلك هي تحاجج بائع الخضار أنور يوسف من بلدة الماري حول سعر اللوبياء والبندورة. وعن صحن الفتوش الطبق الأساسي في الإفطار تقول: كل شي غالي اليوم خاصة الخضار، ولكن الحمد لله نحن نزرع قرب البيت ما يكفينا يومياً لتحضير هذا الطبق. واللحوم مقدور عليها، ورمضان كريم علينا وعليكم.

ويشير اللحام خضر الى ارتفاع سعر اللحوم قبل بدء شهر رمضان بأيام، ما أدى الى تراجع ملحوظ في حركة البيع. والناس باتت تشتري على قدر حاجتها فقط، ويبدو انه أصبحت عادة ان ترتفع أسعار المأكولات والخضار واللحوم في هذا الشهر ولكن غير مقبولة من أحد.

"رمضان كريم". عبارة يكررها الجميع خلال هذا الشهر وانه شهر للصوم، وما تحضير المأكولات الرمضانية المتنوعة والكثيرة إلا من باب العادة والتنوع في الطبق اللبناني. ومهما ارتفعت الأسعار، فالعائلة تجتمع الى مائدة الإفطار وتتناول وجبتها بما تيسر لديها من أطعمة.

تعليقات: