الصيد الجائر يهدد الحسون الحاصباني.. والبلدية تتحرك

حسونان «نصبا» كفخ لإجتذاب حساسين أخرى في حاصبيا
حسونان «نصبا» كفخ لإجتذاب حساسين أخرى في حاصبيا


الذكر يجيد التغريد أكثر من الأنثى وبـ «طبقات صوتية مختلفة»..

حاصبيا :

أطلقت بلدية حاصبيا بالتعاون والتنسيق مع ناشطين بيئيين، حملة واسعة لحماية طير الحسون من شباك الصيادين، الذين يقصدون بالعشرات حوض الحاصباني والينابيع المنتشرة على ضفتيه، ليطاردوا هذا الطير الغريد. ونتيجة لكثافة حملات الصيد وظروف أخرى، بات الحسون في طريقه إلى الانقراض، بحيث ندر وجوده خلال السنوات العشر الأخيرة، وانخفضت أعداده إلى دون الثلاثين في المئة عما كانت عليه في الفترة الماضية، وفقاً لإحصاءات جهات بيئية محلية متابعة لحركة الطيور وساعية للحفاظ عليها.

وكانت بلدية حاصبيا قد اتخذت قرارا يقضي بمنع صيد الحسون تحت طائلة الملاحقة القانونية. وعممت البلدية قرارها في البلدة وجوارها بواسطة مكبرات الصوت، كما أناطت بالجهات العسكرية والأمنية المعنية ملاحقة المخالفين ومعاقبتهم حسب القوانين المرعية، كما طلبت من نواطير الحقول والمواطنين كافة وخاصة المزارعين، الإبلاغ فورا عن كل صياد مخالف للقرار حتى يتم التصدي له وردعه.

ويشير رئيس البلدية غسان خير الدين إلى أن قرار المنع الذي يشمل ايضا حماية طير الحجل وسمك نهر الحاصباني، يدخل ضمن حرص البلدية على حماية البيئة، فـ«الحسون ثروة قيمة والبلدي منه يتميز بشكله الجميل وصوته الغريد وهو أضحى نادر الوجود». وأكد خير الدين حرص البلدية والأهالي على «عودة طائر الحسون إلى حقولنا وبأعداد كبيرة كما ايام زمان» لافتاً إلى العمل «بكل حزم لتنفيذ هذا التوجه، آملين من الجهات المعنية عسكرية ومدنية التعاون الحثيث بكل مسؤولية».

ويشير أحد الناشطين البيئيين كمال أبو غيدا، إلى أن طائر الحسون بات في طريقه للانقراض الحتمي جراء الحملة العشوائية والملاحقة المكثفة لرفوفه والتي باتت شبه نادرة، لافتاً إلى أن «عملية مطاردة هذا الطير الصغير بدأت منذ حوالى عشر سنوات، بحيث تستعمل فيها طرق حديثة مبتكرة تكون فتاكة ولدواع تجارية وهنا الخطورة، وفي مقدمتها الصيد بالشبكة التي تحصد حساسين عدة دفعة واحدة. وتجري عملية الصيد عبر «تركيب شبكة قرب نبع مياه أو في حقل تتردد اليه هذه الطيور الصغيرة، بعد خداعها من حساسين عدة مسجونة داخل أقفاص موزعة في المكان، تكون كافية لجذب الطيور التي تتجمع عند نقطة محددة في نطاق الشبكة». ولدى تجمع الحساسين يطبق الصيادون عليها عبر رفع الفخ الكبير. وتمكِّن العملية الصيادين من الإيقاع بعشرات الحساسين وخلال ساعات قليلة يمكن اصطياد العشرات منها، لتدخل بعدها في البازار التجاري، عبر تسويقها في مختلف المناطق اللبنانية وخاصة المدن الساحلية. وبالإضافة إلى الصيد بالشبكة هناك الصيد بواسطة الدبق، وهي طريقة قديمة نوعا ما، وتتم عبر توزيع عيدان مطلية بالصمغ فوق الأشواك أو أغصان الأشجار بعد وضع قفص بداخله حسون غرّيد بالقرب منها، ويغري تغريد الحسون العصافير الأخرى من بني جنسه من مسافات بعيدة، لتعلق على العيدان تمهيداً لالتقاطها.

ويعتبر حوض الحاصباني، وما يحويه من ينابيع صغيرة إضافة الى بساتينه المتعددة، يعتبر أرضا خصبة وغنية بأنواع الطيور المقيمة والمهاجرة، التي تعبرها من الشمال الى الجنوب والعكس صحيح، ما يجعل منها محطة لكل هواة الصيد الذين يأتون من مختلف المناطق اللبنانية وخاصة من إقليم الخروب وبعلبك ومناطق الساحل، ليصطادوا بسهولة هذا العصفور الغريد صاحب الأصوات المتنوعة، أو كما يسميه صيادوه «متعدد اللغات» التي تطرب الآذان، فيباع بأسعار متفاوتة وحسب «همته ومهاراته» في التغريد.

ويشير علي زريق، أحد العاملين في هذه التجارة إلى انه «ليس هناك سعر محدد للحسون، الأسعار تبدأ بـ15الف ليرة لتصل الى اكثر من 150 و200 ألف ليرة لبنانية».

ويشير الصياد سامي الحسن الى أنه يصطاد يومياً ما بين 15 الى 25 حسوناً، وأهم أنواعها هو الحسون النهري الذي يكون في الحاصباني والوزاني، لافتاً إلى أن الصيادين يبيعونها «إلى محال الطيور التي تبيع العصافير المغردة» ويفرق الحسن بين أنثى الحسون والذكر منه، حيث تباع أنثاه بـ15 ألف ليرة، بينما يبدأ سعر ذكر الحسون من خمسين ألف ليرة ليصل إلى 150 ألفا وما فوق كونه يجيد التغريد بشكل أفضل وعلى نغمات متعددة وبـ«بطبقات صوتية متنوعة».

تعليقات: