قصة صبية إسمها قطر

عندما وصلت الصبية الجميلة الى الخيام، كانت البيوت تئن تحت حجارتها، غرفٌ

مشرعة للريح، ابوابٌ ونوافذُ خشبية وحديدية علكتها القذائف الغادرة، اما

الشوارع فكانت مزيجا من اتربة واسفلت منبوش وركام ابنية وخزائن واسٍرة والعاب

اطفال... منحوتةً بيكاسيةً عبثيةً متكاملة.

ترجلت الصبية من عربتها، امعنت النظر في البيوت المتصدعة، فاذا الجدران

المتهالكة تنتصب ضاجةً بالالوانِِِ واذا الابوابُ والنوافذُ تستعيد زجاجها

وتصاميمها وزوارها، واذا كل الوجوه التي تعودت ان تعبً الشمس والصباح من شرفات

المنازل تستعيد نهمها...

التفتت الحسناء الى البيوت المهدمة، فاذا ورشةُ اعمارٍ شاملةٍ، تكنس الركام،

وترسم مكانه بيوتا فسيحةً جميلةً، تغني لمستقبل مشرقٍ وواعد...

الصبية الجميلة دخلت البيوت بيتا بيتا، مسحت باناملها السحرية اللطيفة على كل

الجباه، فدبت الحياة في كل شرايين الخيام، المنازل استعادت اصحابهاو سهراتَها

وفرحَها، والوجوه استردت ابتساماتها، وعادت لقهوة الصباح حكايتهاالممتعة..

الصبية الحسناء دارت بعينيها الساحرتين حول البيوت، فاذا الحدائق تجن بازهارها

وفراشاتها.. واذا الاشجار تتعانق وتختال باخضرارها وميلانها، واذا الارصفة

تزنر الطرقات الفسيحة التي كانت القذائف قد نهشتها.

لم تنس االصبية الرائعة الجمال ان تشير بيدها ناحية المدارس ودور

العبادة والمسوصفات والاندية، فاذا بهذه الامكنة ترتفع من جديد ابهى واروع واذا

ساحة البلدة شريان يتدفق خيرا وسحرا وعافية.

الصبية الجميلة الرائعة لن تغادر الخيام كما لن تغادر مثيلاتها من قرى ومدن

احبتها واحتضنتها ببالغ العشق والهيام الا و قد ازدانت هذه المدن بالحيوية

والجمال والسعادة والفرح، الصبية الحسناء لم تزل هنا باقيةٌ مع الناس صامدةٌ

معهم، الصبية الساحرة الفائقة الجمال، التي احبها اللبنانيون كلهم، هي اميرة

عربية بإمتياز، صادقة ووفية، إسمها الاول قطر.

تعليقات: