«تيار المستقبل» في العرقوب: محاولة جمع عقده المنفرط


العرقوب:

قضت الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة وتداعياتها، إضافة إلى المشاحنات العائلية والمنافسات الشخصية، على ما كان قد تبقى من «التيار الأزرق» في منطقة العرقوب، فانفرط عقده بعدما اهتزت مداميكه. ونشبت صراعات بين أقطابه وصلت في بعض الأحيان الى التلاسن والصدامات، وتوزعت اسبابها بين العائلي والسلطوي، وحولت هذا التيار الى جماعات متنافرة يصعب التوصل في ما بينها الى قواسم مشتركة، يمكن من خلالها تشكيل ولو مجرد نواة حزبية منظمة، تعيد له وهجه وزخمه العرقوبي، والذي كان قد اثبت خلال الاستحقاق الإنتخابي النيابي الأخير، انه قوة لا يستهان بها اذا اتحدت وتماسكت.

يغيب عن منطقة العرقوب ومنذ عدة اشهر اي تنظيم فعلي لـ«تيار المستقبل»، الذي كان قد تلقى خلال الإنتخابات البلدية والإختيارية الأخيرة، وبعدها، ضربات أودت به كتنظيم، فكان ان تنحى الكثير من كوادره، واستقال او اقيل عدد آخر. كما كان للتطورات الأخيرة على صعيد المصالحات مع سوريا دور لافت للانتباه في تقليص الاستنفار المذهبي أو التحشيد السياسي ضد المقاومة في قرى التماس العرقوبية السنية، بعد أن مرت بحالة من الجفاء في المنطقة المتاخمة لجبهة مزارع شبعا المحتلة، والمفــتوحة على كل الاحتمالات.

من هنا كان لا بد من مراجعة دقيقة على مستوى الجمهور الأزرق وقيادته في هذه المنطقة الحدودية الحساسة، فخرجت الى العلن، عبر الورشة التنظيمية القائمة، وجوه جديدة تتعامل مع التطورات المستجدة بشكل منفتح على الصعد السياسية والأمنية والحياتية كافة، بعيدا عن الثغرات والفجوات التي كانت سببا في انهيار هذا التيار وادخاله في ازمات متعددة.

المستغرب هنا ان اي كادر من كوادر التيار الأزرق، لم يشأ مناقشة وضع هذه المنطقة التنظيمي ـ السياسي، فالكل يتهرب من الإجابة في ظل التهميش الحاصل من قبل القيادة الجديدة للتيار لهذه المنطقة، او غياب اية معطيات يستند اليها، فالعناصر البشرية التي كانت مسؤولة في العرقوب خلال الفترة الماضية، غابت او غيبت عن اية مشاورات حزبية في خضم الورشة الكبيرة التي كانت قد بدأت لإعادة ترتيب هذا التيار. كذلك فإن اية اسماء لم تطرح بعد لتولي المسؤولية في هذه المنطقة الحدودية، والإتجاه الأقرب يقضي بتعيين وجوه جديدة غير معروفة. كما أن هناك اتجاها لجمع حاصبيا والعرقوب في منسقية واحدة، بعدما كانت كل واحدة تشكل منسقية قائمة بذاتها فيما تم دمج منطقة مرجعيون ضمن منسقية صيدا والجنوب.

وتردد ان عدة اسماء شبابية مرشحة لقيادة التيار في هذه المنطقة، باتت في جيب احمد الحريري وان بتها بشكل نهائي، يلزمه تزكية من النائبة بهية الحريري والتي باتت على دراية ومعرفة اكثر بالواقع العرقوبي، حيث كان لها الدور الإيجابي في حلحلة الكثير من الأمور التي حصلت في مختلف الصعد التنظيمية والحياتية.

يذكر أن المكتب السياسي اتخذ قراراً أمس بتشكيل منسقيّة العرقوب ـ حاصبيا وفوّض رئيسه سعد الحريري (عمليا أحمد الحريري أو نادر الحريري) بتعيين المنسّق العامّ فيها.

تعليقات: