مشروع سياحي استثماري وبيئي على خط التماس في شبعا

شبعا:

تحت عنوان «التحدي الحضاري ودعما للصمود والمقاومة»، أطلق رئيس جمعية عبدو حسين حمد للتنمية الاجتماعية (أهدى) الحاج نزيه حمد، وفي خطوة لافتة، مشروعاً سياحيا هو الأول في بلدة شبعا، الصامدة على مسافة أمتار قليلة من خط التماس مع العدو الإسرائيليي، متجاوزا الاعتبارات الأمنية والتهديدات المتصاعدة كافة التي يطلقها جيش الاحتلال بين فترة وأخرى، ضد لبنان دولة ومؤسسات.

«لقد تجاوزنا عقدة الخوف هنا عند خطوط التماس مع العدو الصهيوني»، يقول صاحب المشروع الحاج حمد، معتبراً أن ذلك «كان من الماضي، فمعادلة الردع التي فرضتها المقاومة أثبتت نجاعتها الميدانية على أرض الواقع، يضاف إلى ذلك حبنا للمنطقة وتعلقنا بأرضنا». ويسهب حمد في شرح أهمية الاستثمار في الأرض الصامدة بأهلها وبالمقاومة، ليعود إلى «الدافع الإنمائي للمشروع، والمساهمة في حث المهجرين على العودة، كلها عوامل دفعتنا إلى هذا التحدي الحضاري لعدونا، الذي يدعي تفوقا أيضا في المجال السياحي والإنمائي، فكان قرارنا العنيد والأكيد في إطلاق المشروع». ويشير حمد إلى أن المشروع سيكون الأول من سلسلة مشاريع أخرى مشابهة من شأنها إحياء المنطقة الحدودية، عبر وضعها على الخارطة السياحية وتحويلها إلى منطقة صناعية كبرى، تجذب التجار والسياح من مختلف البلدان العربية والأجنبية، مما سيدعم صمود الأهالي، من خلال تأمين فرص عمل وتصريف إنتاجهم الزراعي، لينعكس ذلك إيجابا على الواقعين الاقتصادي والحياتي للمنطقة، التي تعاني التهميش والإهمال منذ سنوات طويلة.

ويتضمن المشروع الذي أنجز قسم منه حتى الآن فيما ما زال القسم الآخر قيد الإنجاز بناء فندق خمس نجوم عند نبع المغارة على ارتفاع 1840 مترا عن سطح البحر في الطرف الجنوبي للبلدة. ويحوي الفندق 36 غرفة وحديقة وصالة ألعاب وترفيه بمواصفات عالية، وقد رصد له مبلغ حوالى مليوني دولار أميركي على أن يفتتح صيف عام 2011، لينضم عندها إلى مجموعة فنادق هوليداي إن العالمية.

كما يشمل المشروع بيت الضيافة، وهو عبارة عن منتجع سياحي بوشرت الأعمال في إنجازه عند السفوح الغربية لجبل الشيخ، وفي نقطة يطلق عليها تسمية المرجة، وهي مواجهة مباشرة لموقع المرصد الإسرائيلي في جبل الشيخ. ويوفر بيت الضيافة إقامة 25 وحدة سكنية كمرحلة أولى، ستبنى على شكل المنازل القديمة التي كانت شائعة ومعتمدة في شبعا، بحيث يغلب عليها مادة الطين والأسطح الترابية مع مواقد الحطب والفخاريات والقرميد، على أن يلحق به مشروع متمم تحت اسم مجمع شبعا الرياضي، ويضم ملاعب أولمبية لكرة القدم والسلة والطائرة والرمي وناديا متخصصا بالمشي في الطرق الجبلية الوعرة. ويطمح أصحاب المشروع إلى اعتماد المنتجع كاستراحة أولية للسياحة الدينية باتجاه جبل الشيخ، خاصة في عيد التجلي مطلع شهر آب من كل سنة، بعدما باتت المناسبة تستقطب المئات من السياح الأجانب، الذين يقصدون معبد تجلي السيد المسيح في أعالي جبل الشيخ سيرا على الأقدام طبقا للطقوس الدينية المتبعة. ورصد لهذا المشروع الذي بوشرت الأعمال التمهيدية له حوالى مليون ونصف مليون دولار أميركي.

ويطالب الحاج حمد الجهات المعنية في الدولة بدعم المشاريع المماثلة من خلال تسهيل إنجاز معاملاتها الرسمية بعيدا عن الروتين، إضافة إلى تحسين أوضاع الطرق المؤدية إلى البلدة، عبر توسيعها وتعبيدها تسهيلا لحركة المرور، مع ضرورة تأمين البنى التحتية بشكل لائق إضافة إلى التيار الكهربائي.

تعليقات: