من الهامش إلى أضواء المدينة.. "شمسي" مدرسة للسيرك في المغرب تضع تلاميذها على طريق الخطر والشهرة والحق في الأحلام

أن تصبحي لاعبة سيرك محترفة في بلد محافظ، أمر قد يعتبره الآخرون تمرداً، وأحياناً تهوراً، خصوصاً في بلد مثل المغرب. ولكن فاطمة الزهراء فنانة قرَّرت دخول هذا العالم عبر مدرسة لفنون السيرك، التي تعتبر الأولى من نوعها بالمغرب.




السيرك اختارني


في حي شعبي في مدينة سلا المجاورة للعاصمة المغربية الرباط، توجد واحدة من أهم المدارس في المغرب، تسمى "شمسي" لفنون السيرك. قرَّرت فاطمة الزهراء قبل 15 عاماً الالتحاق بها.

تقول فاطمة وهي الآن لاعبة سيرك محترفة تبلغ 26 عاماً من العمر، لـ"هاف بوست عربي": إن "السيرك هو من اختارني، عندما كنت أبلغ من العمر 11 سنة قررت تعلم فنونه، والدخول إلى مدرسة شمسي، التي كانت مجاورة لمنزلي".

لم تعارض أسرة فاطمة الزهراء رغبتها، وهي الآن لاعبة سيرك محترفة تمارس رياضة "الحرير الجوي" أو Aerial Silk، حيث تتحرك بخفة ومرونة على قماش منسدل من سقف السيرك ومعلق في الهواء. كما شاركت في فعاليات هامة بفرنسا وتركيا، إلى جانب مؤدين عالميين، إضافة إلى مهرجانات بالمغرب.



تتحدث فاطمة عن عملها بكثير من الشغف وتقول إنها كانت محظوظة نوعاً ما؛ فأسرتها لم تمانع في أن تصبح فنانة سيرك، تجول البلاد وتقدم عروضاً فنية، لكنها أشارت إلى "أن حظ الكثير من الفتيات لم يسعفهن في تحقيق أحلامهن بسبب رفض عائلاتهن".

وهذا ما يفسر العدد القليل من الفتيات اللواتي اخترن عالم الاحتراف في فنون السيرك بمدرسة شمسي، وذلك وفقاً لزكرياء بنيمينة، مدير الدراسات بالمدرسة الوطنية للسيرك "شمسي".



يؤكد زكرياء لـ"هاف بوست عربي"، أن المدرسة تحتوي على برنامجين، إحداهما خاص بالأطفال المهمشين بالتعاون مع الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال، حيث يستقبل السيرك هؤلاء الأطفال، سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً كوسيلة لإدماجهم في المجتمع. تترواح أعمارهم ما بين 7 إلى 14 عاماً، ويقدّر عدد الإناث بـ40 طفلة.

في هذه المرحلة عدد الإناث أكثر بكثير مقارنة بالبرنامج الاحترافي، حيث تتراوح أعمار المشاركات بين 15 عاماً إلى 27، وعندها يقل عددهم بسبب عوامل اجتماعية محضة، على حد تعبيره.






مهنة صعبة وممتعة ومثيرة


لا شك أن عالم السيرك ساحر بالنسبة للكثير، حيث المتعة والإثارة، لكن خلف الأداء الممتع صعوبات تتجسد في كونه مورد رزق لا يكون دائماً مربحاً ومستقراً، مقارنة بالمهن الأخرى.



aerial silk


وتُعلِّق فاطمة الزهراء على هذا الأمر بقولها: "إن العمل في عالم السيرك ليس كافياً من ناحية المدخول، فأغلب لاعبي السيرك يجدون أنفسهم في أحيان كثيرة بلا عمل، وبانتظار فرصة مناسبة".

كما أن المبالغ التي يتلقَّاها لاعب السيرك حالياً، تعادل 200 دولار فما فوق، حسب الظروف.





فرصة للأطفال المهمَّشين


كانت مدرسة شمسي لفنون السيرك فرصةً ذهبية بالنسبة لفاطمة الزهراء، التي تعد أول مغربية حصلت على دبلوم الاحتراف سنة 2012 بمدرسة شمسي؛ فالمدرسة أصقلت موهبتها وأعطتها مفاتيح هذا العالم، لكن فاطمة ليست وحدها المحظوظة.

فمنذ عام 2000 إلى الآن، قدمت المدرسة فرصة لمساعدة مئات الأطفال الذين يعانون من ظروف صعبة، باعتبارها سيركاً اجتماعياً يستهدف الأطفال والمراهقين المُشردين أو المنحدرين من أسر محتاجة، تحت إشراف "الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة".


استمرت مدة 10 سنين إلى الآن، لتصبح المدرسة الوطنية للسيرك "شمسي"، تحت إدارة "ألان لايرون"، المدير السابق للمركز الثقافي الفرنسي في إحدى المدن المغربية.

ويبقى هدف هذه المدرسة هو دمج الأطفال المهمشين، من خلال فريق مكون من اختصاصيين اجتماعيين وأساتذة مغاربة وفرنسيين، يدربون ويشرفون سنوياً على عشرات الأطفال والشباب، الذين يواجهون ظروفاً صعبة تمنعهم من استكمال تعليمهم في مدارس عادية.



يستغرق التدريب الاحترافي 3 سنوات، وينتهي بنيل دبلوم "فنان السيرك منشط ورشات" أو فنان السيرك تشخيص.

ونجحت مدرسة شمسي في تدريب الكثير من هؤلاء الأطفال، وتقديمهم لعالم السيرك سواء كانوا راقصين أو ممثلين صامتين أو بهلوانيين، ونجحت في تقديم نقلة نوعية من ظروفهم الصعبة إلى عالم الفن الاستعراضي الجميل.

هافينغتون بوست - قراءة الخبر من المصدر



كل المصادر

جريدة الأخبارروسيا اليومبي بي سيموقع التيارالوكالة الوطنية للإعلامقناة المنارموقع الضاحية الجنوبيةمجلة سيدتيGreenAreaصيدا أون لاينالجزيرةاللواءصيدا تي فيakhbar4allأرب حظهافينغتون بوستثقف نفسك24.aeقناة العالم الإخباريةسيدر نيوزموقع القوات اللبنانيةأنا أصدق العلمسبوتنيك

النشرة المستمرة