غداً سيحتفل كل لبنان بالذكرى السابعة للتحرير، وسيكون إحفال الخياميين الأكثر مهابة وجلالاً، كيف لا وثكنة الخيام أصبحت بعد التحرير مزارا، بعد ان كانت سجناً للمقاومين الابطال؟
غداً قي ذكرى التحرير، في الخامس والعشرين من أيار، سيخرج الشهداء من قبورهم للمشاركة في يوم النصر والفرح. فها هو دمهم قد اعطى ثماره، فتدفقت العافية ملء شرايين الوطن. وها هي اجسادهم بيوت عامرة، واشجار خضراء متباهية، وورود وازهار واغاني...
غدا ستغادر قبرك يا صديقي غسان حسّان، ستعود الى ثانويتك، تفتح غرفها غرفة غرفة، وكتاباً بعد كتاب، وستقبٍل كل الوجوه التي انتظرتك، وكل العيون التي احبتك وستقفل بعدها عائداً الى الخيام- مكان استشهادك- حيث سنزفّك عريساً وشهيداً وبطلاً في يوم تحربر الخيام.
اما أنت ايها الصديق قاسم باشا، فستخرج في ذكرى التحرير، من تحت ثلجك، الذي
التحفت به يوم استشهادك، ستنزل الينا من مزارع شبعا، التي انجبلت بترابها، الى الخيام، مرورا بتلال كفرشوبا، ومغاورها، التي احتضنتك وآوتك كثيرا، وستهبط منها باتجاه الوزاني، حيث ستتدفق كالنهر نحو الخيام حبا وشغفا، عتبات منزلك في الانتظار تتهيأ لخطواتك، ابو محمود صامد كالجبل هناك، بعد ان عجزت عنه الرصاصات العدوة الحاقدة، وهو بانتظارك مع امك واخوتك وكل اصدقائك ورفاقك لتشاركهم وتشارك كل الخيام، التي كنت ممنوعا عنها، فرحة النصر والتحرير...
غداً ستكونون في الخيام ايها الشهداءالابطال رضا خريس، و محمد هزيمة و احمد الشيخ علي وفؤاد عواضة. فبهاء الموت العابق بالحرية، الذي اقدمتم عليه مع ابطال كثيرين امثالكم، يبعث الحياة في شرايين الوطن. غدا ايها الشهداء ستحتفلون بالخيام وستحتفل الخيام بكم. وغدا ايضا في ذكرى التحرير، ستتجمعون يا عشرات الاسرى من ابناء الخيام، وستصعدون لتفقد اماكن اعتفالكم، وفي عيونكم يلمع الفخر، وفي قلوبكم يسري الحبّ والوعد، انكم كما كنتم، لا زلتم ابطالاً مستعدين للدفاع عن الوطن.
اما انتم ايها العملاء، فستفتشون عن بعض الزوايا المظلمة، تختبئون فيها من انفسكم، ومن اهلكم، ومن ابناء بلدتكم، فالوطن عاد حراً حراً ولا مكان فيه الا للاحرار.
تعليقات: