يا قطار العمر مهلاً وتأنّى ** قد ينال القلب ما فيك تمنّى
انتصفتَ الدربَ والدرب وحيشٌ ** حيث لا إلفٌ ولا حبٌّ تسنّى
كلَّ ما زدتَ بخطواتكَ عاماً ** زدتُ في اللهو وزدْتَ البوقَ رنّا
آه ما أقسى الأماني حين تبدو ** كسرابٍ مكَّ عينيَّ ومَنَّى
عادت الأوهام تحشوكَ بفكري ** والحنين القُحُّ بالوهم تغنَّى
غبتَ عني وعن الناس جميعاً ** وعن الدنيا التي وارتكَ عَنّا
يا عزيزاً مات والذِّكْرُ نِعِمَّا ** هُوَ والرأسُ رفيعٌ ما تدنّى
يا جميلاً متّ لكنّك حيٌّ ** عند رحمنَ على الخلق تحنّى
يا دميعاتي التي أمست ترابي ** هل قلبتِ الأنسَ لي ظهر المِجنّا ؟
صرتِ تسجينَ من العبرة عيني ** وتهيلين على وجهي المشَنّا
منكِ أصبحتُ كثير الصمتِ تخلو ** معْكِ أوجاعي فظن الناسُ ظنّا
أنتِ للأحزانِ نبعٌ شاعريٌّ ** صيَّرَ الشاعر منكِ الحرفَ فنّا
أنتِ للقلب العليل الغرّ دفءٌ ** ساحرٌ لكنّهُ ويحُ المعنّى
تعليقات: