الرئيس السنيورة
يعني فظيع الرئيس السنيورة يا اخوان. وفظيعة ممارساته وارتكاباته التي لا تُعدّ ولا تحصى ولا تُرى ولا تُلتقط لا بالعين المجرّدة، ولا بالايدي المجرّدة ولا بالعقول الناشفة، الطازجة، غير المستخدمة بعد؟
واحدة من أفظع فظاعاته وأشنع ارتكاباته وأحدثها، سجّلت اول من امس الاحد عندما زار مدينة صيدا ملبياً دعوة لتكريمه من النائب، الوزيرة السيدة بهية الحريري وأهل المدينة... هكذا من دون شور ولا دستور، ولا خبز عالتنور، ولا ستر مستور، ولا من يحزنون او يفرحون او يغنون او يردحون او يعطون الاذن اياه بذلك، وهكذا من دون سوابق لا لواحق سجَّل على نفسه واحدة من المعاصي العويصة، ودندل نفسه في ما لا يجب ان يحصل او يتدندل.
معقول؟!
يزور صيدا من دون ان يطلب إذناً بذلك من الاستاذ وجمعية تجار الزهراني، واتحاد بلديات الشقيف ارنون في الوطن والمهجر ونادي الصرفند الرياضي وجمعيات الردح بالبوسطة، بالجملة والمفرّق، ومن دون التنسيق المسبق مع ألوية الممانعة والمتابعة عن بُعد، ومن دون اخذ خاطر احد من ابواق الشقيقة وممثليها الشرعيين الوحيدين، الناطقين باسمها إناء الليل والنهار، في عزّ البرد والشتاء، وفي حرّ الصيف على حد سواء، ونعومة نسائم الربيع ومشاهد الغروب في خريف الوطن حيث يحلو العشاء، وتتساقط اوراق الشجر وتحلو الكزدرة على البحر والصفنة في مياهه الزرقاء!.
معقول يا اخوان، ان يتجرأ الرئيس السنيورة و"يفعل" كل ذلك من دون ان يرفّ له جفن، او ترمش له عين، او يرجف عرق واحد من عروقه، ومن دون ان يتوقف على الطريق، ولو للحظات قليلة لمراجعة مسيرته وطريقه... قصة فظيعة.
لكن الظاهر (وهو غير الباطن) ان البعض عندنا لم يتعود "تماماً" بعد على الزمن الجديد، ولا على علاماته البيّنات، ومن اكثرها بياناً وسطوعاً كيفية التعامل مع رئيس حكومة لبنان، وكيفية احترام المواثيق الدستورية، والقوانين النافذة، والاعراف التي كانت متبعة قبل ان يأتي زمن الوصاية ويعبث بها وبكل دستور وبيان، والتي عادت (الأعراف) من بعده لتطفو من جديد، على السطح ومع الرئيس السنيورة تحديداً.
لم يتعود هؤلاء تماماً بعد، على احترام الدولة وسلطاتها وسلطانها وممثليها ودوائرها ومراتبها... وخزائنها وممتلكاتها. ولم يتعودوا بعد على وجود حارس أمين يحترم نفسه وما يمثل ومن يمثل، ولا يقبل الابتزاز، ولا يتوقف عند تهويل او تشنيع او تشبيح او تهديد او وعيد...
حارس يعرف حدوده وحدود الآخرين، ولا يقفز فوقها لكنه لا يقبل من احد الا ان يعامله بالمثل... يعرف تمام المعرفة ان الامانة ملح الحكم، وان المال العام، هو بالضبط كذلك، اي مالٌ عام وليس مرتعاً خاصاً، وانه قبل كل ذلك، وفوقه وتحته هناك آداب عامة للتخاطب واصول دستورية تحدد عمل السلطات وتفصل بينها...
الخلل الوحيد في تلك الاصول يا اخوان، هو انها لم تحدد كيفية حصول رئيس حكومة لبنان على فيزا لزيارة صيدا... ولوّ الى هذا الحد وصلت معكم؟!.
تهنئة من مواطن خيامي على التكريم (تكريم الدموع)
تعليقات: