الدكتور كامل مهنا
منح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس «جمعية عامل»، الدكتور كامل مهنا، وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط، وذلك عبر السفارة الفرنسية في بيروت.
وكان مهنا قد تلقى رسالة من السفير الفرنسي في لبنان، أندريه باران، تفيد بأن ساركوزي منحه الوسام، بموجب مرسوم صادر في الثامن من تموز الفائت بناء على اقتراح وزير الخارجية الفرنسي. وأشار باران في رسالته إلى أن هذا التكريم يأتي تقديراً لعمل مهنا في المجال الإنساني والوطني مقدماً أحر تهانيه، ومعتبراً أن «الترقية تمثل مكافأة لتميزكم وجهودكم المستمرة الساعية لتعزيز العلاقات الفرنسية اللبنانية.
ويعبر الوسام عن مدى امتنان الحكومة الفرنسية لوجود شخص ذي مبادئ ثابتة كحضرتكم. إن التزامك اتجاه تحسين ظروف وطنك وتطويرها، وخصوصاً في جنوب لبنان، يعد التزاماً نموذجياً يحتذى به. كما أننا نستذكر جميعاً، مدى الشجاعة والديناميكية التي تحليت بها خلال أصعب الظروف التي مرت بها بلادكم، بهدف مساعدة المصابين والجرحى».
ويشكل وسام جوقة الشرف أرفع أوسمة التقدير التي تمنح في فرنسا، وتجدر الإشارة أن مهنا كان قد مُنح من الرئيس فرنسوا ميتران وسام جوقة الشرف برتبة فارس في العام 1995.
-----------------------------------------
وكتبت المستقبل:
بعد وسام فرنسوا ميتران عام 1995
ساركوزي يمنح مهنا وسام جوقة الشرف
المستقبل - الخميس 3 أيلول 2009 - العدد 3412 - شؤون لبنانية - صفحة 8
باسمة عطوي
للمرة الثانية على التوالي، تكرم فرنسا الدكتور كامل مهنا، فيمنحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط. وكان قد منح من الرئيس فرنسوا ميتران وسام جوقة الشرف برتبة فارس في العام 1995. قد لا تفصل سنوات كثيرة بين "اللفتات الفرنسية " لتكريم مهنا، لكنها تدعو بالتأكيد الى سبر غور العلاقة التي بدأت حامية ومليئة بالتحدي بين الطرفين في العام 1968. يومها كان مهنا يدرس الطب في فرنسا، وارسل (بصفته الامين العام لاتحاد الطلبة اللبنانيين) برقية الى الجنرال ديغول يطالبه فيها باتخاذ موقف حازم ضد اسرائيل بعد عدوانها على لبنان ذلك العام، ولتصل المواجهة الى حد الغليان الذي ادى الى صدور قرار فرنسي بطرد مهنا عام 1969 بسبب مواقفه السياسية والتحركات الطلابية التي كان ينظمها. ليعود فيلغى هذا القرار بعد تحركات طلابية عربية. وهكذا أكمل مهنا دراسته وعاد الى لبنان مناضلا مدنيا ضد مد الثورات المسلحة في لبنان والمنطقة بالدعم اللوجستي الانساني.
اليوم، وبعد 37 عاما من العمل الانساني ومحطات التكريم المتعددة التي نالها فرنسياً ولبنانياً، يقول مهنا ان ما أراده فعلا هو "تعميم ثقافة المقاومة في الاطار الاجتماعي والاقتصادي والاعلامي والمهني والانساني من اجل قضية مركزية تربّى على انها الاساس والحق اي قضية فلسطين، وبالتالي فالايمان بهذه القضية يتطلب حشد كل الجهود على الارض. وما التقدير والتكريم الفرنسي بالنسبة له الا اعتراف بهذا الجهد الذي قام به طوال السنوات الماضية، وهذا ما يشجعه على الاستمرار. فالهدف فالنسبة اليه بناء الدولة المدنية وتعميم التضامن الذي يبديه اللبنانيون تجاه بعضهم البعض، في محطات العدوان الاسرائيلي العصيبة بالرغم من اختلافهم السياسي في ما بينهم .
قد يبدو غنيا عن التذكير ان مهنا مارس نشاطه الانساني من خلال مؤسسة عامل الصحية الاجتماعية التنموية، التي باتت اليوم تملك نحو 150 مركزا على مختلف الاراضي اللبنانية. يقول مهنا: "قد لا يعني نشاط المؤسسة شيئا في الحسابات السياسية اللبنانية، لكن خيار العمل الانساني الذي اتخذته هو لتغيير الثقافة السائدة في مجتمعاتنا والتي تعطي الاولوية للسياسة على الاهتمام في شؤون الناس. والحقيقة ان المفهوم الاساسي للسياسة هو الاهتمام بالناس وليس الكلام عن الناس".
قد يستحق كامل مهنا عن حق صفة رائد المجتمع المدني في لبنان ، فهو ولد في عام الاستقلال في بلدة الخيام في جنوب لبنان، وتعلم في زمن الاميّة وتخرج طبيبا في زمن الفقر. ارتجل لنفسه دورا لبنانيا مع قائد الثورة الطلابية في فرنسا، وسابق جيفارا الى جبال االثورة في ظفار وفيها شارك القائد موتسي تونغ مسيرة "الاطباء الحفاة". انتسب الى الثورة الفلسطينية واستوطن المخيمات وعايش الفقراء وانشأ جمعية عامل المسالمة في زمن الحرب، والجامعة في زمن التقسيم .
لم تغب السياسة عن مسيرة مهنا، لكنه دخل اليها من باب المجتمع المدني، فهو معروف بصداقته الوطيدة بوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وان كان يتمايز عنه في العديد من الاراء السياسية كما يقول. كما انه كان احد أبرز المشاركين (كممثل للمجتمع المدني) في مؤتمر سان كلو في العام 2007 والذي عقد في فرنسا برعاية كوشنير للبحث في سبل الخروج من الازمة الداخلية التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الماضية.
تعليقات: