رسم للشهيد البطل قاسم حسن باشا
يوم السابع عشر من شباط 1977 حمل معه بداية الرحيل القسري عن الخيام، عصر هذا اليوم تقدمت دبابات العدو الصهيوني وعملائه نحو الخيام..
كان قاسم إبن الخامسة عشرة ربيعاً واحداً من العديد من شباب الخيام الذين تركوا بلدتهم هرباً من رصاص العدو الحاقد الذي اطلق النار في كل إتجاه وقتل الدكتور شكرالله كرم وعدد من أبناء الخيام.. ثم تلا ذلك إجتياح اذار 1978 ومجزرة ذهب فيها من بقى في البلدة من كبار السن ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الخيام مكاناً غير آهل إلا من الذين عبثوا بمنازلها وممتلكات اهلها.
أربعة اعوام مرّت وحنين قاسم إلى الخيام ووشوقه إليها وذكريات طفولته لم تنقطع! لكن لم يكن من سبيل للعودة.. فقط ما كان ممكنا هو أن ننظر إلى بيتنا من بلدة
إبل السقي ونحلم بيوم العودة.
جاء حزيران 1982 حاملاً معه اجتياحاً آخر وصل إلى مشارف مدينة بيروت ليحاصرها، حزّمنا امتعتنا للرحيل وكانت وجهتنا الجنوب لكن قاسم كان قراره البقاء والدفاع عن بيروت.
عدنا إلى الخيام نمسح الغبار عن ما بقى من بيتنا انتظرنا قاسم طويلاً حتى عاد إلى الخيام بعدما فك حصار بيروت وتحقق حلمه أن يرى الخيام من جديد.
لم ندرك أن قاسم شرع بمقاومة الاحتلال عام 1983 إلا عندما جاء العملاء واقتادوه إلى ثكنة مرجعيون للتحقيق معه ثم قرروا ابعاده من الخيام.
ذلك لم يثن قاسم عن سلوك الدروب والوديان الوعرة لمقاومة الاحتلال..
تنقل بين تلال العرقوب وسهول الخيام وإبل السقي مقارعاً مواقع الاحتلال وعندما كان يتعب هو ورفاقه كان يبيت في المغاور التي عرفته وحضنته كثيراً.
في حزيران من العام 1987 كان معتقلو سجن الخيام على موعد معه قائداً لهجوم هدفه تحريرهم من الأسر، سمعوا أصوات الرصاص ووصلتهم رسالة قاسم ورفاقه بان يصمدوا.
يوم الثاني من شباط 1988 سقط قاسم شهيداً في الأرض التي قاتل من أجل تحريرها ملتحفاً ثلج جبل الشيخ أياماً عديدة قبل أن يحمله رفاقه إلى أهله ليودعوه بطلاً من إبطال الجنوب.
في ذكراه أحيّ أمه التي ذرفت من أجله الكثير من الدموع وهو استحقها بصمته وشموخه..
أحيّ والده الذي كاد العملاء أن يقتلوه برصاصهم الغادر لانه أب مقاوم..
احيّ رفاقه واصدقاءه الذين ما تزال سيرته على لسانهم..
وتحية لكل المقاومين الأبطال، الشهداء منهم و الأحياء..
بفضلهم تحرر الجنوب من الاحتلال.
ألبوم صور عائلة أبو محمود حسن باشا
مقالة الأستاذ محمد باشا "الخيام تفخر بأبنائها: الشهيد قاسم باشا"
مقالة عزت رشيدي "الشهداء يخرجون للمشاركة في احتفالات التحرير"
مقالة حسين عبدالله "تحية للمقاومين المنسيين"
مقالة د يوسف سعد "2 شباط من كل عام: ذكرى شهيد الخيام المنسي"
نحيّ والده (حسن باشا) الذي حاول العملاء أن يقتلوه برصاصهم الغادر لانه أب مقاوم
زهور حمراء في مدخل دارة أهل الشهيد قاسم باشا
تعليقات: