إمرأة معنّفة
الجنوب :
قصّة جديدة تنضمّ إلى سجلات المرأة اللبنانيّة المعنّفة، فالنهاية المؤلمة التي قضتها الشابة الراحلة لطيفة قصير على يد زوجها بعدما ضربها ضرباً مبرحاً، ما زالت ارتداداتها تسيطر على العائلة المفجوعة بمصاب ابنتها.
لطيفة التي لم تتوان في كلّ مرّة عن تلبية طلبات زوجها، فأعطته كل ما تملك من أموال وأملاك، غير أنّه لم يكفّ عن ملاحقتها وابتزازها وكانت تخضع في كلّ مرّة لإساﺀته الجسدية والنفسية، حفاظاً على أولادها من الضياع في كنف والدهم، خصوصاً أنّه كانَ يهددها بهم إذا لم تخضع لأوامره، لكنّها في المرّة الأخيرة خضعت للموت على يده بعدما اعتدى عليها.
وقد كانَ القاتل مدمناً على تعاطي المخدرات، وبالرغم من نصائح وتحذيرات أهالي الضحيّة له بالتخلّي عن طريق السوﺀ ومعاملة زوجته معاملة إنسانيّة، إلاّ أنه لم يبدّل في تصرفاته وبقيَ على عناده، حيثُ اعتمدَ العنف لغة التخاطب مع زوجته، إلى أن ارتكبَ جريمته، وقد هزّ خبر مقتل المغدورة أهالي بلدة دير قانون النهر (قضاﺀ صور) والقرى المجاورة.
وعلى وقع الاستنكار العارم لهذا العمَل الجبان، تداعى أهالي دير قانون النهر لتأبين الفقيدة الراحلة، حيثُ تمّ تشييعها في موكبٍ حاشد، تقدّمه لفيف من العلماﺀ ووفد من حزب الله وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة، وقد جاب الموكب الشارع الرئيسي في البلدة وصولاً إلى الجبانة حيث أمّ الصلاة عليها الشيخ إبراهيم قصير وووري الجثمان الثرى.
وفي هذا الإطار، ناشدَ الزميل قاسم قصير ـ شقيق الضحيّة، السلطات اللبنانيّة بإنزال أشدّ العقوبات بالقاتل، لكي يكون عبرة لكلّ منْ تسوّل له نفسه الاعتداﺀ على زوجته، مشيدا "بجهود جميع المنظمات العاملة في مجال حقوق المرأة، من أجل استصدار قانون في المجلس النيابي لحماية المرأة من العنف الأسري".
تعليقات: