ريما فقيه.. بنت صريفا أجمل الأميركيات


من بين 51 أميركية، توجت ريما فقيه الاميركية اللبنانية الاصل، ملكة لجمال الولايات المتحدة، فعكست للبنان خصوصاً صورة مضيئة في بلاد تسودها صورة قاتمة عن العرب عموماً. وبثقة، جاهرت ابنة الرابعة والعشرين بأن عائلتها تحتفل بالاعياد المسيحية والمسلمة، في بلاد مقسمة طائفياً، وأنها قصدت في نيويورك مدرسة كاثوليكية، فصارت ابنة صريفا الجنوبية التي ترعرعت في سوق الغرب، الاميركية الاولى العربية الاصل تحمل هذا اللقب.

تتكلم العربية وتحفظ الاغنيات العربية القديمة والجديدة. تحب مسرحيات زياد الرحباني وتحفظها. تعشق فيروز وتجيد الدبكة. لم تخجل يوماً بأصلها، وهي تتباهى دوماً بلبنانها وتحب مأكولاته، وخصوصاً اللبن إمو والملوخية والفتوش.

تفوقت ريما، وهي ملكة جمال ولاية ميتشيغان، على خمسين مشاركة أخرى، على رغم أنها كادت تتعثر في فستان السهرة. وقد توجتها ملكة جمال الولايات المتحدة لعام 2009 كريستن دالتون في ختام حفلة اقيمت في كازينو ومنتجع "بلانيت هوليوود" بلاس فيغاس وتابعه 250 مليون شخص على شاشات التلفزيون عبر العالم.

بثقة، تبخترت بلباس للسباحة برتقالي وذهبي، كما بفستان أبيض عاري الكتفين يشبه ثوب زفاف. وبلا تردد، رأت أن التأمين الصحي يجب أن يغطي تحديد النسل.

وريما مولودة في بلدة صريفا في جنوب لبنان، وهي صغرى ثلاث شقيقات رنا وربى وريما، وشقيقين ربيع ورامي. تلقت دروسها في مدرسة القديسة ريتا قرب بيروت. هاجرت عائلتها الى الولايات المتحدة، إذ كانت في السابعة، واستقرت في نيويورك قبل انتقالها الى ميتشيغان عام 2003 .

حصلت على اجازة في الاقتصاد وادارة الاعمال من جامعة ميتشيغان، وهي تنوي التخصص بالقانون بعد تسليمها ملكة اخرى التاج سنة 2011. تعشق السفر والرقص.

وقالت الملكة الجديدة للصحافيين أنها باعت سيارتها بعد تخرجها من الجامعة لتتمكن من دفع نفقات ترشحها لمسابقة ملكة جمال ميتشيغان.

وفي لحظة أعيد بثها خلال نقل الاحتفال، كادت ريما تقع أرضاً عندما أنهت عرضها في فستان السهرة بسبب طول ذيله. الا أنها تجنبت السقوط في اللحظة الاخيرة ومضت الى الفوز.

وقالت: "لقد فعلت (تعثرت) هنا، من الافضل الا أفعل ذلك في مسابقة ملكة جمال الكون... عرض الازياء يساعد في النهاية".

وستمثل فقيه الولايات المتحدة في المسابقة المقبلة لملكة جمال الكون. وهي تحل محل ملكة جمال أميركا لعام 2009 كريستن دالتون. ومن الجوائز التي حصلت عليها عقد ايجار لشقة في نيويورك مدة سنة مع نفقات المعيشة وراتب لم يفصح عن قيمته، الى خدمات صحية ومهنية وتجميلية مختلفة.

وخلال القسم المخصص للأسئلة في المسابقة، سئلت هل تعتقد أن التأمين الصحي يجب أن يغطي تكاليف حبوب منع الحمل، فأجابت أنها تعتقد ذلك لأنها مكلفة. وقالت: "أعتقد أن حبوب منع الحمل هي مثلها مثل أي علاج آخر، على رغم أنها مادة خاضعة للرقابة".

ونشرت صحيفة الـ"نيويورك دايلي نيوز" أن فقيه أبلغت صحافيين أخيرا ان احتمال فوزها "سيثبت ان العرب لا يحاولون دوماً أن يعزلوا انفسهم عن المجتمعات التي يقميون فيها، بل انهم منخرطون في الثقافة الاميركية"، كما "سيظهر ان هناك من العرب من يحبون البلد الذي يقيمون فيه، واظن ان ذلك سيجعل صورة العرب اكثر ايجابية".

وأوردت صحيفة "ديترويت فري برس" ان عددا كبيرا من الناس تجمعوا في مطعم في ديربورن حيث ترعرت الملكة في ميتشيغان التي تضم جالية عربية كبيرة، لمتابعة المسابقة وتشجيع فقيه.

ونقلت عن المدير الاقليمي للجنة الاميركية العربية لمكافحة التمييز عماد حمد أن "هذا تاريخي. هذا يظهر عظمة الولايات المتحدة وكيف يحظى الجميع فيها بفرصة".

شقيقة الملكة

رنا، الشقيقة الكبرى لريما والوحيدة التي تعيش في لبنان، أمضت ليل الاحد - الاثنين تتبادل الرسائل القصيرة مع والدها حسين وشقيقتها الاخرى ربى اللذين كانا يحضران الاحتفال.

وقالت من بلدتها الجنوبية صريفا: "انها مفاجأة جميلة. لم يكن سهلاً لريما الحصول على هذا اللقب". وأضافت: "نحن فخورون كلبنانيين أميركيين وكلبنانيين بوصول ريما الى هذا المستوى، على رغم كل الضغوط والصورة النمطية عن العرب واللبنانيين. لقد نجحت. لقد ناضلت وحققت هدفها".

وبحماسة كبيرة تحدثت الى "النهار" عن شقيقتها الملكة، وقالت: "شخصيتها مميزة... حساسة جداً وروحها مرحة، وعندما تقرر الوصول الى أمر لا تهدأ قبل تحقيق مبتغاها، فهي شخص فريد ومميز".

ملكة جمال أميركا "لبنانية في الصميم". وتتباهى رنا بأن أختها "تتكلم العربية في البيت وتحب الغناء وتحفظ الاغنيات العربية القديمة والجديدة وتحب مسرحيات زياد الرحباني، وتحفظها، وفيروز، وكانت مشتركة بفرقة للدبكة، وهي الاولى في الرقص والرياضة". الا أنها تلفت الى أن "حبها لوطنها وانتماءها اللبناني لم يمنعاها من الاندماج في المجتمع الاميركي". وتضيف: "تحب الاكل اللبناني وخصوصاً اللبن امو والملوخية والفتوش، ووالدتها تجيد الطبخ. وعلى رغم انها سافرت الى اميركا وهي حديثة السن الا انها تمكنت من ان تأخذ الافضل من هنا وهناك". وفي الاحاديث التي تدلي بها الى صحف أميركية "تتباهي بأنها لبنانية، فوالدها علمها ان من لا يحافظ على جذوره فهو انسان غير موجود". تزور لبنان كثيراً ومنذ فترة بدأت تتردد على وطنها الام سنوياً. وهي أمضت في ربوعه عيد رأس السنة ووعدت بأن تعود أواخر حزيران، الا ان ارتباطها الجديد سيمنعها لانها ستشارك في مسابقة ملكة جمال الكون.

أكثر ما تحب "الصبحية" مع والدها، اذ تسمع معه كل الاخبار عن لبنان فتعيش وكأنها لم تتركه، وتفتخر بانها ولدت في صريفا ونشأت في سوق الغرب، تحمل كل ما هو لبناني بعيداً من الطائفية والتمييز.

(“النهار"، و ص ف، أ ب)




تعليقات: