الأستاذ عبد الأمير علي مهنا
أمّا وأن المسؤولين عن تأليف اللائحة الإنتخابية في الخيام قد استغلّوا عباءة السيّد والمركز القيادي للرئيس بري، فنحن نقول لهم بكل صدق: مبروك لكم سلفاً هذا المجلس، متمنّين لكم النجاح في اتحادكم وتآزركم لخدمة الخيام.
ولكن، مهلاً أيها الاصدقاء، ففي الخيام شرائح وقطاعات اجتماعية ونخب مثقفة وكفاءات همّشتموها تعتقد أن هناك فرقاً بين العمل المقاوم المقدّس والعمل الاجتماعي التنموي، وأن هناك مصلحة آنية بضرورة إبعاد الشأن السياسي عن الشأن الإنمائي والبلدي، ولا يحقّ إطلاقاً لمن أهمل هذه القطاعات الواعية من الناس واستفرد برأيه في عملية تأليف اللائحة ان يدّعي الديمقراطية والتحدث بإسم عامة الخياميين على أساس أنه اللاعب الوحيد في استخدام السلطة ذات النهج الاستئثاري، وأنه ماهر في قيادة المحادل والبوسطات التي حملت في طريقها اكثر المنافع التي خلّفتها حرب العام 2006 والتي لا سبيل لتعدادها الآن لأن القلم يندى خجلاً في الحديث عنها...
مهلاً أيها المسؤولون عن تأليف اللائحة بالطريقة التي اخترتموها، فبسطاء الناس ومثقفو النخب في واد وانتم في واد آخر... فالخيام بحاجة الى كثير من المشاريع الانتاجية والنشاطات الاجتماعية والتربوية والقطاعات الاقتصادية الحيويّة والعمل الانمائي والبيئي وتحسين الخدمات وتطوير المرافق التي تتطلّب جميعها عملاً مؤسساتياً يشترك فيه الجميع بحيث يُعطى لكل خيامي حرية إبداء الرأي وحريّة التعبير والاختلاف حتى لا تتكرّر الاعمال المشوّهة للخيام "كحيطان البيض" وقناطر نبع الدردارة وغيرها...
مهلاً أيها الاصدقاء: هناك فرق كبير بين العمل المقاوم المقدّس والعمل الاجتماعي التنموي البلدي... لقد استأثرتم بآرائكم ومواقفكم، ونسيتم وتناسيتم أن الناس لها كرامات. يكفي أنكم لم تتقدّموا ببرنامج عمل لتختاركم الناس على أساسه. الخيام ليست لكم وحدكم واذا كنتم استقويتم بعباءة السيّد وموقع النبيه واستسهلتم السياحة في الخيام، ففي الخيام من لا يوافقكم الرأي في ميادين ذات اهتمام مشترك وأمور حياتية ذات منفعة عامة، وليسوا معكم في نزعة التزعّم التي تتعاطون بها مع الناس. في الخيام من يحقّ لهم التمتّع بحقوق المواطنة ولا يرضون الاختزال، وكان الأجدى أن يشاركوا في القرار وبالحدّ الأدنى في طرح الاسماء والاشخاص وبعض النساء ويعرفوا مدى كفاءاتهم بغضّ النظر عن تبعيّتهم لأصحاب القرار حتى لا تأتي اللائحة معلّبة معدّة سلفاً للبصم والتوقيع، وحتى لا تعاني الخيام مما يسميه الأهالي بلديات الويك إند، وحتى تكون هذه البلدية العتيدة قادرة على الانتاج والقيام بمسؤولية الإنماء وتفعيله والتصدّي لمشاكل البلدة المزمنة وأهمها مشروع مياه الصرف الصحي...
أيها الأصدقاء: أنتم لم تستشعروا حركة التململ التي يعبّر عنها الأهالي هذه الأيام، لذلك سيكون المشهد الخيامي في الثالث والعشرين من شهر أيار 2010 في الخيام يوم ثقافة القطيع حيث سيكثر فيه الماعز والغنم، وحيث الكل يردد: ما هكذا تورد الإبل يا سعد.
عبد الأمير علي مهنا/الخيام
تعليقات: