حداد مكرماً (عباس سلمان)
أراد «تجمّع الهيئات التطوعية في لبنان» أن يكرّمه ويتباهى بأنه الجهة الوحيدة التي تمكنت من ذلك، بعد رفض غريغوار حداد تسلّم الدروع والأوسمة من مختلف الجهات، فانتهزها المطران فرصة ليطلق صرخة ثورية، كما عادته، ويعلن «الحرب الاقتصادية على إسرائيل» وبشتى الوسائل السلمية.
ارتدى الأسود أمس، وهو لون الكهنة والرهبان، جلس على كرسيه المدولب يراقب كل ما يجري من حوله. قال لمكرّميه: «قبلت بتكريمي ليس لرفع ذاك الدرع بل لأن الجهة المكرمة هي تجمّع، أي توافق هيئات وتكاتفها لتطور المجتمع المدني، والا لكنت في غرفتي أقفل على نفسي». ثم أوصاهم بتعميم التجربة وضمّ عدد أكبر من الجمعيات على أن تكون لديها شمولية في الفكر والتنفيذ، وتعمل على أكثر من صعيد.
إلا أن المطران لم يرضَ بأن يكون تكريمه محور الجلسة، إذ خرج منه مباشرة إلى الحدث: «نحن نجتمع ونضحك وغيرنا يجتمع ويبكي على الضحايا الذين قتلتهم إسرائيل. نطالب الدول العربية بأن تعلن حرباً اقتصادية لا عنفية على إسرائيل». لكنّه استدرك أن «العالم العربي مفرفط، ويجب توجيه الأصابع الى دوله بهذه التهمة»، مطالباً بتأسيس ما يسمى «الدول العربية المتحدة» لمحاربة اسرائيل و«كل من تساوره نفسه بمحاربة الشعوب العربية».
استهل التكريم الذي أقيم في بيت السيدة حيث يخضع المطران للعلاج بكملة لأمين سرّ التجمع الدكتور شبيب دياب الذي رأى في مشروع غريغوار حداد الفكري «تحرير المسيح والانسان: ففي تحرير المسيح هو جبران ونيكوس كازنتزاكي، وهو محمد عبده ورشيد رضا، وهو أيضاً كصديقه الأب بيار والمهاتما غاندي في تحرير الإنسان بعيداً عن أي عنف أو إكراه».
ثم كانت كلمة للمنسق العام للتجمع الدكتور كامل مهنا الذي توجه إلى حداد بالقول: «كشفت زيف الواقع لتتجاوزه، ورأيت فيه قوة التجاوز، كشفت عن عجز الإدارة لتشحذها كي تكون في تطابق مع القوة الكامنة. وأنت اذا فعلت ذلك أظهرت عجز الآخرين الذين يرون في المأساة قدراً لا فكاك منها فناموا مستسلمين. فإذا الأمة وحدة الإمكانية والإدارة».
وأعلن أن المبرر الاول للقاء «هو أن يساعدنا جميعاً على أن نلمح قبساً ولو ضئيلاً من نور المسؤوليات الجسام التي يمليها هذا القبس». وأضاف أن «إيمان حداد راسخ بالإنسان وبحتمية التغيير إذ يردد: الإصلاح صعب لكنه ليس مستحيلاً».
وفي ختام كلمته، أعلن مهنا المطران غريغوار حداد «رئيساً فخرياً للتجمع»، وسلّمه الدرع التكريمية.
تعليقات: