الشهيد الحجيري
حدادة يطالب «القوات» بسحب صورة حاوي..
اختار «الحزب الشيوعي اللبناني» البدء باحتفالات انطلاقة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمّول) هذا العام، من خلال تكريم الشهداء الثلاثة الأوائل الذين سقطوا خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في اجتياح بيروت عام 1982.
والشهداء هم: جورج قصابني ومحمد مغنية وقاسم الحجيري، استشهدوا صباح الرابع عشر من أيلول، في يوم دخول الجيش الإسرائيلي إلى العاصمة.
وفي أجواء المناسبة، عبّر الحزب الشيوعي عن احتجاجه الشديد على وضع صورة الأمين العام السابق للحزب الشهيد جورج حاوي بين صور الشهداء الذين قررت «القوات اللبنانية» الاحتفال بهم. وطالب الأمين العام للحزب خالد حدادة «القوات اللبنانية» بسحب الصورة، رافضاً حشر المقاوم ومطلق «جبهة المقاومة الوطنية» بين قوى كانت في المقلب الآخر. وأعلن أنه سيطالب باتخاذ إجراءات قضائية إذا لم يتم سحب الصورة حتى غد الخميس.
من جهتها، قالت نائبة الأمين العام للحزب ماري الدبس، خلال الاحتفال بالشهداء الثلاثة في مركز الحزب في الوتوات، إن هؤلاء الشبان استطاعوا تجاوز سدود الطائفية والمذهبية، وكسر القيود المناطقية، لكي يجعلوا قلب بيروت نابضاً بالحياة والأمل، «ولم يأبهوا لضخامة الدبابات المتقدمة صوبهم ولا لعددها، فقاذفاتهم الصغيرة (آر بي جي) ورشاشاتهم الخفيفة كانت أقوى من المدافع لأن اليد التي تقبض عليها مسلحة بالحقيقة، ولأن عدم المواجهة لم يكن يعني فقط احتلال إسرائيل لوطننا وتدنيس عاصمتنا، وإنما الإتيان بحكم عميل متصهين، قوامه أصحاب المشروع الفاشي الذين اتفقوا مع حكام صهيون، بيغن وشارون، واستقدموهم إلى لبنان بعدما عاثوا هم في الأرض فساداً... فهجروا ودمروا وشردوا، واليوم يحاولون إعطاء صبغة لمشروعهم عبر زج اسم الشهيد جورج حاوي، تحت شعارات هي في موقع النقيض لجبهة المقاومة الوطنية».
ويشكل الشهداء الثلاثة جزءا من مجموعة مقاومي الحزب الذين سقطوا في المواجهات التي خاضها ضد الجيش الإسرائيلي على محاور القتال في بيروت وخلدة والجنوب والجبل، بينما استشهد للحزب في العمليات السرية التي نفذها ضد مواقع الاحتلال ما يقارب المئة وواحد وتسعين شهيداً، وذلك خلال الفترة الممتدة بين العامين 1982 و1990.
كان جورج يلقب بمحجوب، وهو لقب شهير في أوساط الحزب، ويعرفه جميع رفاقه الذين عاصروه خلال فترة الحرب الأهلية، ومن ثم خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
أما محمد مغنية فقد قاتل بشكل رئيسي عند محاور فتّال، واستشهد مع جورج خلال المواجهات مع الإسرائيليين عند منطقة الوردية، وكان قاسم الحجيري يحرس جريدة «النداء» واستشهد عند منطقة المتحف التي شهدت أشد المعارك مع الجيش الإسرائيلي.
وأوضح مسؤول منطقة بيروت في «الحزب الشيوعي» ربيع رمضان أمام جمع «الرفاق» أن الشهداء الثلاثة قاتلوا في مواقع المتحف وفتال والرملة البيضاء والوردية وعائشة بكار وسليم سلام، «من أجل هدف نحلم به، وهو الوطن الديموقراطي والحر والعلماني، ومن واجبنا تقديم دروع الوفاء لهم».
وقال شقيق جورج الدكتور ميشال قصابني، وهو مهندس مساحة يعمل ضمن اللجنة اللبنانية السورية الخاصة بترسيم الحدود، إن «الشهداء هم للمصادفة من الجنوب والبقاع وبيروت، ونحن نعتبرهم أبناء بيروت الحقيقيين الذين دافعوا عنها واستشهدوا في سبيلها، وليس أولئك الذين غادروا إلى فرنسا ودول أوروبية أخرى، عندما كانت إسرائيل تحتل بيروت، ولا من رموا أسلحتهم في مكبات النفايات واختبأوا، أو ارتدوا البذلات الرسمية، ثم جاؤوا بعد ذلك لكي يزايدوا علينا ويقولوا لنا: نحن أبناء بيروت».
واعتبرت ماري الدبس أن الانتصار الذي تحقق على مشروع إسرائيل من عام 1982 حتى عام 2000 «لا يعني أن ذلك المشروع انتهى إلى غير رجعة، فالتحرير الذي أطلق كل من جورج وقاسم ومحمد أولى رصاصاته والذي حملته «جمول» إلى كل شبر من تراب الوطن، ملتقية مع أطياف مقاومة أخرى لم ينجز نهائياً بعد».
وقالت إن أميركا وإسرائيل «تحاولان في لبنان الدخول عبر الصراعات المذهبية، بين أطراف السلطة المجموعين داخل ما يسمى حكومة اتحاد أمراء الطوائف والمذاهب الذين يحاولون اختصار لبنان في أشخاصهم».
واعتبرت أن هؤلاء «يتقاتلون على الحصص والنسب، كما يتقاتلون على المظاهر الخارجية للسيادة، بينما أرض لبنان وسماؤه مكشوفتان أمام انتهاكات إسرائيل التي تراقب كل ما يجري داخل بيوتنا ومؤسساتنا. وفي ذلك كله، يضيع قوت الشعب وتؤكل حقوقه ويزداد فقراؤه فقراً، فيما ينعم أصحاب البنوك والمقاولون بالخيرات».
الشهيد مغنية
الشهيد قصابلي
تعليقات: