مجسّم البارجة الإسرائيلية الذي جرى تدميره
في الذكرى السنوية الأولى لقصف «ساعر» (مروان طحطح)
# عملية المقاومة البحرية ضد البارجة «ساعر»
لطالما كانت إسرائيل لا تهتم لقوى العدو من النواحي كافة، ولعبة جمع المعلومات عن حزب الله تأخرت في ملامسة خطر النشاط البحري وفق منظومة متطورة.فلم يرد في بال العدو أن منظمة صغيرة يمكن أن تضع يدها على أسلحة متطورة وتكون قادرة على استخدامها تحت سماء مكشوفة
التوقيت: الساعة السادسة صباحاً.
التاريخ: يوم الجمعة، الواقع فيه الرابع عشر من تموز 2006، ثالث أيام العدوان على لبنان.
المكان: قاعدة الاستخبارات التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي في الحوض العسكري بمحاذاة ميناء حيفا.
المناسبة: تقدير وضع.
تداعى كبار ضباط الاستخبارات في السلاح لإجرائه ضمن سياق مواكبة الحرب والاستعداد العملاني لها. من دون سابق تمهيد، يفاجئ أحد الضباط الكبار، برتبة عقيد، زملاءه الحاضرين بالقول «لديّ شعور داخلي بأن حزب الله يمتلك C-802» ـــــ صاروخ بر ـــــ بحر يشكل تهديداً جدياً على القطع البحرية.
رفض المشاركون في الاجتماع مناقشة الفكرة من أصلها. «هذا خيالي» قال أحدهم تعليقاً على ما قاله العقيد، الذي أصر بدوره على موقفه مشدداً على ضرورة أخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار خلال إصدار أوامر العمليات للقطع التي ستشارك في الحرب. دفع الاستبعاد الاعتباطي للفكرة الضابط المذكور إلى توجيه رسالة إلى رئيس الاستخبارات البحرية، العميد رام، ضمّنها تحذيراً من القدرات البحرية غير المعلومة، أو المفترضة، لدى حزب الله والبناء على أساسها. لم تفضِ الرسالة إلى التأثير المرجوّ، بل إن أمرها، فضلاً عن فحواها، لم يُنقل إلى القادة الميدانيين للسلاح الذين كانوا في غرف العمليات.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تثار فيها الخشية من إمكان حيازة حزب الله قدرات اعتراض بحري متطورة، على شاكلة صواريخ بر بحر. قبل ذلك بنحو ثلاثة أعوام، في نيسان نيسان 2003، سئل قائد قسم الرقابة في شعبة الاستخبارات العسكرية، الذي كان يحاضر في إحدى دورات الاستخبارات البحرية، عن فرص وجود صواريخ كهذه لدى الحزب. كان جوابه خليطاً بين الجهل والتحذير: «من الأجدر لكم أن تعتقدوا أن أمراً كهذا ربما يكون موجوداً في لبنان». بعد انتهائه من المحاضرة وجّه الضابط نفسه رسالة إلى قيادة سلاح البحرية يقترح فيها إطلاق ورشة عمل في جهاز الاستخبارات التابع للسلاح تهدف إلى التوصل إلى نتيجة يكون من شأنها أن تؤكد أو تنفي حيازة حزب الله صواريخ كهذه. إلا أن هذه الغاية لم تتحقق، رغم محاولات بذلت على هذا الصعيد. في وقت لاحق، بعد الحرب، سيشهد رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال يوسي كوبرفاسر، في محاضرة له، أن عدم علم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بامتلاك حزب الله لهذه الصواريخ هو أحد الإخفاقات العديدة التي وقعت فيها هذه الأجهزة في عملها على حزب الله.
وفقاً لخطة الحرب التي كان قائد الأركان، دان حالوتس، قد أعدها، لم يُلحظ لسلاح البحرية عموماً دور جوهري. يعود ذلك في الأساس إلى نظرة حالوتس، قائد سلاح الجو السابق، وأحد المنظرين الرئيسيين في جيوش العالم لنظرية الحسم الجوي، لسلاح البحرية وأهميته في تصورات الحرب المستقبلية، وهي نظرة لامست الاستخفاف. بالنسبة لحالوتس، اقتصرت مهام البوارج الحربية على فرض الحصار البحري قبالة سواحل العدو، أما فاعلية سلاح البحرية عموماً، فمن أجل تحقيقها «ينبغي تحويل السلاح إلى قاعدة داخل سلاح الجو»، كما كان قد ردّد غير مرة، بلحن ساخر، في مداولات داخل الجيش.
وبالفعل، عدا فرض الحصار البحري على لبنان، لم يُكلف أمر العمليات الأول الذي صدر في الحرب تحت عنوان «تغيير الاتجاه 1»، في 13 تموز، سلاح البحرية إلا بقيام قطعتين تابعتين له بتنفيذ بضع رمايات نارية باتجاه السواحل اللبنانية وأهداف محاذية لها. إحدى هاتين القطعتين كانت البارجة الحربية «حانيت»، وهي من طراز «ساعر 5»، وتعد درة تاج البحرية الإسرائيلية لجهة حداثتها ومواصفاتها القتالية.
انطلقت «حانيت» (الرمح) فجر الخميس، ثاني أيام الحرب، على رأس أسطول صغير تألف من أربع بوارج من طراز «ساعر» وثلاثة قوارب دورية من طراز «دبور». بعض هذه القطع أبحر من ميناء حيفا، فيما قدم البعض الآخر من ميناء أسدود (القريب من عسقلان). تجولت السفن السبع على مسافة نحو 16 ميلاً بحرياً على امتداد السواحل اللبنانية، من الشمال حتى الناقورة. بعيد الإبحار، تعرّضت منظومة الرادار في «حانيت» لعطل فني أدى إلى خروج أحد صحني البث التابعين لها من الخدمة، ما خفض فاعليتها الاستكشافية بنسبة خمسين بالمئة. لم يرَ ضابط الإلكترونيات الموجود على متن البارجة في الأمر ما يستدعي إعلام قائد السفينة، العقيد يورام، بما حصل، وقرّر، عوضاً عن ذلك، «إراحة الأجهزة»، فعمد، نحو الساعة السابعة مساءً، إلى إطفاء المنظومة بأكملها.
«اللهب الأرجواني»
غروب ذلك اليوم، كان عناصر الوحدة البحرية في المقاومة الاسلامية، وهي سلاح غير معروف سابقاً لدى الجمهور في لبنان، يستعدون لتنفيذ الأوامر التي تلقوها عند ظهيرة ذلك اليوم، وتقضي باستهداف البوارج الحربية التابعة للعدو والمتموضعة قبالة شواطئ العاصمة على وجه خاص. خططت قيادة المقاومة لأن تكون أولى المفاجآت التي وعد بها أمينها العام السيد حسن نصر الله، من العيار الثقيل، وأن تكون ساحتها حيث لا يتوقع العدو. انقسمت المهمة من الناحية الإجرائية إلى شقيَّن: الأول معلوماتي، ويعنى بتشخيص الأهداف المحتملة وتحديد الإحداثيات الدقيقة لمكانها في عرض البحر، والثاني عملاني، ويتعلق بتلقيم المعطيات الواردة بشأن الإحداثية للرقائق الإلكترونية الخاصة بأجهزة التوجيه المنصوبة داخل الصواريخ.
وفيما كانت إحدى الفرق التابعة لتشكيل الرصد الراداري الخاص بالوحدة تعمل على استكمال التفاصيل المتعلقة بالشق الأول، كانت مجموعة أخرى، في مكان منفصل، تعد المنصة الصاروخية لوضعية الإطلاق، بانتظار ورود الإحداثيات وتلقيمها تربصاً بالساعة الصفر.
الثامنة مساءً كانت حلقة الاستعدادات كلها قد استكملت. أبلغت القيادة بذلك، فأعطت الإذن بالتنفيذ. من على تلة مشرفة على منطقة الأوزاعي انطلقت صافرتان رعديتان متداخلتان زلزلتا المحيط المشدود أصلاً بجو من التوتر الحربي. حسب الناس لوهلة أن غارتين إسرائيليتين جديدتين استهدفتا أطراف الضاحية الجنوبية، على سبيل التشويش على الكلمة التي كان السيد نصر الله يلقيها عبر شاشة «المنار» في تلك الساعة. إلا أن الصورة ما لبثت أن اتضحت: أول المبشرين بحقيقة ما حصل كان السيد نصر الله نفسه، حين أعلن في سياق كلمته التي كانت تنقل بالبث المباشر إصابة بارجة حربية إسرائيلية قبالة سواحل بيروت.
أقل من دقيقة احتاج إليها الصاروخان لقطع المسافة الفاصلة بين منصة الإطلاق والهدف المحدد. رادارات بارجتين أخريين كانتا في محيط «حانيت» شخصتا الصاروخين بوصفها طائرتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي، وفي وقت لاحق أقر قائد سلاح البحرية، الجنرال دافيد بن بعشات، بأنه حتى لو كانت المنظومات الرادارية لـ«حانيت» في وضعية تشغيل، لتعاملت مع الصاروخ المتوجه نحوها على أنه طائرة صديقة، وبالتالي لم يكن ذلك ليمنع تعرّضها للإصابة به. النشاط الإلكتروني الضخم والمتداخل لأجهزة الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة من جهة، واستبعاد حيازة المقاومة صواريخ بر بحر من جهة أخرى، كانا قد دفعا الجيش إلى عدم تخصيص مسارات جوية محددة ومنفصلة للطائرات الصديقة تمنع حصول التباس في تشخيص الأجسام الطائرة غير الصديقة.
حلق الصاروخان، من دون أي اعتراض، نحو الهدف. أخطأ أحدهما البارجة، فأكمل طريقه باحثاً عن هدف آخر، عثر عليه في سفينة ترفع العلم الكمبودي كانت تمخر عباب البحر على مسافة 35 ميلاً. أما الصاروخ الثاني فانقض على «حانيت».
يمتاز الصاعق التفجيري لصاروخ C-802 بآلية تشغيل تتألف من مرحلتين، يقوم، بموجبها، الاصطدام الأولي للصاروخ، الذي يفترض أن يكون ببدن السفينة الخارجي، بتجهيز الصاعق للانفجار الأساسي بعد ثوان حيث يفترض أن يكون قد اخترق البدن لينفجر في بطن السفينة.
تدخل القدر لينقذ «حانيت»، وطاقمها المؤلف من 80 بحاراً، من الغرق المحتم. فقد أصاب الصاروخ المقطع الخلفي من جسمها، البالغ طوله 85 متراً، حيث كانت مروحية عسكرية تركن في المهبط المعد لها على ظهر السفينة. نقطة الاصطدام الأولى كانت رافعة موجودة على طرف المهبط، انفجر بعدها الصاروخ على سطح المركب، لا داخله، ما أدى إلى أن يتبدّد الانفجار في مساحة مفتوحة، فاقداً جزءاً كبيراً من فاعليته وقوته.
الصدمة
ساد الضياع أفراد الطاقم الذين لم يدركوا أن الانفجار ناجم عن صاروخٍ معادٍ إلا بعد دقائق، واستمر الارتباك حتى بعد إدراكهم لذلك. اندلع حريق كبير في منطقة الانفجار زادت في تأججه براميل الوقود الخاص بالمروحية التي كانت موجودة في المكان. سارع العشرات من أفراد الطاقم للشروع في عملية الإطفاء، إلا أنهم اكتشفوا أن مفاتيح الخزانة الخاصة بتجهيزات الإطفاء في السفينة لم تكن في مكانها، وهكذا واصلت النيران اشتعالها، على مرأى البحارة المصدومين، لفترة طويلة إلى أن استنفدت نفسها وانطفأت ذاتياً. صدمة الطاقم لم تقف عند حدود العجز عن إطفاء الحريق، بل حالت أيضاً دون القيام بأمور بديهية كإبعاد براميل الوقود وقطع التيار الكهربائي عن منطقة الحدث.
في هذه الأثناء، وفيما كان السيد نصر الله يعلن إصابة البارجة، كان رئيس الأركان، دان حالوتس، يعقد مؤتمراً صحافياً يشرح فيه «إنجازات» الحرب وأهدافها وأفقها. عدوى الاستخفاف بالعدو لم تكن حكراً على طاقم البارجة، ومن ورائه الاستخبارات البحرية. فقد بدا في الأيام الأولى من الحرب أنها كانت أشبه بوباء أصاب كل إسرائيل، بدءاً بالقيادة مروراً بالمراقبين وصولاً إلى جمهور منح حكومته دعماً غير مسبوق في حربها. رد الفعل الأولي على إعلان السيد نصر الله صدر عن المعلقين الذي كانوا يملأون الاستديوهات في تلك اللحظة. استبعد هؤلاء الأمر كلياً، معتبرين إياه حرباً نفسية يمارسها نصر الله. وما لبثت مصادر الجيش أن نفت النبأ كلياً، قبل أن تعود وتقر بإصابة قطعة بحرية، عامدة إلى التقليل إلى الحد الأدنى من أهمية الإصابة، وكأن الأمر عارض لا يستأهل التوقف عنده.
الواقع أن هؤلاء لم يعلموا في تلك الأثناء حقيقة ما حصل، وخاصة أن التقرير الأولي الذي ورد عن إصابة البارجة ورد بعد أكثر من نصف ساعة على الإصابة إلى الجهات المعنية.
بعد أكثر من ساعتين على الاحتراق المتواصل، بدأ أفراد الطاقم بتفقد أنفسهم. عُثر بعد وقت قصير على جثة أحد الجنود التابعين للاستخبارات البحرية، ممن كانوا على ظهر البارجة ضمن المهمة الحربية التي انطلقت لتنفذها. إلا أن التعداد أظهر فقدان ثلاثة آخرين، واحد آخر من الاستخبارات، واثنين تابعين لسلاح الجو من الفريق الموجود على متن البارجة لقيادة المروحية. بقي الثلاثة في عداد المفقودين إلى اليوم التالي، واستدعيت إلى المكان فرق من الغواصين الكوماندوس إضافة إلى وحدة إنقاذ خاصة تابعة لسلاح الجو. استمرت عملية البحث ساعات طويلة، قبل أن يتم العثور على أجزاء من جثث الجنود الثلاثة تم تجميعها ليتأكد بعد ذلك موتهم.
بقيت «حانيت» طوال الليل تنزف أمام الشواطئ اللبناني. لاحقاً سيعتبر معلقون إسرائيليون أن من حسن الحظ أن المقاومة لم تطلق صواريخ إضافية باتجاه البارجة المكشوفة وقوات الإنقاذ العاملة في محيطها، وإلا كانت نتيجة ذلك أفضت إلى كارثة.
في اليوم التالي، قام سلاح الجو الاسرائيلي بعملية إغارة على كل الهوائيات التابعة للجيش اللبناني، كان العدو مقتنعاً بأن أجهزة رادار هي التي قدمت المساعدة على إصابة البارجة، ثم سهر اللبنانيون، بعد ساعات، على حفلة جنون من الالعاب النارية الاسرائيلية التي استهدفت طوال ثلاثين دقيقة متواصلة ميناء الاوزاعي وبعض التلال المشرفة على البحر من هناك.
عند صباح اليوم التالي، وبعد أن تم جر البارجة المتفحمة بعيداً عن المياه اللبنانية، تقرر أن تبحر بنفسها، بما تبقى من قدرتها على القيام بذلك، باتجاه ميناء أسدود جنوب فلسطين المحتلة، نظراً لكون ميناء حيفا، حيث القاعدة الرئيسة لسلاح البحرية، قد وضع ضمن المدى الصاروخي للمقاومة، ولذلك تم إخلاؤه كلياً. أراد سلاح البحرية أن يظهر من خلال ذلك أن حزب الله لم يتمكن من إخضاع «سفينة العلم» في أسطوله، رغم أن كلفة الأضرار التي لحقت بها تجاوزت أربعين مليون دولار، أي أكثر من ربع ثمنها، ورغم أن رحلتها هذه ستكون الأخيرة حتى نحو عام من حينه!
لوّح له مساعده... فأعلن الخبر!
كان مقرّراً أن يتوجّه السيّد حسن نصر الله الى الجمهور بكلمة عند الرابعة من بعد ظهر ذلك اليوم، وأن يقول فيها كلاماً يتضمن إعلامنا بمفاجأة من العيار الثقيل.
كانت قيادة المقاومة تجد في ضربة من هذا النوع ما هو أكثر من مفاجأة بالنسبة إلى إسرائيل أو بالنسبة إلى الجمهور المتابع. لكن الأسباب اللوجستية والتقنية أخّرت موعد الكلمة حتى الساعة الثامنة مساءً.
عندما تقرّر أن يخاطب الجمهور من خلال قناة المنار وبواسطة اتصال هاتفي، كان السيد نصر الله ينتظر إبلاغه بكل جديد عن مهمة الوحدة البحرية.
بعدما مرّ نصف الوقت، كان السيد نصر الله يتحدّث عبر الهاتف، عندما اقترب منه أحد معاونيه، ولوّح له بيده بأن المهمة نُفذّت.
فجأةً أدار السيد موجة الكلام باتجاه آخر، وانتقل مباشرةً الى الحديث عن مسلسل المفاجآت الذي كان أوله ضرب البارجة.
كان يجب في ذلك الوقت الاستماع لا الى رد فعل الجمهور الذي قصد البحر او الأماكن العالية للمشاهدة، بل مراقبة رد فعل المقاومين على الخطوط الأمامية الذين كانوا يستمعون الى قائدهم وهو يعلن أولى مفاجآته.
C ــ 802 وساعر ــ 5
تتمتّع «حانيت ـــــ ساعر 5» إلى جانب قيمتها المادية بالعديد من المزايا لجهة نوعية السلاح والأعتدة المزودة بها. فهي لا تحمل على متنها فقط أسلحة معروفة، بل أهم التقنيات الحربية التي تجعل منها الأولى في حداثتها على الصعيد الإسرائيلي، وبين أحدث السفن الحربية في العالم.
وتحمل «حانيت» على ظهرها مروحية، ولديها قدرة تعامل مع قوات برية، فضلاً عن مضادات للطائرات وصواريخ ضد الغواصات. وتمتلك السفينة قدرة هائلة على البقاء وقتاً طويلاً في عرض البحر. كذلك تحمل البارجة منظومات تكنولوجية وتسليحية هي الأكثر تقدماً والأغلى ثمناً، وبعضها تحظر «إسرائيل» مجرد ذكر اسمه في وسائلها الإعلامية. وتمنح منظومات التسليح الظاهرة للسفينة أفضليات لم يسبق لها مثيل في المعارك البحرية.
وتحمل السفينة منظومة «بريري ماسكر» التي تتيح تشغيل محركات السفينة من دون ضوضاء أو ذبذبات حركة، ما يجعل من الصعب اكتشافها. كذلك تملك السفينة منظومة لتبريد الغازات المنبعثة منها ومواد لامتصاص الموجات الرادارية. وتستطيع السفينة البقاء في البحر 20 يوماً من دون الوصول إلى المرافئ.
تبلغ سرعة «حانيت» 33 عقدة بطوربينات الغاز، و20 عقدة بمحركات الديزل. كما يبلغ مدى إبحارها 3500 ميل بمتوسط سرعة 17 عقدة. وتحمل على ظهرها ثمانية صواريخ هاربون بحرية من صناعة أميركية، الموجهة رادارياً لمسافات بعيدة، ورأساً حربياً بزنة 227 كيلوغراماً. كما تحمل صواريخ ضد الطائرات يمكن توجيهها أيضاً ضد الصواريخ. وفي السفينة صواريخ إسرائيلية من طراز «باراك» القادر على تدمير الصواريخ المهاجمة والتعامل مع أهداف جوية مختلفة كالطائرات والطائرات الصغيرة من دون طيار. وصاروخ «باراك» يمكن إطلاقه بشكل عمودي، الأمر الذي يتيح له التصدّي لأي هدف من أي موضع على محيط 360
درجة.
تتميز البارجة الإسرائيلية أكثر من أي شيء آخر، بقدرتها على الحرب الإلكترونية من خلال منظومات الدفاع السلبية (للتشويش والإحباط) والإيجابية للتصدي والدفاع. ويضمّ طاقم البارجة المعهود 64 فرداً بينهم 16 ضابطاً، إضافة إلى طاقمين من سلاح الجو والاستخبارات.
أما C-802 فصاروخ صيني الصنع مضاد للسفن يعمل على أمداء متوسطة وموّجه بواسطة جهاز رادار ثنائي للإطلاق والإصابة، يطلق من وسائط مختلفة في الجو والبحر والبر. ويعدّ من أفضل الصواريخ في العالم، وهو قادر على تهديد معظم السفن الحربية ومن بينها حاملات الطائرات الأميركية. إنّه النسخة المعدّلة والمتطورة لصاروخ يو جي 8 الصيني القديم، المضاد للسفن.
جرى تزويد الصاروخ بأجهزة خاصة للتشويش تمكّنه من الإفلات من الصواريخ المعترضة بنسبة 98 في المئة، كما تقدّر مراكز البحث العسكرية. وهو صاروخ يمكن إطلاقه من الطائرات والسفن والغوّاصات والعربات والقواعد الثابتة على البر. ويعدّ من أفضل وأهمّ الصواريخ الصينية والعالمية المعترضة والمضادة للسفن.
يعمل صاروخ سي 802 بنظام دفع توربيني على مادة «البارافين» النفطية. يبلغ طوله 6.39 متراً، وقطره 0.36 متراً، وهو صاروخ يلامس سرعة الصوت بقياس 0.9 ماك، ويزن 715 كيلو غراماً فيما يبلغ مداه 120 كيلو متراً (بعدما كان يصل في الطراز القديم الى 40 كيلو متراً)، ويحمل رأساً متفجّراً يزن 165 كيلو غراماً (مئة كيلو غرام في الطراز القديم)، ويرتفع الصاروخ خلال طيرانه ما بين 20 و30 متراً لكنه يطوف قبل هجومه على الهدف على سطح المياه بارتفاع ما بين خمسة الى سبعة أمتار.
لبنانيون يحتفلون بذكرى تدمير البارجة الإسرائيلية يوم السبت الفائت (مروان طحطح)
تعليقات: