بلديات حاصبيا ومرجعيون تبحث عن الجهات المانحة لإقامة معامل فرز للنفايات

رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري ورئيس بلدية الفرديس الأستاذ أنيس سليقا
رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري ورئيس بلدية الفرديس الأستاذ أنيس سليقا


مرجعيون:

تمتاز مناطق العرقوب وحاصبيا ومرجعيون ببيئة تكاد تكون مثالية مقارنة بغيرها من المناطق اللبنانية والتلوث بعيد عنها إذا ما قيست بغيرها، والسبب يعود في ذلك الى اتساع مساحتها الجغرافية وقلة عدد القاطنين فيها، والأراضي الجبلية والحرجية والزراعية التي تساهم في تنقية المناخ، كذلك شبه غياب للمؤسسات الصناعية الكبيرة التي تساهم بشكل أو بآخر في التلوث البيئي ، فيما هناك مكبات نفايات على اطراف القرى والبلدات وكميات كبيرة من النفايات في مجاري الأنهر وقرب الينابيع في المنطقة من غير معرفة مصدرها ومحاسبته، وأيضا ندرة حاويات ومستوعبات النفايات داخل العديد من البلدات وطرقها الفرعية.

وعلى الرغم من ان البلديات تتبع جميع الإرشادات المطلوبة وضمن الإمكانات المتوافرة، لجهة جمع النفايات ونقلها الى مناطق نائية وبعيدة من الأماكن السكنية وحرقها بطريقة تخفف من حدة التلوث والروائح الكريهة التي تنبعث منها قبل أو أثناء حرقها، إلا ان ذلك لا يمنع تأثر بعض الأماكن السكنية من انبعاث الروائح والحرائق والتلوث الذي ينجم عنها، وعادة ما يكون الضرر البيئي والصحي سببه مكبات لا علاقة للمتضررين بها، ما حدا العديد من البلديات والأهالي على السواء على رفع الصوت عاليا مطالبين الجهات الرسمية وغير الرسمية للمساعدة في إيجاد حل جذري لتلك المكبات عبر إقامة معامل لمعالجة النفايات والتي تعتبر الطريقة الأفضل والأمثل للتخلص من النفايات والتي تساهم ايضاً بإيجاد فرص عمل للعديد من ابنائها.

وما زال هناك العديد من المكبات التي تشكل مصدرا للتلوث البيئي والصحي على المواطنين وأسوؤها تلك التي تقع في مناطق، صحيح انها نائية، لكنها مرتفعة ومواجهة لعدد من القرى والبلدات فيتحول الهواء الى ناقل لدخان حرق تلك المكبات وللروائح الكريهة المنبعثة منها، ما يسبب أمراضا صدرية خاصة لدى الأطفال.

فمكب كفرتبنيت، الواقع على كتف نهر الليطاني، التابع لبلدات محافظة النبطية تشكل الروائح المنبعثة منه ودخانه عامل قلق لسكان عدد من القرى المواجهة مثل برج الملوك والقليعة ومرجعيون وغيرها في قضاء مرجعيون اضافة الى ما تسببه تلك النفايات من تلوث لمجرى نهر الليطاني.

ونفذ عدد من اهالي بلدات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وارنون اعتصاما امام مكب النفايات في كفرتبنيت، قبل ايام، استنكارا للدخان المتصاعد منه والذي يغطي سماء المنطقة، وللمطالبة باقفال المكب الذي بات يشكل خطرا على السكان.

ومكبات النفايات في عدد من قرى حاصبيا، والأضرار التي تسببها على الطبيعة والبيئة والصحة هي ذاتها، وقيام البعض برمي النفايات على اختلافها في مجاري الأنهر والينابيع موضوع شكوى مزمنة.

والصوت يبقى مرتفعا من الأهالي والبلديات والإتحادات والمهتمين لإيجاد الحل الجذري لتلك المشكلة البيئية والصحية، عسى تتحرك الجهات المعنية والمانحة لإنشاء معامل لمعالجة النفايات كونها الحل الأفضل والأمثل.

اتحاد بلديات جبل عامل

ويؤكد رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين ان موضوع معالجة النفايات والتخلص منها بطريقة علمية حديثة هي من اولويات البلديات والإتحاد "حيث تم انشاء معملين لفرز النفايات في كل من بلدتي الطيبة وقبريخا يقدمان الخدمة للقرى المجاورة، إلا ان كلفة التشغيل مرتفعة، والإتحاد عمل على تشغيل هذين المعملين وتطويرهما بدعم من منظمات دولية بسبب الكلفة المرتفعة لهما".

اضاف:" الأولوية من اموال مشروع التنمية الذي تقدمه وزارة الداخلية والبلديات، للبلديات والإتحادات البلدية هو لتطوير المعامل وتحسينها، بما يتناسب مع رفع التلوث والأذى حفاظا على البيئة والصحة العامة، ونؤكد على استمرار التواصل مع الجهات المانحة لتطوير هذا القطاع كون تلك الأموال غير كافية".

ويثمن الزين "الخطوات المهمة التي قام بها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آرت غولد وغيره من الجهات المانحة في سبيل التخلص من النفايات ومعالجتها"، متمنيا "استمرار التواصل والعمل مع هذه الجهات من أجل تأمين اكبر عدد من معامل فرز النفايات ومعالجتها للتخلص بشكل نهائي من مشكلة النفايات".

اتحاد بلديات العرقوب

من جهته يقول رئيس اتحاد بلديات العرقوب محمد صعب :"ان الإتحاد والبلديات على السواء يعتبرون ان التخلص من النفايات بإنشاء معامل لفرزها من الأولويات ويسعون مع الجهات المختصة والمانحة لإقامة معمل يستوعب نفايات اكبر عدد من قرى وبلدات ليس الإتحاد فحسب إنما منطقة حاصبيا عامة، لما في ذلك من حل جذري لهذه المشكلة المزمنة، اضافة الى ان هذه المعامل تساهم في خلق فرص عمل للكثيرين من أبناء المنطقة".

قائمقام حاصبيا

ويبشر قائمقام حاصبيا وليد الغفير الى ان "البلديات تعتمد طرق الحفر والحرق والطمر للتخلص من النفايات المنزلية لكن العملية ما زالت دون المستوى المطلوب خاصة وانه لا يوجد مكب صالح فعليا لعملية الطمر تلك، الموضوع شائك ولكن سنسعى لحل جذري لهذه المشكلة من خلال إيجاد مكان لعمليات فرز النفايات والتخلص منها بالطرق العلمية والصحية والقانونية حماية للبيئة، لذلك نحن نحض البلديات لوضع دراسة مفصلة وجامعة لأكبر عدد من بلديات القضاء لتقديمه الى الجهات المانحة بالتنسيق مع الجهات المختصة لإقامة معامل لفرز النفايات في هذا القضاء".

تعليقات: