ثمار التفاح في حوض الحاصباني بعد تساقطها على أُمها
بساتين التفاح في حوض الحاصباني نالت نصيبها من الحرّ والأدوية المغشوشة
فتساقطت قبل أن يحين قطافها··· وضاع الموسم..
حاصبيا:
تعتبر زراعة التفاح من الزراعات التقليدية المهمة في منطقة حاصبيا وتشكل مورداً رئيسياً في معيشة شريحة لا بأس بها من المجتمع الحاصباني كونها لا تقل أهمية عن الزراعات الأساسية التي تشتهر بها هذه المنطقة مثل زراعة الزيتون والتين والكرمة وغيرها من الزراعات الجبلية البعلية إلا أن هذه الزراعة وعلى الرغم من أهميتها فقد نالت نصيبها هذا الموسم من الاضرار التي لحقت بآلاف الأشجار من بساتين التفاح المنتشرة في حوض الحاصباني وباقي قرى وبلدات المنطقة جراء موجات الحر التي صبت لهيبها على ثمارها أن يحين موعد قطافها، وان الأدوية المغشوشة التي كانت قد حذرت من استخدامها وزارة الزراعة قد فعلت فعلها وساهمت إلى حد كبير في حجم الأضرار التي لحقت بالمزارعين وتسببت بالقضاء على ثلثي مواسمهم جراء استخدامهم مثل هذه الأدوية المغشوشة دون أن يدروا في ظل غياب تام للجهات المعنية وخاصة من قبل وزارة الزراعة من جهة حد لهذا الفلتان من قبل مستوردي الأدوية من الخارج وبيعها للمزارعين·
الحمرا:
ويصف المزارع جميل الحمرا من حاصبيا حال مزراعي التفاح هذا الموسم بالكارثية نظراً للخسائر الجسيمة التي لحقت ببساتينهم في حوض الحاصباني وبخاصة بساتين التفاح نتيجة الضربة الموجعة التي تلقوها معتبراً أن تعب المزارعين وما دفعوه ثمن أدوية قد ذهب سدى وخسروا الموسم الذي انتظروه عاماً كاملاً·
الحمرا ناشد المعنيين النظر بأمرهم وخاصة وزارة الزراعة التي عليها تقع مسؤولية ما لحق بالمزارعين لعدم إرشادهم وتحذيرهم من مغبة هذه الكارثة لإتخاذ سبل الوقاية للتخفيف من اضرارها مشدداً على ضرورة التعويض على هؤلاء المزارعين كي يتمكنوا من الصمود والتشبت بأرضهم منعاً للهجرة القسرية بإتجاه المدينة بحثاً عن لقمة العيش·
عطوي: أما المزارع أبو هشام عطوي من بلدة شبعا فقد وصف الوضع بالمزري نتيجة الضربة التي تلقاها مزارعو التفاح هذا الموسم وقال عطوي شأني شأن بقية المزارعين في هذه البلدة لقد خسرنا أكثر من ثلثي الموسم حتى الآن والحبل على الجرار حيث أن ما تبقى من ثمار على أشجار التفاح ما زال يتساقط الحبة تلو الأخرى على الرغم من كل الشعب والعناية التي نبذلها يومياً في محاولة منا التعويض بعض الشيء عما خسرناه·
عطوري إنتقد تقصير وزارة الزراعة تجاه مزارعي هذه المنطقة وقال إذا كانت الوزارة عاجزة عن مكافحة العوامل الطبيعية فأقله عليها حماية المزارعين من الأدوية المغشوشة التي زادت في الطين بلة ورفعت من حجم الأضرار حيث أن تحذير وزارة الزراعة للمزارعين بعدم استخدام مثل هذه الأدوية جاء متأخراً·
حديفة: بدوره المزارع جميل حديفة أسف للحالة المزرية التي وصل إليها مزارعو التفاح في هذه المنطقة نتيجة الخسائر التي لحقت بهم هذا الموسم الذي جاء عكس ما كان متوقعاً ويضيف حديفة: فإلى جانب الخسارة التي لحقت بموسمنا هذا العام هناك مصاريف كبيرة تكبدناها على مدى عام كامل بدأت مع التقليم والحراثة ورش المبيدات للأرض ثم رش الأدوية للأشجار ومن ثم للثمار كل هذه المصاريف استهلكت جيوبنا وبددت أحلامنا وأوقعتنا في عجز لا يمكننا الخروج منه دون مساعدة الدولة من خلال ايفاد متخصصين وإجراء مسح ميداني لتقرير قيمة الأضرار التي لحقت بالمزارعين والتعويض عليهم أسوة بالزراعات الأخرى في باقي المناطق·
زلوم: من جهته المزارع فواز زلوم قال: إن موسم التفاح هذا العام خفيف جداً بحيث لم ينطبق حساب الحقل على حساب البيدر والمزارعون خسروا أكثر من ثلثي الموسم نتيجة موجة الحر التي ضربت المنطقة قبل أسابيع وكذلك بسبب الأدوية المغشوشة والتي تحوّلت من دواء إلى داء قضى على ما تبقى من ثمار التفاح·
زلوم تمنى لو أن وزارة الزراعة تنبهت لهذه المشكلة مبكراً وحذرت المزارعين من مغبة إستخدام الأدوية المغشوشة ومن إتخاذ سبل الوقاية لأشجار التفاح من موجهة الحر التي ضربتها قبل وقوع الكارثة آملاً من الحكومة التعويض على المزارعين لأنه لا يجوز أن يبقى المزارع دائماً هو الضحية·
تفاح الحاصباني ضحية المبيدات الفاسدة وموجة الحرارة
أشجار التفاح تلفظ ثمارها المريضة
طارق ابو حمدان
الحاصباني :
خسر مزارعو تفاح حوض الحاصباني أكثر من نصف موسمهم هذا العام بسبب الأدوية الزراعية المغشوشة والفاسدة التي استعملوها لمكافحة الأمراض والسوس في بساتينهم. كما أن حرارة الطقس المرتفعة استثنائيا خلال الصيف، ساهمت في ضرب أشجار التفاح التي تساقطت ثمارها وتيبّس بعضها.
ويشبّه مزارعو التفاح ما أصاب بساتينهم بكارثة كبدتهم خسائر كبيرة يعجزون عن تجاوزها، مؤكّدين أن ما تبقّى من الموسم يكاد لا يغطي قسما من أتعابهم ومصاريفهم في الحراثة والريّ بالإضافة إلى ثمن الأدوية التي استعملوها، والتي تبين لاحقا أن أكثرها كان فاسدا بشهادة وزارة الزراعة.
يقدّر المزارع جميل الحمرا خسارته للموسم الحالي بألف صندوق تفّاح شارحا أن أقلّ من ربع الموسم فقط نجا من التلف.
أما المفارقة فتكمن في أنّه عندما بدأت الثمار تتساقط أرضا «بشكل لم نشهد له مثيلا من قبل» حاول المزارعون إنقاذ ما أمكن عبر ... «تكثيف رش المبيدات» والتي تبيّن لاحقا أنها فاسدة وأنها السبب الرئيسي للتلف الذي تفاقم مع استخدامها المضاعف.
يضاف إلى ذلك لهيب الصيف الذي يؤكّد الحمرا «أننا نعجز منفردين عن تجاوز نتائجه، مشددا على جودة التفاح الحاصباني معتبرا أنه «الأكثر جودة في لبنان» .
ويقدّر الحمرا إنتاج حوض الحاصباني من التفاح بنحو عشرين ألف صندوق معتبرا أن «ما تبقّى منه لا يتجاوز ربع أو ثلث الكمية، والمشكلة تجاوزت مسألة الثمار المتساقطة إلى تيبّس بذور الكثير من الأشجار، في حين ذبلت أخرى، وقد بدأنا فعلا باقتلاع وتحطيب مئات الأشجار التي سنستغلها للتدفئة في الشتاء».
أما المزارع فايز بدوي فيشرح أنه «تبيّن لنا مع بداية الموسم أن مكافحة السوس ومرض رمد التفاح لم تكن ناجعة، فلجأنا إلى تكثيف عملية الرش، حتى صارت تتّم مرة كل خمسة أو سبعة أيّام، بدلا من كل عشرة أيّام كما هو المتبع، إلا أننا لم نلق النتيجة المرجوة، واستمر تساقط الثمار».
يضيف أن المزارعين قرروا، بناء على ذلك، تغيير مصادر شراء الأدوية فقصدوا أكثر من تاجر وغيروا أنواع الأدوية، لكن فعاليتها كانت محدودة جدا، موضحا أنهم لم يخبروا وضعا مماثلا منذ سنوات طويلة.
ويؤكّد بدوي أن النتيجة كانت «خسارة معظم الموسم بالإضافة إلى خسارة الأشجار التي يبدو أنها هي أيضا في طريقها إلى التيبّس بعدما بدت عليها معالم الذبول».
من جهته، يحمّل الشيخ شميس الحمرا تبدل الأحوال الجوية مسؤولية ما أصاب بساتين التفاح شارحا أن «الطقس الحار لم تشهده المنطقة منذ عهود، وشجرة التفاح تأثرت به سلبا كما بقيّة المزروعات، فجاءت موجة تساقط الثمار بصورة غير عادية والتي يصعب على المزارع مواجهتها منفردا».
ويشير رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في عين قنيا وشويا فايز خفاجة إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدها مزارعو التفاح هذا العام، معتبرا أنه يتعيّن على الدولة ان تتحمل جانبا من المسؤولية «فالمزارع عمل وحيدا متكلا على خبرته في مواجهة الأمراض التي ضربت موسمه، في ظل غياب شبه تام للجهات المعنية فلا توجيه ولا إرشاد زراعيا ولا متابعة».
يضيف خفاجة «لقد شاهدنا عبر الشاشات تقارير حول أدوية زراعية فاسدة في متاجر وداخل مخازن، وتابعنا ملاحقة معالي وزير الزراعة للملف الذي يعني الزراعة في كل لبنان. لكن في هذه المناطق النائية، لم تكن هناك أي مبادرة للكشف عما إذا كانت المبيدات والأدوية فاسدة أم لا. ولا يمكن للمزارع تأكيد أو نفي الأمر، لكن النتيجة في البساتين أكّدت أن هناك خللا في الأدوية والمبيدات التي استعملت هذا العام.
وبالمناسبة، عقد مزارعو التفاح في المنطقة اجتماعا خصص للبحث في القضية موجّهين نداء إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة، طالبين مد يد المساعدة عبر مقاضاة تجار الأدوية الزراعية الفاسدة من مستوردين وموزعين، ودفع قيمة أضرارهم، في ظل «الوضع المعيشي الصعب والضائقة المالية التي يتخبطون بها».
تعليقات: