أهالي البلدة يدفنون شهداء آل الأخرس (بلدية عيترون)
تجاوز عدد شهداء عيترون الـ 54. في 16 تموز أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية مساء على منزل عائلة الأخرس فاستشهد 13 فرداً منها، وفجر الثامن عشر من تموز أغارت على منزل آل عواضة.
تستعيد أرملة الشهيد حسين عواضة تفاصيل ما حصل في تلك الليلة «بعد يوم واحد من المجزرة الأولى توقعت حصول المجزرة الثانية. تركنا منزلنا متجهين إلى منزل أقربائنا في وسط البلدة، الذي كان كبيراً ويعجّ بالأهالي. ليلة المجزرة أدخلت أولادي إلى إحدى الغرف ونمنا جميعاً فيها بعدما تلوت الدعاء في الغرفة المجاورة على مسمع من شقيقة زوجي الشهيدة جميلة عواضة».
أفاق طفلها حسين (3 سنوات) وطلب منها السماح له بالذهاب الى الحمام فرفضت خوفاً عليه من القصف، لكن الموت كان قادماً اليه. فبعد منتصف ليل 17/ 18 تموز بنصف ساعة فقط «وجدنا أنفسنا فجأة تحت الركام، لا أحد يعلم شيئاً عن الآخر، الأتربة والحجارة تردم أجسادنا ورؤوسنا، حتى انقطع الهواء، وبدأنا نختنق، لكن المسعفين من الأهالي استدركونا».
سقط في مجزرة آل عواضة تسعة شهداء، هم حسن عواضة وابنه حسين، وأخته جميلة، وموسى نايف عواضة وأولاده الخمسة، عبير وعلي ومحمد ومريم وحسن. يتذكر من نجا من الاطفال ما حصل تلك الليلة، يقول علي ابن الأربع سنوات، «ضغط القصف طيّرني من غرفة إخوتي إلى الغرفة المجاورة فأنقذني ذلك من الموت».
لكن علي ينتظر الحرب الجديدة ليذهب الى أخيه الأصغر حسين، لأنه يزوره دائماً في منامه «يلبس ثياباً جميلة ويعيش حياة أفضل من حياتنا». أما كاتيا التي ردمها الركام فتقول «دخل التراب الى فمي وجرحت رجلي جرحاً بليغاً وبقيت تحت الركام أكثر من ساعة، فشاهدت الموت بعيني». رغم ذلك، أكملت كاتيا عامها الدراسي جيداً وهي تخضع الآن للامتحان الرسمي في الصف التاسع الأساسي وتتوقع نتيجة جيدة. وتفضل جنى، الأخت الصغرى، عدم الكلام، فهي لا تريد أن تبكي أمها إذا تحدثت، وتكتفي بالقول لنا: «إذا وقعت الحرب ثانية فسنبقى هنا في منزلنا ولو وقع الموت علينا».
المشهد كان أكثر حزناً عندما شاهدت العائلة صور الأب والابن الشهيدين أثناء عملية نشلهما من مكان المجزرة على احدى شاشات التلفزة عند تصوير أغنية وطنية للمطرب ماجد المهندس. يومها، رأت الأم طفلها الشهيد لأول مرة منذ وقوع المجزرة «أريد نسخة عن هذا المشهد ولا أحد يلبّي طلبي، أريد أن أرى طفلي شهيــــــداً مرة ثانيــــــة لأقف بهذا المشهد أمام الله أنا والمجرمون القتلــــة».
أما ما يعزّ على أمّ علي فهو رؤية بلدها منقسماً «لأننا في أمسّ الحاجة إلى الوحدة».
تعليقات: