االوجوم يلوّن الوجوه, وقع خطى تتثاقل منه الأرض وتكرهه, دموع كاذبة شريكة, أيد قاتلة تحمل نعش القتيلة, هوذاك اختصار المشهد المأساة يوم ذبحت "هديل" ..
الربيع العشرون لم يكتمل, ذبلت زهوره حين قضت شريعة الموت تقديم قربان الندامة والطهور من الخطيئة.. حين تنافخ حماة الشرف زهواً وأكثروا طعناً في صدر البريئة !..
تنام عميقاً وإلى جانبها سكين غبيّ, وقطر من الأرجوانيّ النديّ يلامس خصيلات شعرٍ تداعبها نسيماتٌ حزينة ..
يتحلّق أهل الفرجة,عيون زجاجية, رقاب مشرئبة صلبة, تصفيق مومياوات فوق دماء الصبيّة!.
كانت روحها تسافر في البعيد, تحلّق في آفاق جميلة, تهيم كالفراشة فوق البراعم الطريّة, تتنشّق الفرح الحُرّ, تعانق الحبّ المجبول بصفاء الروح وطهرالجسد ..
.. قتلوها لأنّها رفضت قدراً سيق لها, لأنّها رسمت فارس أحلامها بأناملها لا بمخالبهم الجارحة ! لأنّها استمعت لخفق قلب سكبت فيه يد الله عطر المحبة , لأنّها عاشت بين وحوش يستعدون حتى التاء! ..
الرفض تدنيس لرجولتهم وجريمة لا تغتفر, وانحناء رؤوسهم لا يستقيم الا بالدّم المراق على جوانب الشرف الرفيع ..
زنابق يُقتلن في كهوف الظلام المخيفة, في حضرة القانون المتفرّج والمتواطئ, ألف هديل تقتل بالسكين المشحوذة ظلما, بالسنن المحشوّة أعراف الردة, بارتحال الرحمة من القلوب وجفاف الخير من النفوس!.
لروح هديل تصاغر الكلمات, لجفنيها المنسدلين استقالة القلم .. للشرف المنتحب على جثة العروس اعتصار السحاب .. أنين المطر!..
الشيخ محمد أسعد قانصو
Ch.m.kanso@hotmail.com
تعليقات: