الشاب عبد عويد في المستشفى أمس
حياته لا تعني «الاونروا» أو «منظمة التحرير».. فمن يهتم؟...
صيدا:
نقل الشاب الفلسطيني عبد طلال عويد (20عاماً) إلى «مركز لبيب الطبي» في صيدا وهو في حالة صحية حرجة جدا أمس إثر سقوطه من على شرفة منزله في الطابق الرابع في طلعة المية ومية، ما أدى إلى إصابته بكسور في أنحاء جسده كافة، بما فيه العنق، فحصلت عائلته على مساعدة من الأونروا لم تتخط الثلاثة آلاف دولار بينما تصل كلفة العمليات الجراحية التي يحتاجها فوراً إلى ما قد يصل إلى خمسين الف دولار. وتأتي أزمة عويد لتضع الملف الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان في الواجهة من جديد.
وانطلق سجال فلسطيني - فلسطيني من جهة، وفلسطيني أهلي مع «الاونروا» من جهة أخرى، حول الواقع الصحي للفلسطينيين في لبنان بعدما صار الفلسطيني يستجدي المحسنين والمتبرعين للمساعدة في إنقاذ حياته، في ظل تخلي مؤسساته الصحية في «الأونروا» ومنظمة التحرير الفلسطينية عن تأدية واجبهما، وتحمّلهما لجزء يسير جداً في أي فاتورة علاج. وما يزال عويد يرقد في «مركز لبيب الطبي» بعدما رفضت مستشفيات عدة استقباله لخطورة إصابته.
ويؤكد أقرباء عويد على أنه «سقط من الطابق الرابع مباشرة في حديقة جاره وهو في حالة السرنمة (يسير نائماً من دون وعي)، ما أدى إلى إصابته بكسور في رأسه ورقبته وقدميه ويديه وحوضه، وعدد من فقرات عموده الفقري. وأدخل الشاب العشريني إلى العناية المركزة، بذل أطباء مركز لبيب الطبي جهوداً مضنية لإنقاذ حياته وخضع لسلسلة من العمليات الجراحية وما زال يرقد في غرفة العناية المركزة».
ويؤكد طلال عويد، والد عبد، أن ابنه «يحتاج لجراحات عدة تكلّف مبالغ مالية طائلة لا نستطيع تحملها، تصل إلى عشرات آلاف الدولارات، مع العلم أننا حصلنا على مبلغ ثلاثة آلاف دولار فقط كمساعدات من منظمة التحرير، وعلى مبلغ مماثل من «الاونروا». وفي حين تجد العائلة نفسها عن تأمين بقية المبلغ المطلوب، يقول الوالد «إذا لم نؤمن الأموال اللازمة فلن نستطيع علاجه أبداً»، معتبراً أن «منظمة التحرير و«الاونروا» يتحملان المسؤولية بشكل مباشر عنا كشعب فلسطيني لاجئ، وتأمين مستلزماتنا كافة لحين عودتنا إلى وطننا الذي اقتلعنا منه فلسطين».
من جهته، استغرب قائد المقر العام لـ «منظمة التحرير الفلسطينية» و«حركة فتح» في لبنان اللواء منير المقدح إهمال وتقصير «منظمة التحرير الفلسطينية» و«الاونروا» تجاه عويد، مؤكداً أن «المنظمة» هي مرجعية الشعب الفلسطيني، وعليها تأمين الاحتياجات الاستشفائية والطبية والتعليمية كافة على أقل تقدير».
ولفت المقدح إلى أنه «لا يجوز أن تغطي «الاونروا» لمريض القلب المفتوح، على سبيل المثال، بدل السرير مئة ألف ليرة لبنانية لليلة الواحدة فقط، بينما تبلغ تكاليف العملية بين ثمانية وعشرة آلاف دولار كما انه من غير الجائز ان تقدم «منظمة التحرير» من ألف إلى ألف وخمسمئة دولار كمساعدة في مثل هذا النوع من العمليات»، معتبراً أن تصرف «الاونروا» والمنظمة يحوّل «أبناء شعبنا إلى متسوّلين على أبواب المؤسسات والجمعيات من أجل تأمين استشفائهم وطبابتهم».
من جهته، أشار مصدر في «الاونروا» إلى أنه «مهما بلغت المبالغ المتراكمة في المستشفى على المريض الفلسطيني، فإن الوكالة تغطي الاستشفاء لعشر ليال فقط، على أن سقف المطلوب لليلة الواحدة ثلاثمئة ألف ليرة لا أكثر». وفي حالة الشاب عويد، فقد «دفعت الأونروا مبلغ ثلاثة آلاف دولار»، وفق المصدر الذي رأى انه أما «إذا لم يتجاوز مكوث المريض في المستشفى عشرة أيام، فإن الأونروا لا تغطي أكثر من ثلاثين بالمئة من الفاتورة».
ويؤكد عضو «اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة» عدنان الرفاعي أن «العمليات الجراحية المطلوبة للشاب عويد قد تتجاوز كلفتها الخمسين ألف دولار، وهو يحتاج إلى البقاء في المستشفى لمدة شهرين على أقل تقدير».
ويتساءل أهل وأقرباء الشاب عويد، وهم يسارعون إلى لمّ التبرعات لإنقاذ حياة ابنهم، إن لم يكن إنقاذه يعني «المنظمة» أو «الأونروا».. فمن هو المعني؟
تعليقات: