«حمى إبل السقي» ممر خامس عالمي للطيور المهاجرة


"حمى إبل السقي" تحتاج الى لفتة "البيئة" و"الزراعة" لتبقى ممراً خامساً عالمياً للطيور المهاجرة..

ابل السقي ـ

إضافة الى تصنيفها قرية نموذجية، فإن ابل السقي تشتهر بمحميتها الحرجية التي تسمى "حمى ابل السقي"التي تشكل عالميا الممر الخامس للطيور المهاجرة من الشمال الى الجنوب وبالعكس، ومساحة حمى ابل السقي، التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 650 مترا، تزيد عن 450 دونما، وفي العام 2005 تم إنشاء غرفة لمراقبة الطيور وبركة لتجميع المياه، مساحتها 500 متر مربع، كي تكون موردا للطيور المهاجرة الا ان البركة تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال عدوان تموز 2006 ولم ترمم حتى اليوم.

في"حمى ابل السقي" اكثر من 8 آلاف شجرة من الصنوبر البري والمثمر والسرو والكينا وغيرها زرعت منذ 60 عاما تقريبا"، حسبما يؤكد مختار البلدة سليمان غبار، "فيما قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP) منذ خمس سنوات تقريبا بزراعة أكثر من 50 دونما بالصنوبر المثمر".

ويلاحظ من يعبر الطريق الرئيسي بين منطقتي حاصبيا ومرجعيون كيف تتجمع الطيور فوق هذه المناطق بأعداد هائلة في موسم الهجرة معتمدة في رحلتها على التيارات الهوائية فوق أودية المنطقة ونهري الحاصباني والليطاني اللذين يمران عبر هذا الوادي.

ومن الطيور التي ترتاح في الحمى خلال رحلتها الطويلة طيور اللقلق والباشق والعقاب والسمن والفري والبط والاوز وغيرها.

ويلفت غبار الى انه إضافة الى اهمية المحمية بيئيا وكمحطة للطيور المهاجرة، فهي ايضا منظر ومكان طبيعي للنشاطات الشبابية والزيارات العائلية ، مشيرا الى المدخول الذي يؤمنه بيع الصنوبر (بحدود عشرة ملايين ليرة سنويا)، ما حدا بالكثيرين الى الإهتمام بهذا الحمى "حيث تم إنشاء قاعة للإجتماعات وأخرى للمكتبة العامة بشكل يتلاءم مع الطبيعة المحيطة ما يحافظ على البيئة وتنوعها".

وبسبب عدم وجود مجلس بلدي، حيث كانت وزارة الزراعة قد وضعت الحمى تحت تصرف البلدية، يطالب غبار "الجهات المعنية والمهتمة القيام بما يلزم للمحافظة على هذه المحمية خاصة من الحرائق التي تتهدد لبنان وثروته الحرجية والطبيعية وإعادة ترميم البركة، كذلك تأمين الوسائل الكفيلة بمواجهة الحرائق التي قد تتعرض لها المحمية خاصة وان هناك الكثير من اليباس في الصنوبر الذي يحتاج الى التشحيل، كذلك هناك بعض الأمراض التي تصيب الصنوبر وتحتاج الى الأدوية اللازمة منعا لتفشيها في المحمية".

ويشير مختار البلدة سليمان الجدع الى "طرق داخلية في المحمية تسهيلا لمكافحة الحرائق في حال إشتعالها، وكانت الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل قد شقت، منذ ثلاث سنوات تقريبا، طريقا زراعيا في محيط المحمية بطول 1000 متر حماية للمحمية من الحرائق التي قد تحصل في محيطه وايضا لممارسة رياضة المشي في الطبيعة".

وفي ظل عدم وجود بلدية، يطالب جدع "بتشكيل لجنة اهلية من البلدة للوقوف على حاجات المحمية ومتطلباتها على ان توضع بتصرفها معدات لإطفاء الحرائق والأدوات اللازمة لمواجهة اي طارىء"، ويتمنى"ان يقوم مأمورو الأحراج بجولات دورية للمحمية ومراقبتها تجنبا لقيام اي كان بقطع الشجر خاصة ونحن على ابواب الشتاء".

"حمى ابل السقي" محمية قائمة بذاتها وقبلة لأنظار الطيور المهاجرة وكل ما تحتاجه كي تبقى اسم على مسمى، هو بعض الإهتمام من الجهات المعنية بيئيا وزراعيا لتبقى ملاذا للطيور البريةالمهاجرة والمقيمة.


تعليقات: