جائزة حمامة السلام لمؤسسة عامل والدكتور مهنا


خلال زيارته إلى مدينة خيرونا الإسبانية للمشاركة في حفل التكريم السنوي الذي تنظمه مؤسسة ليبربرس، تسلم الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل، ومنسق عام الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان جائزة ليبر برس 2010 التي منحت لمؤسسة عامل، تكريماً لإنجازاتها في مجال العمل الإنساني. وبالإضافة إلى الجائزة التي ترمز إلى حمامة السلام، تسلم مهنا من رئيس المؤسسة السيد كارلوس إي بروخا لوحة تذكارية تخلد ذكرى شهداء حرب تموز 2006 المدنيين، دُوّن عليها عبارة "لتبقى تضحياتكم وذكراكم خالدة للأبد"، موقّعة من مؤسسة ليبربرس، على أن توضع اللوحة عند نصب شهداء مجزرة الخيام، في بلدة الخيام اللبنانية الجنوبية.

يذكر أن الحفل أقيم في السابع من تشرين الأول 2010 في مبنى البرلمان في مدينة جيرونا الإسبانية (كاتالونيا)، بحضور رئيس البرلمان الكاتالوني السيد أنريك فيلار ورئيس بلدية المدينة السيدة أنّا برغان، كُرّمت خلاله كبار الشخصيات في مجالات الأدب والفن والصحافة والعمل الإنساني.

وقد ألقى رئيس جمعية ليبر برس السيد كارلوس إي بروخا كلمة أمام الحضو، حيا فيها دور مؤسسة عامل كجمعية مدنية تعمل في مختلف المناطق اللبنانية، ومع اللاجئين العراقيين والفلسطينيين والسودانيين، كما أطلع الحاضرين على الزيارة التي قام بها للجنوب اللبناني العام الماضي، والتي تعرف خلالها على مراكز مؤسسة عامل في الجنوب وعلى نشاطاتها الميدانية، بالإضافة إلى جولة على بلدة الخيام شملت المعتقل والمناطق المحررة بعد إنتصار العام 2000.

كما أشاد بروخا في كلمته بكامل مهنا، "الطبيب المناضل الذي أنشأ جمعية إجتماعية تنموية مدنية، قد تكون الأنجح بين مثيلاتها، وحافظ على إستمرارها ونجاحها بل وجاهد من أجل تطويرها طوال 30 عاماً. وهو الذي خيّر نفسه فإختار جهة الفقراء، عاملاً بصمت وملتزماً بخيار الإبتعاد عن السياسات المبتذلة والعمل من أجل خدمة الإنسان، بغض النظر عن خياراته السياسية والدينية والجغرافية، وهو رائد الحركة المدنية ودينميتها ومشروعها المتجدد ونموذجها على مستوى التضحية ونكران الذات".

بدوره، ألقى الدكتور مهنا كلمة، شكر فيها مؤسسة ليبر برس ورئيسها، بإسم جميع العاملين في مؤسسة عامل، ودعا إلى إستمرار التعاون بين مؤسسة عامل والمؤسسة الإسبانية لخدمة قضايا الشعوب المحقة، بل وإلى تعزيزه وترسيخه عبر إقتراح توأمة منطقة مرجعيون –حاصبيا اللبنانية وخيرونا الإسبانية.

...

فيما يلي النص الكامل لكلمة الدكتور كامل مهنا في حفل التكريم:

" يسرني أن أتواجد بينكم اليوم، هنا، في مدينة جيرون، مدينة الجسور -ليس الجسور العمرانية فحسب بل جسور التواصل بين الحضارات والثقافات، وذلك لإستلام جائزةٍ تمنحها مؤسسة ليبر برس بإسم الحرية وحماية الحقوق الأساسية لجميع الشعوب.

عزيزي كارلوس،

بعد زيارتكم إلى الجنوب اللبناني، برفقة حرمكم السيدة جويل، والتكريم الذي قدمتموه "للممرّضة التونسية" عبر الرواية التي تحكي قصة إستشهادها في العدوان الإسرائيلي على لبنان، في صيف 2006، والتي ترجمت إلى العربية و رافق توقيعها في بيروت، زيارة إلى منطقة مرجعيون لوضع لوحة تذكارية تكريماً لشهداء الحرب، نعتبر أنكم خطيتم الخطوات الأولى على طريق التواصل بين بلدينا، خطوات أقترح أن تكتمل وتتعزز عبر مبادرة للتوئمة بين بلدة جيرون الإسبانية، ومنطقة مرجعيون حاصبيا اللبنانية، التي تعتبر رمزاً للتعدد الثقافي الذي يتسم به لبنان، ورمزاً للصمود رغم الحرمان، آملاً أن يحظى هذا المطلب بمتابعة جدية، لأننا بتعاووننا يمكن أن نساهم باستثمار نتائج التبادل الثقافي بين هاتين البلدتين.

كما يسعدني، في هذه المناسبة، أن أقدم لكم لمحة عامة عن مؤسسة عامل التي تمارس نشاطها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، عبر ثلاثة وعشرين مركزاً يتوزعون على مختلف الأراضي اللبنانية بدون أي تمييز بين المناطق، وذلك بهدف تخفيف الفروقات الإجتماعية والسعي إلى تحسين وضع الفئات الأكثر تهميشاً، في سبيل إرساء ثقافة المواطنية في لبنان، وتحريره من رُبقة التعصب الطائفي التي يعيش فيها.

من خلال رؤية مبنية على شعار "التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر"، ومدعّمة بنظرية "الميمات الثلاث" (مبدأ، موقف، ممارسة)، نتطلع في مؤسسة عامل نحو بناء لبنانٍ مزدهر وديمقراطي، يعيش فيه كل اللبنانيين، مهما كانت إنتماءاتهم السياسية والمذهبية والدينية، وأوضاعهم الإجتماعية، في إنسجامٍ تام، يظلّلهم الشعور بالإنتماء والمواطنية التي تمارس في كل جوانب الحياة اليومية. نتطلع نحو بلدٍ يوفر لإبنائه حقوقهم الأساسية ، من صحة وتعليم وسكن لائق، نحو دولةٍ محكومة بسيادة القانون، يعيش المواطن في كنفه متمتعاً بكرامته وكافة حرياته.

في الختام، ندعوا شركائنا لتبني عملاً إنسانياً عماده الشراكة الحقيقية والصلبة، المبنية على أساس خدمة قضايا الشعوب العادلة، وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني، بعيداً عن المظاهر الإعلامية والإستثمار المادي للعمل الإنساني. كما ننادي بالعودة إلى شراكة حقيقية بين دول الشمال والجنوب، مبنية على أساس القيم الإنسانية والحقوق. كما نلتزم، إلى جانب زملائنا في مؤسسة ليبر برس، بالتعاون لبناء وتطوير المجتمعات الإنسانية.

وأخيراً، أجدد شكري وإمتناني لكم جميعا، وخصوصاً للسيد كارلوس إي بروخا وزوجته السيدة جويل."



تعليقات: