السيدة صباح أبو عباس رئيسة جمعية سيدات الخيام

عائلة واصدقاء ومحبي هاني عساف المحترمين

تسال عنك الأماكن فثمة مقعد شاغر هنا وهناك.. وهنالك ونادل يسأل عن من أعتاد ان يقرأ جريدته اليومية مع قهوته الصباحية في مقهى البريستول يتبادل معه حديثا قصيراً ووديا ليبدأ نهارك من بيروت الى الجبل الى الجنوب الى اي مكان لا يهم المكان أصلا فلم يكن عندك اشكالية المكان لانه كبر الوطن والدرب بلا حدود وهمك الأرض وشتلة الزيتون وثمة سائل من اهلنا عن اي قضية يتكلمون واي حل يترجون فلقد ذهب هذا المغوار الذي كان همنا همه فيسال المزارع كما يسال التلميذ من يحمل آلامنا وينير دربنا لتكبر آمالنا وطموحاتنا في وطن جميل أعددته لنا وجعلتنا نحلم وفجأة في زمن منسي في لحظة غفى فيها الزمن تسلل القدر منتظرا كبوة من عقل تتوالد فيه الأفكار كالبركان وفي زمن تدفن فيه الطاقات الكبار اصبحت رمزا صرت حدثا كما كنت دائما اصبحت ماضيا حاضرا ومستقبلا معا وعندما اردت ان اكتب في تكريم هاني عساف اصبحت الكلمات تتسابق امامي وتتداخل الاحداث فمن أين ابدا فالمسيرة طويلة والمحطات كثيرة ولا شك ان معظمكم قد رافقه كل في زمن معين يستطيع ان يكتب فيها مجلدات ومجلدات وانت تستحقها.

هل أبدأ من الخيام وهي وجعك الأول او من همك الكبير لبنان أو من حلمك بوطن يكون فيه المواطن انساناً, ودولة تحمي حق الفقير التي ناضلت في سبيله ولاجله من اين ابدا من البدايات منذ تصديت بجسدك للظلم والقمع على ايدي السلطة وثكنة مرجعيون تشهد وكل لبنان يشهد لاعتصامك واضرابك عن الطعام حينها للفت الانظار الى التمايزات الطبقية والطائفية والمناطقية . لمقاومتك العدو الاسرائيلي بحشد الطاقات والتعبئة الفكرية والوطنية في لتصبح الخيام كلها مقاومة وجبهة ممانعة للمحتل وقلة من الناس الذين يعرفون ان هاني عساف كان وراءمعظم العمليات التي كانت تهاجم العدووعملائه في الخيام المحتلة لان الارض التي تنبت رجالا تشبه هاني عشاف يعز عليهم ان يروا ارضهم تدنس وبيوتهم تسلب وتحرق!

وكان هذا حال بيتك الذي كان أول بيت تعرض للتدمير على ايدي العملاء وللمفارقة وللاسف كانت هذه تهمتك ( الوطنية) والصلابة في موقف حق وحدتك هذا لانك كنت تملك صفات القيادة وكنت رائدافي العمل الوطني , تحمل قضيتك وتمشي قدما ولا تتساهل ابدا مع المترددين او الانتهازيين فبقدر التزامك وتفانيك يكون حكمك قاسيا مع نفسك قبل اللآخرين فما هادنت يوما او ساومت على قضية تؤمن بها ابتداءا من نضالك الطلابي الذي ادى الى انتزاع الأعتراف بالأتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية التي شكلت فيما بعد نواة للشباب المثقف وجمع اللبنانيين من كل ارجاء الوطن وانخراط قوى جديدة في الحياة السياسية الى نضالك في الحزب الشيوعي وداخل الحزب الى النجدة الشعبية ومساهمتك في رفعها الى مصاف المؤسسات الناجحة الى مشاركتك بتأسيس عدد من مؤسسات المجتمع المدني ونادي الخيام الثقافي ولأنك ما كنت تعمل لتنال منصب ما او مركز كنت كبيرا ومراهنا دائما على وجود اشخاص تستطيع ان تبني معهم وطنا يحملون معك احلامك في بلد واعد لتحقيق التنمية المجتمعية على كل الصعد السياسية والاجتماعية والتربوية مختزلا تجربتك وتاريخك النضالي في منتدى التنمية اللبناني ليكون المؤتمرالانمائي الاول بمثابة وثيقة تطرح حلولا لاهم القضايا ولقد شكل نجاح هذا المؤتمر حافزا لك وللرفاق التي كنت تراهن دائما بان هناك اناس اوفياء تعمل معهم ولاجلهم وحلمك باقامة جامعة لبنانيةفي المنطقة سيكون همنا ونضالنا لاجله وفاءا لك هؤلاء الناس الذي ابيت الا أن تودعهم في 24 تموز فكانت احتفالية كللت كل عطاءاتك وتاريخك الذي خطيته بدمك ولم يثنيك شيء عن النضال رغم التعب الذي كنت تحس به رغم الحاح الاصدقاء بان تنتبه لصحتك لكن الابطال والشهداء لا بلتفتوا الى انفسهم بعد ان نذروا نفسهم للوطن وابى العقل المستنير والفكر المناضل ان يستمع الى انين الجسد الذي ناء تحت الحمل الثقيل وبقي يقاوم ويقاوم حتى النفس الاخير فذوى الجسد ولكن الاحلام بقيت وان لم ينصفك هذا الزمن فالتاريخ سوف ينصفك.

(كلمة ألقيت في الخيام في تأبين هاني عساف بإسم مؤسسات المجتمع المدني في منطقة مرجعيون حاصبيا)

...

كلمة زياد عبد الصمد في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

كلمة سعيد الضاوي في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

كلمة صباح أبو عباس في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

كلمة وهبي أبو فاعور في تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

المزيد من صور حفل تأبين الراحل هاني عساف في الخيام

أهل الفقيد الراحل هاني عسّاف يتقبلون التعازي