غونهيلد فالديمار تتحدث الى \"النهار\"
فالديمار عن الخرف الذي سيزداد مع الوقت: كل ما يحتاج إليه المريض هو التكلم على مرضه
زارت رئيسة مركز البحوث الوطني الدانماركي للالزهايمر، الاختصاصية في الامراض العصبية، البروفسورة غونهيلد فالديمار الجامعة الاميركية في بيروت، وألقت محاضرة للأطباء والباحثين عن هذا المرض، وبحثت في امكان التعاون بين المركز والجامعة، وكذلك المستشفى. كما زارت وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية وبحثت سبل التعاون مع عدد من الاختصاصيين.
والتقتها "النهار" في حديث تمنت فيه أن تعرف المزيد عن وضع الذين يعانون من الخرف وبداية الالزهايمر في لبنان فقالت فالديمار إن مرض الالزهايمر يصاب به العديد من كبار السن، ولكنه أحياناً يطال الشباب. وهناك 35 مليون شخص في العالم يعانون من الخرف ولدى اغلبهم يكون السبب الالزهايمر. وقالت انه في العام 2050 سيصل العدد الى 150 مليوناً والسبب في زيادة النسبة هو طول العمر الى مرحلة يصل فيها الانسان الى الاصابة بالالزهايمر. "نحن نحضر لهذا التحدي، ويتم التعاون مع بلدان في العالم لتبادل الخبرات ومعرفة كيفية دعم الاشخاص الذين يصابون بالمرض. ومن أبرز الاسباب المؤدية الى الالزهايمر التقدم في السن، وزيادة الوزن وهو أمر ضار، وارتفاع ضغط الدم وخصوصاً اذا كان الشخص لا يمارس اي نوع من أنواع الرياضة، وارتفاع نسبة الكولسترول، واذا كان هناك من تاريخ عائلي مع المرض".
وعن طباع المريض الحادة او السلسة أجابت ان "البحوث اظهرت ان الطباع تزداد حدة عند الاصابة بهذا المرض عموماً، ومن المرضى من يصبح أكثر عدوانية، والأمر يختلف من شخص الى آخر، وذلك وفق المنطقة المتضررة في الدماغ. وهذا يفسر لماذا يعاني بعض الاشخاص من تصرفات عنيفة وعدوانية، ومنهم من يعانون مثلاً مشكلة في التكلم وايجاد الكلمات، وآخرون يفقدون القدرة على تذكر طريق العودة الى المنزل، ومن يعانون من التفاصيل الدقيقة في الحياة اليومية او في اختيار ملابسهم وتلاؤمها مع الطقس، اذ قد يصر المريض على ارتداء معطف من الفرو في عزّ الصيف.
بعض المرضى لا يتقبلون المرض بتاتاً ولا يعترفون بمشكلتهم، وآخرون يعتبرون انهم يعانون من فقدان للذاكرة، ولكن الامر ليس مهماً وهذا يصعّب عملية التواصل مع العائلة ومن يهتم بهم. والعمل مع هؤلاء المرضى ومتابعتهم أمر صعب وشاق ومرهق، وقد يصيب احد افراد العائلة بالاكتئاب إبان هذه المهمة الصعبة، لأن المريض يحتاج الى المتابعة الدقيقة. ويفقد المرضى قدرتهم ويصبحون في حال اعتماد كامل على من يعتني بهم. وهنالك مشكلة الوصمة التي يعاني منها المريض وأهله فيتحاشون الخروج من المنزل في حين انهم يحتاجون الى دعم العائلة والاصدقاء واهتمامهم. وغالباً ما يبتعد هؤلاء نتيجة عدم معرفتهم بطبيعة المرض.
ويجب الا يشعر الأهل، وكذلك المريض، بالحرج أو الخجل او الذنب مما حصل لأنه مرض يصيب الدماغ ولا يعني أي شيء آخر. كل ما يحتاج إليه المريض هو التكلم على مرضه. العديد من هؤلاء الاشخاص يعرفون ان هناك مشكلة ما تحصل معهم ولكن عدداً منهم لا يتقبلها أبداً. وهناك عدد لا يتوقف عن التساؤل.
ومن أبرز الاعراض المشتركة عدم معرفة المرضى بيوتهم، وغالباً ما يطالبون بالعودة الى المنزل، ومنهم من يعيشون في مرحلة مبكرة من عمرهم ويشعرون بانهم في حاجة الى الاهتمام بأطفالهم مثلاً، وأحياناً ينسى المريض شريكه او انه عاش في بيته حتى، ومنهم من يتعلقون بدور الرعاية وهذا يتسبب بالألم لدى الأهل والعائلة. وعن الذاكرة العاطفية تقول: "ما يقوم به المريض أخيراً ينساه، ويتذكر أموراً حلت معه في السابق، واستخدام الذاكرة العاطفية غالباً ما يختلف من شخص الى آخر. وعن الفحص الجيني قالت انه "في بعض العائلات يعاني افرادها باكرا من مرض الالزهايمر، في هذه الحالات يجب فحص شخص مصاب لدراسة عيناته والبحث عن الجين المصاب، ومن ثم فحص الاشخاص الآخرين لمعرفة من منهم سيصاب بالمرض. تقنياً في الامكان القيام بهذا العمل، ولكن اخلاقيا لا اعرف ما اذا كان يجب القيام به، فعلى الاشخاص ان يقرروا هم عن انفسهم وكل ما علينا هو ان نعرض امامهم الحسنات والسيئات ليعرفوا كيف يختارون. وحاليا لا علاج شافيا من الالزهايمر، اذن ما الفائدة من ان يعرف الشخص باكرا انه قد يصاب. في الدانمارك هناك اقل من 10 في المئة ارادوا ان يعرفوا بالامر والقيام بهذا الفحص، ولكن اعتقد ان النتيجة تختلف من بلد الى آخر. وفي العائلات التي يصاب افرادها عشوائيا بالمرض من غير الممكن معرفة من الذي سيصاب. حاليا هناك علاجات تداوي اعراض المرض، وكلما كان الكشف مبكرا اتت النتيجة اكثر جدوى وهي تحسن نوعية حياة المريض وتداوي بعض الاعراض لبعض الوقت للمساعدة على تحسين نوعية الحياة اليومية، ولكن ليس لفترة طويلة".
وعن الوقاية قالت: "اذا كان في الامكان الوقاية باعتماد نمط حياة صحي سليم فلا بد من الحؤول دون زيادة الوزن واتباع الرياضة نصف ساعة على الاقل يوميا، وتشغيل الدماغ وتمرين الذاكرة وتناول الخضر والاسماك والابتعاد من التدخين والكحول، والتوجه الفوري الى الطبيب مع ظهور بعض الاعراض، ومن لديه شخص عانى من المرض لا بد من التحدث عنه بين افراد العائلة بانفتاح، اذ ان ذلك يساعد على تبادل الخبرات".
وتحدثت عن الوضع الاجتماعي في الدانمارك فقالت ان هناك 98 بلدية وهي مسؤولة عن الوقاية الاجتماعية والعناية بكبار السن والعائلات تتصل بهذه البلديات لطلب المساعدة، والنظام العام يساعد المريض على تنظيم الدواء. وهناك جمعية تعنى بمرض الالزهايمر مؤلفة من المتطوعين الذين ينظمون عددا من اللقاءات التثقيفية وتبادل الخبرات، ولكنها ليست جد فاعلة اذ انها تفتقر الى الدعم المالي، ولا زالت العائلة هي العنصر الاكثر فعالية في الاهتمام بالمريض. من هنا الحاجة الى مجموعات لدعم العائلة والمريض في مواجهة المرض.
تعليقات: