لا تتوانى قطر عن مفاجأتنا، فبعد الانجازات الكبيرة التي حققتها على الصعيد السياسي والثقافي والرياضي. ها هي مرة أخرى تدهشنا بفوزها بتنظيم كاس العالم 2022 هذا الانجاز لم تستطع الدول العربية الكبيرة كمصر والمغرب والسعودية تحقيقه.

نعم قطر لها مشروع سياسي وتعليمي وثقافي من اجل كسب التحديات الداخلية والخارجية ، استطاعت أن تحقق مكاسب كبيرة في التعليم والصحة والتربية مما جعلها تحقق مراتب مشرفة في تقارير التنمية البشرية ، في حين أن الدول العربية الكبيرة لم ما زالت في ذيل الترتيب لماذا؟

فالأمر واضح فالدول العربية الكبيرة تنفق ملايير الدورات على الأسلحة وعلى المخابرات والشرطة ولاتهتم بتاتا بالصحة والتعليم باعتباره المحرك الرئيسي للتنمية وهذا ما أكدته التجارب الغربية والأسيوية.

فقطر الدولة -المدينة بتعبير الفلاسفة اليونان استطاعت في الآونة الأخيرة إن تنافس الكبار في الساحة الإقليمية ؛فنجدها تتحرك على الصعيد اللبناني بعدما كان محتكرا من طرف السعودية، ونراها تتحرك على الصعيد الفلسطيني بعدما كان محتكرا من طرف النظام المصري،ونراها تتحرك على الصعيد السوداني بعدما كان محتكرا من طرف النظام الليبي .

لانقول أنها الفاعل السياسي الوحيد لكن قطر لها الجرأة والمبادرة مما أهلها للعب دور الوسيط ، الشئ الذي جعل الكثير من الدول العربية الكبيرة تنزعج لما تقوم بت من ادوار عل الصعيد الإقليمي والعربي بل العالمي.

ولا ننسى أن قطر تلعب دورا أساسيا في محور الممانعة من خلال الدعم الذي تقدمه لقوى المقاومة والممانعة.

أما من الناحية الإعلامية فحدث ولا حرج؛فقناة الجزيرة هي فارس القنوات العربية فتأثيرها لم يعد مقتصرا على العرب بل تتعدى ذلك إلى خارج الدول العربية عن طر يق قناة الجزيرة الانجليزية.

فحتى الدول الغربية الكبيرة امثال أمريكا وبريطانيا تخاف من سطوتها الإعلامية وما كشف عن نية بوش الابن قصف المقر الرئيسي للجزيرة إبان الحرب على العراق لهو دليل إضافي على قوة القناة ومدى تأثيرها العالمي وحرفيتها المهنية تضاهي بذلك قنوات bbc و cnnو nbc

أما من الناحية الرياضية فقطر من الدول العربية الرائدة في مجال التنظيم والتسيير وحققت قفزات مهمة في المجال الرياضي ؛فاقت بت الدول العربية العريقة في مجال الرياضة كمصر والمغرب. ولا ننسى مشروع اسباير الرياضي الكبير الذي ينافس الاكاديمبات العالمية في المجال الرياضي بالإضافة إلى التجهيزات والملاعب والبنيات التحتية التي تنافس بها الدول المتقدمة .

وهنا يحضرني الملاعب والتجهيزات الرياضية في مغرب ومصر اللذان قدما ملفي ترشيحهما لتنظيم كاس العالم 2010الذي فازت به جنوب إفريقيا .فمقارنة بسيطة بيننا وبين القطريين تبرز الفرق الكبير بين قطر البنيات التحية والتجهيزات العالية وبيننا نحن المصريين والمغاربة من ملاعب ضعيفة التجهيز إلى بنيات تحية متهرئة إلى طرق ضعيفة ومشاريع على الورق ليس إلا .

فهنيئا لقطر بفوزها بتنظيم كاس العالم 2022 وهنيئا للعرب لكن يجب الاستفادة من النموذج القطري سواء في التنظيم والمبادرة ومنهجية العمل

لقد ذهب زمن الدول العربية الكبرى فالآن جاء دور الفعاليةوالابداع فهل تستفيد الدول العربية الكبيرة من قطر ؟

فهل نحن مستعدون للقيام بنقد ذاتي ؟

فهل نستفيد من أخطائنا؟

...

* نورالدين علوش -المغرب