محمد فارق الحياة وخطيبته غنوة في العناية المركزة

محمد وغنوة في حفل خطوبتهما، قبيل الحادث الإثنين الماضي
محمد وغنوة في حفل خطوبتهما، قبيل الحادث الإثنين الماضي


صور:

أتم محمد حسن مصلح عامه العشرين، بعد سنتين على ارتباطه العاطفي بجارته غنوة خطاب حمد، التي أتمت أعوامها الثمانية عشر. واتفق الحبيبان وعائلتهما على تتويج الحبّ بحفل خطوبة تقرأ فيه الفاتحة، مساء الاثنين الماضي في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين. وكانت فرحة الجميع عارمة أثناء الحفل المتواضع في إحدى صالات المخيم. خصوصاً أن كلتا العائلتين تحتفلان للمرة الاولى بمثل تلك المناسبة لبكرهما. لكن ذلك الشعور لحقه شعور آخر. إذ تحولت تلك السعادة بعد ساعات قليلة إلى حزن ليس بعده حزن. وذلك بعدما رحل العريس محمد عن الدنيا، فيما تتأرجح حياة عروسه غنوة بين روح عريسها من جهة وأهلها المنتظرين على باب العناية المركزة في «المستشفى اللبناني الإيطالي» في صور، من جهة ثانية.

ويروي أبناء المخيم الذين تجمعهم صلات القربى والبؤس الساعات الأخيرة لذلك اليوم. فعند الثالثة عصراً قرأ أهل العروسين وفعاليات المخيم «فاتحة» الخطوبة في «قاعة الشهيد عمر عبد الكريم»، وتلا ذلك «تلبيس» خاتم الخطوبة في مكان آخر وسط أجواء من الغبطة.

وأحبّ العريس الشاب الذي يعمل في أحد محلات بيع الفروج في صور أن يزيد منسوب السعادة في قلب عروسه غنوة، فقررا مع صديقه «سعيد السنكري» أن يزوروا مدينة صيدا برفقة عدد من أشقاء العروسين.

وكان لهم ما أرادوا، فالتقطوا الصور عند كورنيش صيدا. وفي طريق العودة إلى مخيم البرج الشمالي قرابة منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، حيث كان الأهل بانتظار العروسين ومن معهما، توقف الزمن بعدما فقد السائق سعيد السيطرة على السيارة التي كان يقودها في محلة الشبريحا على طريق عام صيدا - صور.

ونتج عن الحادث الذي تحولت فيه سيارة «الرانج» إلى حطام، وفاة العريس محمد على الفور ونقلت جثته الى «مستشفى جبل عامل» في صور، وشيّع لاحقاً في المخيم. كما حصد الحادث خمسة جرحى، إذ نقل سعيد إلى العناية الفائقة في المستشفى نفسه الذي نقل إليه شقيقا غنوة عمــر ومحمد وشقيقتها هديل، فيما نقلت العروس إلى «المستشفى اللبناني الإيطالي».

وبحرقة كبيرة يقول أبو محمد، والد العريس: «الله يصبرنا». ويشير إلى أن «محمد، وهو بكر العائلة يرتبط بجارتنا غنوة منذ سنتين، وعندما تيسّرت الأمور المادية، قرّرنا أن يبدأ العروسان مرحلة جديدة من علاقتهما ولكن ما حصل كان فاجعة». وينضمّ إليه والد العروس، الذي تنقل بين المستشفيين، يقول: «محمد واحد من العائلة وخسارته لا تقدر بثمن. إن دعاءنا إلى الله بتعافي غنوة وإنقاذ حياتها».

تعليقات: