أبو حسين علي عبد الحسن مهدي
هل وصلت الدول المتقدّمة الى ما وصلت اليه الان من علم وقوة وأصحاب اقوى اقتصاد في العالم من باب الدين والتعصب الاعمى ام من باب العلم المضيئ والانفتاح الذهني والفكري والاستفادة من كل موهبة ومن كل ما هو مبدع اي كانت عقيدته؟
تلك البلدان العظيمة التي اعطت كل اهتماماتها للحرية الفكرية بكافة اشكالها اكانت في العلم او الشعر او الفن او الادب وكل ما له علاقة بالابداع حتى وصلت الى ما وصلت اليه في يومنا هذا.
هذا عن امريكا وايضا الحال هو نفسه بالنسبة لليابان التي تتمتع بثورة علمية هائلة واقتصاد قوي وهذه الامة ايضا اوصدت كل الابواب وفتحت باب واحد الا وهو باب العلم.
ولا ننسى الثورة الصناعية والعلمية لقارة اوروبا التي لا يعنيها الدين بشيئ. فالتركيز هنا على العلم الذي دخلت له من اوسع ابوابه وكان التركيز على العلم من اولى اولويات الدولة.
وما عدا هذا فكل شيئ بالخلف ولو كانت العقيدة الدينية.
لماذا نحن العرب ليس لنا سوى باب واحد وهو باب الدين هذا الباب عمره مئات السنين ولن يزدنا الا جهلا وفقرا وفسادا والاتكالية على الاّخرين الذين اتخذوا من العلم طريقا لهم في كل شيئ.
وان الزعامات العربية لا يعيبهم جهل وفقر شعوبهم وايضا لا يخشون الفضائح.
فلننظر الى الصين هذا البلد الذي يشكل شعبه ربع سكان المعمورة ليس لها اي باب ديني فكل ابوابها منفتحة على العلم والعمل الذي هو عندهم من اقدس المقدسات .
نحن العرب متى نصحوا ونفتح لنا ثغرة مهما كان حجمها في جدار واقعنا المرير لنخرج منه الى عالم العلم والانفتاح ونقفل باب الدين الى الابد علنا نجد في ذلك انفسنا ونصبح جزء من هذا العالم المتحضر الذي يطمح الى الكثير الكثير للوصول الى ما هو ابعد من كوكب الارض وربما العبور الى مكان اّخر من هذا الكون الشا سع الذي لا حدود له .
ربما سوف ياْتي يوم وتصبح الحياة على كوكب الاْرض شبه مستحيلة بعد ان يكون الجنس البشري قد دمر كل شيْ وانه سوف يرحل الى مكان اّخر من هذا الكون وان هذه الفرضية ربما تتحول ولو بعد اّلاف السنين الى واقع محتم واكيد.
تعليقات: