من مرجعيون إلى باقي المناطق.. أجواء العيد دونها القدرة الشرائية.. والمجد للبالة


من مرجعيون وحاصبيا الى راشيا وبعلبك والمتن وطرابلس

أجواء العيد دونها القدرة الشرائية.. والمجد لـ"البالة"

..

إنه موسم الأعياد، العائلة تتحسب لمتطلباته وأصحاب المحال التجارية ينتظرونه بفارغ الصبر في الأيام العادية، فكيف في زمن مكبل ببارومتر السياسة والتصريحات الساخنة؟

وجاء الموسم مع الأعياد، ارتدت القرى والبلدات والمدن حلتها البهية وزينتها وأضواءها التي بدأت تعود بعد غياب سببته العاصفة الثلجية الأولى لهذه السنة، لكن الزينة والأضواء، وإن زرعت الأمل، فإنها عاجزة عن اجتذاب العائلات المثقلة بالهموم الحياتية من غذاء ودواء ومستلزمات تدفئة وكلها جن جنونها مع "اليورو" الذي أفقد ارتفاعه أصحاب الدخل المتوسط والمحدود قدراتهم الشرائية وباتوا يحسبون ألف حساب لـ"ضرورة الكماليات" في موسم الأعياد التي تعودوها، والتي أسقطت الحاجة "ضرورتها"، لكن، على الرغم من كل ذلك، لا يعدم اللبناني وسيلة لاستقبال الأعياد، ولو بالقليل من الشراء والكثير من الآمال، وبالبحث عن هدية، ولو من "البالة" التي يتضاعف زبائنها مع استمرار الأزمة والتي تقطف المجد مع "قلة" مستشرية.

"المستقبل" واكبت أجواء الأعياد في المناطق والتقت الشاري الذي يشكو الغلاء والبائع الذي يؤلمه الركود وقاسمهما المشترك الأمل بخروج قريب من أزمات تعيق استمرار الحياة الطبيعية وتنغص على اللبنانيين فرحة الأعياد.

..

مرجعيون وحاصبيا

في مرجعيون - عمر يحيى، ارتدت القرى والبلدات حلة عيدي الميلاد ورأس السنة، وازدانت الطرق بالأضواء والزينة في المحال التجارية، علها تضفي شيئاً من البهجة والسرور ما قد يساهم في تحريك العجلة الاقتصادية، حيث أن أصحاب المحال والمطاعم والمقاهي يراهنون على موسم الأعياد للتعويض عن فصل الشتاء الذي يشهد تراجعاً، إضافة الى الخسائر التي لحقت بهم من جراء الجمود الذي يعيشه الوطن.

وفي جولة على المحال والمؤسسات التجارية، يتبين أن أسعار المواد الغذائية واللحوم والألبسة والزهور فوق قدرة المواطنين الشرائية في منطقتي مرجعيون وحاصبيا اللتين تكثر فيهما الحاجات الأساسية والضرورية ابرزها تأمين وسائل التدفئة، وتراوح ارتفاع الأسعار عن العام الماضي ما بين 20 % و70 %.

ويؤكد شربل مقلد، صاحب مؤسسة للمواد الغذائية في القليعة، أن حركة السوق ضعيفة، والسبب الرئيسي في ذلك يعود الى تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين وغلاء أسعار المواد الغذائية وفي مقدمها الخضر والفاكهة. ورغم العروض والحسومات التي نقدمها، إلا أن الوضع العام في البلد غير مشجع.

وتشير رولا ضاهر، مديرة شركة للحوم المثلجة، الى أنه "رغم عدم تغير أسعار اللحوم والأسماك المثلجة، إلا أن حركة البيع ضعيفة جداً".

وعن الزهور وزينة الميلاد التي يكثر الطلب عليها هذه الأيام، تؤكد صاحبة محل زهور في المنطقة أن أسعار الورود الطبيعية ارتفعت بنسبة تزيد على 60 % مقارنة بالعام الماضي، والسبب الأساسي يعود الى العاصفة التي ضربت لبنان والأضرار في الخيم البلاستيكية المزروعة بالورود، إضافة الى ما تتعرض له أوروبا من عاصفة ثلج وإقفال للمطارات علماً أنها المصدر الأساسي لاستيراد الورود الطبيعية.

والأمر لا يختلف كثيراً في محلات الأحذية والألبسة. ويؤكد علي ضاهر، صاحب محل، أن الأهل يبحثون عن أرخص الأسعار لشراء ملابس العيد لأولادهم من باب المشاركة وعدم حرمانهم فرحة العيد، وأن أسعار الأحذية والألبسة ارتفعت أكثر من 20 %.

..

راشيا

في راشيا عارف مغامس، حاجز الجمود الذي خيّم على الحركة التجارية في المنطقة منذ أشهر نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الشعب اللبناني ونتيجة تداعيات العاصفة التي أثقلت المنطقة بأعباء إضافية لجهة انقطاع المرافق الأساسية من كهرباء وماء وهاتف، أذابته حرارة عيدي الميلاد ورأس السنة، وإن بوتيرة اختلفت عن الأعوام الماضية، فقد شهدت المحلات التجارية ومحلات الأحذية والألبسة على أنواعها، ومحال الحلويات والزينة، خلال أسبوع الأعياد نشاطاً ملحوظاً حيث توجه المواطنون لا سيما الموظفين منهم لشراء مستلزمات الأعياد والهدايا والثياب لأولادهم وتأمين حاجياتهم، وقد أدت هذه الحركة الى انتعاش وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية.

وليد حامد صاحب مؤسسة للألبسة الجاهزة في ظهر الأحمر، لاحظ أن الحركة التجارية تحسنت بشكل ملحوظ متوقعاً أن تشهد الأسبوع القادم حركة أقوى، لكنه لفت إلى أن الزبائن فقدوا بعض قدرتهم الشرائية، نتيجة توجههم الى الاهتمام بالأولويات الحياتية، وقال "الأعياد مصدر فرح وسعادة، لكنها في بلادنا هم يراود الأهل في ظل الضائقة المادية التي تجتاح كل المناطق، آملاً أن تنفرج سياسياً لتنفرج اقتصادياً وتنطلق عجلة الحكومة التي يبدو أن البعض لا يتحسس هموم الناس لجهة تيسير أمورهم.

عطالله عازرمن بلدة كفرقوق قال: تجولنا في المحلات التجارية من أجل شراء بعض الحاجيات والمستلزمات الخاصة بالاعياد، الأسعار "نار" رغم التنزيلات التي شهدتها الأسواق المحلية.

أما زياد جحا صاحب محل لتصنيع وبيع الحلويات في عزة البيرة، فوصف الحركة التجارية بالناشطة خلال فترة الأعياد، وضيافة العيد تتقدم على ما عداها من مستلزمات وتمنى أن تسير الأمور بشكل طبيعي في لبنان كي نخرج من هذه الأزمات التي تعيق استمرار الحياة الطبيعية.

إلى ذلك تشهد محلات بيع الألعاب والهدايا حركة قوية نسبياً، في وقت تزينت فيه المحلات التجارية بالأضواء.

ركود في بعلبك

في بعلبك نضال صلح، أجواء الأعياد في منطقة البقاع الشمالي عموماً وفي بعلبك خصوصاً لم تحط رحالها كما يجب. فأسواق المدينة التجارية تشهد ركوداً حاداً وتراجعاً يفوق 60 % عما كانت عليه العام الماضي.

وتظهر جولة ميدانية في محلات بيع الألبسة والحلويات تراجعاً كبيراً في المشتريات لدى المواطنين الذين يئنون من عدم توافر السيولة المطلوبة لتأمين حاجيات الأعياد من ملبس ومأكل. ولم تفلح العروض والحسومات بتنشيط الحركة.

ويقول عصام ق. ب. (صاحب محل لبيع الألبسة الجاهزة): "حركة البيع شبه متوقفة، والأسباب كثيرة في مقدمها الأحداث الأمنية المتفرقة التي تشهدها المدينة منذ سنوات، وللأسف، لم يعمل أحد من المسؤولين وأصحاب الشأن لحلها نهائياً. هذا الأمر انعكس سلباً على حركة الوافدين من القرى والبلدات المجاورة. اذ بدل قدومهم الى بعلبك يذهبون الى زحلة وغيرها للتبضع قبل الأعياد". وقال: "نسبة التراجع في المبيعات تخطت الـ65% مقارنة مع مبيعات أعياد الفطر والأضحى الماضيين".

وأسف محمد العشي (صاحب محل لبيع الحلويات الشرقية) "للحال التي وصلنا اليها في لبنان عموماً وبعلبك خصوصاً لا سيما وأن السياسيين بمعظمهم لا يهتمون بأمور المواطنين الحياتية وهذا ما انعكس على الحركة التجارية قبل الأعياد". وأضاف: "مقارنة بأعياد الميلاد ورأس السنة من العام الماضي، فإن نسبة المبيعات تدنت لأكثر من الثلثين"، مبدياً تخوفه من أن "حالة الركود هذه قد لا تنتهي في القريب العاجل".

أما نسرين التي جالت مع أولادها في المحلات لكنها عادت خاوية اليدين فتقول: "نأسف على الوضع الذي وصلنا اليه في وطننا. تذهب اليوم الى السوق لتشتري شيئاً ما تجده غالياً، ثم تعود في اليوم الثاني لتجد أن سعره ارتفع وهذا كله من دون رقيب أو حسيب. تسأل فيأتي الجواب، كله مرتبط باليورو".

..

المتن الأعلى

في المتن الأعلى- هلا ابو سعيد، مشهد السوق يثبت ضيق حال المواطن، فالحركة خفيفة في الأسواق عموماً، وسوق الملابس ارتفعت أسعاره بنسبة 40% عن الأعوام السابقة ورب العائلة يجد نفسه حائراً بين لقمة العيش و"ضرورة الكماليات" في فترة العيد في وقت يرتفع سعر برميل المازوت الى 242 ألف ليرة لبنانية ويصل سعر قارورة الغاز الى 25 ألف ليرة، بينما تستمرأاسعار الخضار صعوداً.

سوق الملابس يعاني كساداً، وسوق الغذاء يبيع الحاجات الملحة فقط، والمواطن حائر بين إلحاح أطفاله على الاحتفال بالعيد وبين حالته المادية وأصحاب المحال التجارية أصيبوا في رأسمالهم لعدم تصريف بضائعهم. والمواطن يكرر السؤال: الى متى تبقى ملفات لقمة العيش عالقة وسط التجاذبات السياسية؟!

..

طرابلس

في طرابلس - علاء بشير ، تشهد المحال التجارية المنتشرة في محلة السويقة والمتخصصة ببيع البضاعة الأوروبية " البالة" حركة لافتة، وبخاصة بالنسبة للقاطنين في الأحياء الشعبية من المدينة سواء في باب التبانة أو القبة أو الزاهرية ، باعتبارها أقل كلفة وأكثر جودة ويقدم العديد من أبناء الأحياء الشعبية على شرائها وبخاصة بالنسبة الى الأحذية والثياب أضافة الى الألعاب والتجهيزات الرياضية والكهربائية.

ويشير محمد برغل وهو أحد العاملين في هذا القطاع الى أن هذه المهنة توسعت في الآونة الأخيرة وانتشرت المحال على طول المنطقة المحاذية لنهر أبو علي لجهة الجسرين للمشاة إضافة الى انتشارها بشكل كثيف في السويقة التي على ما يبدو أصبحت متخصصة بها، ولا شك بأن الإقبال واضح على الشراء نظراً الى الأوضاع الحياتية الضاغطة على الناس، في الأحياء الشعبية لأنهم يوفرون الشيء الكثير في أسعار الثياب والأحذية.

ويوضح ماجد عيد أن سوق البالة أصبح مزدهراً على حساب بقية الأسواق، لاعتبارات كثيرة وفي مقدمها عدم قدرة المواطنين على تحمل شراء الحاجات الجديدة والتي تبقى أسعارها تشكل بالنسبة اليهم أعباء فوق أعباء، لذلك يتجهون الى التفتيش عن الأنواع الجيدة في البالة وتحديداً عن وصول الشحنة ليختاروا منها ما يمكن الاستفادة منه أو استعماله.



تعليقات: