كل عام وأنتم بخير..
يأتي عام جديد يحمل معه أملاً وخوفاً وأسئلة لا نعرفها!
يأتي زاحفاً كغيمة شتاء موعودة فوق صحراء قلوبنا...
نتمناه سعيداً حالماً مثلنا بالتفاؤل والسلام والهدوء والطمأنينة والمياه والكهرباء...
نقفز فوق متاهات الهذيان..
نترنح من الأمل ومن فراق الأمكنة والأزمنة..
طوبى لنا.. طوبى للقانعين القابعين خلف صفحات القلوب والأوراق المتساقطة في خريف الزمن..
نشمّ رائحة الحياة تحت أقدام من يحرس الأرض والسماء..
نشمّ رائحة الحياة في عيون وحسد من نحبّ..
نسقي وطننا صبراً وفرحاً..
من كان منكم بلا أمل فلينتظر قمح السماء.. لينعم بصباحات صافية كسجادة الصلاة..
تتكاثر الأشياء وتتكدّس عيوننا فوقها بحثاً عن غياء هارب وعن سعادة موعودة نعيشها ولا ندري..
تهطل آهاتنا مطراً مجازياً..
نغمض أعيننا.. ننام.. نفتحها على صور عصيّة على واقعنا.. ولا نحبّ الشعر والفن لأنها توقظ فينا الأحاسيس والمستقبل!
لا نحبّ الأسئلة لأنها حبلى بالفلسفة..
نجلس.. نقف.. ننام.. نطفو.. نأكل.. نتكاثر إلى حين.. لكننا لا نقرأ ولا نكتب.. ولا نحبّ.. نبقى نحن.. نبقى اندثارنا..
تكرّ الأعوام مُرهقة فرحة.. تواصل رقصها.. نطرب لها مُخدّرين، ولا نراقصها كحبيبة موعودة حبلى بأفئدتنا..
نستعجل قدوم العام الجديد ، لا حبّاً به، بل خلاصاً من مفكرته وقراره التائه..
لا مفرّ من السنين.. من العمر.. من الحبّ.. من العبث.. من الفرح والحزن.. لا مفرّ من وجهك الآتي من كل مكان..
يمكننا أن ننام مطمئنين إذا لا مسنا أنفسنا وقلوبنا..
غداً، يطلّ عام جديد.. ننتظره بفارغ المكان والزمان واللاشيء..
كل عام والخيام بأناسها وأشيائها بخير.. لتبقى عيوننا جميلة..
كل عام والأسئلة بخير..
كل عام وأنتم بخير..
..
د. يوسف غزاوي
تعليقات: