بيت الأحلام في الخيام
ارتأيت أن أسميه "بيت الأحلام" لأنه الحلم الذي حلمت به بعد التحرير سنة 2000!
وكم كان لهذا الحدث وقعاً مميزاً في حياتي، لقد زرع فيّ الأمل بعد اليأس والفرح بعد الحزن وحب الحياة بعد كرهها،كرهت الحياة كثيراً في لحظاتٍ سابقة وظروف لا أُحسد عليها.
..
لقد منّ الله عليّ بعودتي إلى البلدة منّة لا تُقدّر بثمن، كنت كمن وجد كنزاً مفقوداً ومعجزة إلهية، وفي خضم هذا التحرير والعودة والفرحة التي غمرتنا وأنا أتنقل في شوارعها وبين بيوتها القديمة نبت برعم أملٍ بأن يكون لعائلتي منزل متواضع، كلما عصف بنا الحنين، نأتي إلى الضيعة ويكون الأساس لبناء ذكريات طفولة لبناتي في بلدتهم.
ومن هنا إنطلقت الفكرة بأن نعوض عن سنوات البعد عن ضيعتنا الذي فُرضت علينا ولم نخترها بإرادتنا، نعوّض لهم ما حُرمنا منه بأن نمنحه لأبنائنا، حلمنا معاً وتحقق الحلم وأصبح لنا بيت.
كم أحببت المكوث فيه فهو يقع في منطقة هادئة على شارع جميل ومُطل وكم أحببت الجلوس على الشرفة وارتشاف القهوة صباحاً ومساءً، كان ذلك يبعث الهدوء في نفسي ويريحها.
..
وما كدنا ننتهي من سداد تكاليف البيت، وقبل أن نرتاح وقع العدوان سنة 2006، أصابتنا الحرب بالذهول لشدة ضراوتها والدمار الذي أصاب بلدتنا منها، واحتاجت سنوات لإعادة أعمارها والعودة كما كانت وأحسن، عُمرّت خيامٌ جديدة غير التي نعرفها ومع الأيام اكتشفت أن حلمنا بالبيت كان من وهج التحرير، فلا أحد من عائلتي قادر على افتقاد البيت أو عنده شغف الذهاب إلى البلدة، بعكسي أنا وددت لو أقضي كل أيام العطلة هناك، كان حلمهم حلماً وبيتنا بيت الأحلام.
..
ربما تتغير الظروف ويتحول الحلم إلى حقيقة ويصبح بمقدورنا زيارته دائماً ولا نتركه يتيماً كما نفعل الآن.
تعليقات: