مستشفى شبعا.. عامان على إنجازه ولم يشغّل حتى الآن

مستشفى شبعا.. عامان على إنجازه ولم يشغّل حتى الآن
مستشفى شبعا.. عامان على إنجازه ولم يشغّل حتى الآن


شبعا ـ

رغم مرور عامين وأكثر على إنجاز مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في العرقوب، بين شبعا والهبارية، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار مشروع إعادة إعمار لبنان، إلا أن المستشفى المجهز بأحدث التقنيات والتجهيزات الطبية المتطورة والتي تتفوق على الكثير من مستشفيات المنطقة، ما زالت الرياح تصفر في جنباته، ولا حياة ولا انقاذ للحياة فيه. والكل في المنطقة يسأل عن الأسباب الكامنة وراء عدم تشغيله حتى اليوم خصوصاً في فصل الأمطار والثلوج حين تقفل طرق العرقوب ويصبح هناك ضرورة قصوى لمساعدة المرضى وايصالهم الى أقرب مستشفى، علماً أن أقرب مستشفى حكومي لهذه المنطقة يبعد نحو 20 كيلومتراً.

هذا المستشفى الذي بُني على قطعة أرض مساحتها أكثر من 12000 متر مربع مقدمة من بلدية شبعا، يمكنه تقديم الخدمة الصحية لأكثر من 35 ألف مواطن من المنطقة ويؤمن الوظائف لأكثر من 250 شخصاً في مختلف المجالات، وهو يضم أربعين سريراً وأقساماً للجراحة العامة والقلب والتوليد وغسيل الكلى والعناية الفائقة والطوارئ والمختبر والطب العام والأطفال والعلاج الفيزيائي وغيرها، ناهيك عن تجهيزه بقاعات ومولدات كهربائية وسيارات إسعاف ومبنى لقوى الأمن الداخلي.

كل التجهيزات والأموال التي ضخت في المستشفى لم تلق آذاناً صاغية من الجهات المعنية للقيام بتشغيله خصوصاً وأن الجهة الممولة، دولة الإمارات العربية المتحدة، جاهزة لتسليمه للدولة اللبنانية، وتفضل عدم التدخل في هذا الموضوع وتركه في عهدة الدولة اللبنانية. والمواطنون في العرقوب وفعالياتها بدأوا برفع الصوت عالياً مطالبين الجهات المعنية الإجابة عن أسئلتهم وعن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء التأخر في افتتاحه وتشغيله.

مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي، الذي شكر دولة الإمارات على إنجازها وتجهيزها هذا الصرح الطبي المميز، قال "رغم المراجعات لدى القيمين والمعنيين في البلد مراراً وتكراراً، إلا أنه لم نلق النتيجة المرجوة حتى الآن، والناس في المنطقة ملوا انتظار تشغيل هذا المرفق الحيوي إلا إذا لم يدر المسؤولون أن في هذه المنطقة أناساً يستحقون الحياة بكرامة"، متسائلاً: "أين المسؤولون وأصحاب الضمائر الحية؟ أين وزارة الصحة العامة؟ ومن المسؤول عن المريض إذا ألمّ به مرض يستدعي نقله الى أقرب مستشفى في هذه الأيام الشديدة البرودة والقسوة، هذا إذا لم يمت على الطريق؟ ألهذا الحد حياة البشر لا قيمة لها لدى المسؤولين أم أننا نُحاسب لانتمائنا المناطقي".

وأطلق دلي نداء الى "كل صاحب ضمير حي، وأظنهم كثر، للتجاوب مع رغبة الأهالي في منطقة العرقوب والإسراع في تشغيل هذا المرفق الطبي الحيوي، وإلا سننتقل الى تحرك من نوع آخر، تحرك تصعيدي من أجل إطلاق العمل فيه. وإذا لم تكن هناك قدرة من مؤسسات الدولة على إدارته وتشغيله، فإننا في صندوق الزكاة ودائرة الأوقاف التابعين لدار الفتوى في المنطقة، على استعداد لتشغيله كمستشفى خيري يستفيد منه أبناء المنطقة بجميع طوائفهم وأطيافهم".

واعتبر مسؤول العلاقات العامة في الجماعة الإسلامية في شبعا ونائب رئيس بلدية شبعا، صافي نصيف، أنه وبعد إنجاز المستشفى، أصبح للدولة اللبنانية الدور الأكبر في تسلمه والعمل لتشغيله، مناشداً "بصورة خاصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري الالتفات والتطلع الى هذا الواقع وإجراء اللازم".

كما طالب رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري بدوره، "الجهات المعنية بضرورة الإسراع في تشغيل المستشفى الذي يمثل حاجة صحية واستشفائية لأبناء قرى العرقوب خاصة والمنطقة عامة، وعدم إدخال السياسة والمحاصصة في طريقة تعيين مجلس الإدارة أو التوظيف وأن تكون الأولوية لذوي الكفاءة من أبناء المنطقة الذين ينتظرون فرصة عمل تثبتهم وتبقيهم في قراهم وارضهم".

وقال رئيس بلدية شبعا واتحاد بلديات العرقوب محمد صعب: "قمنا بالعمل لتحريك هذا الملف وتذليل العقبات التي تحول دون تشغيل المستشفى، فكانت لنا لقاءات مع عدد من المسؤولين وأولهم السفير الإماراتي في لبنان، فلمسنا منه كل تجاوب وحثنا على مراجعة المسؤولين اللبنانيين. كما أبدى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، خلال لقاء به، استعداده لتقديم أي تعاون لتشغيل المستشفى رغم الإمكانات المادية المحدودة". أضاف صعب، كذلك النائب بهية الحريري وعدتنا بمتابعة الموضوع وإعطائه الأهمية اللازمة حتى النهاية، وأنها ستبحثه مع الرئيس سعد الحريري الذي طلبنا موعداً معه للبحث في موضوع المستشفى وتشغيله.

وتساءل صعب، هل يعقل أن تبقى المستشفى مقفلة لغاية تاريخه فيما منطقة العرقوب والجوار بأمس الحاجة الى تشغيله؟.

مستشفى شبعا.. أحدث التقنيات والتجهيزات الطبية المتطورة
مستشفى شبعا.. أحدث التقنيات والتجهيزات الطبية المتطورة


تعليقات: